الفصل الرابع والعشرون: المَطر

531 44 23
                                    

الفصل الرابع والعشرون: المـطر

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

الفصل الرابع والعشرون: المـطر

- عشقتـك يا اليزابيث ولا سبب معين، إن الحُب أعمى""

الحُب اعمى ... ولأنهُ أعمى فهو مظلم

يلتف حولنا ويغير مفاهيم اتخذناها مذهب

نُقدم تنازلات لأشياء كانت لنا المتنفس

كُل شيء يختلف في هذه اللحظة ... لان الحُب أعمى

كان واثقاً مِن كلماته، سعيداً بإجابته الصادقة، قُلت له بِصوت متردد:

- اسمع لنـبدأ مِن جديد...

- نبدأ ماذا!

- الحياة وكُل شيء وهذه المرة كُل مشاعري معك، انت سلمتني سعادتك وانا اريد ان أرد لك من هذه السعادة شيء.

نهضت مِن الأرض اولاً، امسكت يده اليمنى ثُم جذبته إليّ فقلت:

- لنـذهب إلى الحديقة معاً.

- والمطـر، ألم تقولِ سابقاً بأنِ سأمرض!؟

- اريد ان اكسر هذه الحدود ... بعض مِن قطرات المطر لن تقتلنا.

تحت زخات المطر غٌسلت قلوب، سكنها الدفء وازيح حمل ثقيل أتعبها، تحت هذه الزخات اندمجت الدموع المغرقة بالمطر فكانت بلا إثر، كُنت واقفة في اوسطها، اشعر بِكل قطرة تلامس جسدي، استشعرت المشاعر والحنين في هذه القطرات فكانت مِاسحة لجفاف السنين راوية للأرواح المثقلة، مددت ذراعي، دُرت حول نفسي، ضحكت لا شعورياً ...

تداركت نفسي فتوقفت، ثًم التفت لجهته، كان واقفها مُكتفاُ يده ومبتسم، قُلت له:" ما بك ...! اقتــرب "

اسند رأسه على العامود، ابتسم فقال بِصوت هادئ:" مِن هنا كُل شيء جميل ... اشعر بإنِ لو تقدمت خطوة أخرى قد أفقد جمال المنظر الذي امامي...هذه هي سعادتي يا الـيزابيث في الابتسامة التي تزينين بها ثغرك "

تأملـته بتعجب، ثُم ضحكت بِشكل مفاجـئ فقلت بعدها:

- مِن اين لك هذا القلب يا هارود ... أأنت مِن هذا العالم فعلاً؟

- اقُلت شيء غريب؟ كان هذا واقعاً

- اجل شُكراُ على مجاملتك

اقترب مِني، فامسك بيدي، ثُم قال مُسترسلاً:" مجاملة ... انها حقيقة وليست مجاملة، هات يديكِ لنجرب الرقص تحت المطر"

تلعثمت، فُقلت بتردد:" لا توجد موسيقى ... ثُم أنى لا اعرف الرقص ولا جربته بحياتي "

قربني مِنه ثُم تمايل على إيقاع خيـالي، فقـال وهو مُغمض عيناه:" تـخـيلي معي سمـاع الصوت "

وبِشكل مُفاجئ فتح عيناه وقال:" والان لنقفز "

قفز بِشكل مُفاجئ لتتسارع خطواته ولأنه يقود الرقصة اتبعت خطاه، حرك ذراعانا في الهواء، انبسط وجهي وبدأت اضحك بصوت عالي، تطايرت حولنا قطرات الماء على وقع ضرب اقدامنا....

توقفنا لأخذ نفس، زفرت الهواء مِن رئتي ثُم قلت ساخرة، بنبرة ثقيلة ومتقطعة:" مجـنـون "

أجاب واثقاُ:" فخور بأن جنوني اسعدك ولو قليلاً "

أبعدت خصلات شعري الملتصقة على جبيني، ظهرت آثار الندبة بِشكل واضح، تغيرت ملامح وجهه للجدية ثُم قال:

- لدي سؤال دار في خُلدي مُنذ فترة واعتقد انه الوقت المناسب لطرحه.

- ما هو؟

- العلامة التي على جبينك هل هي بسبب فاعل؟

- تستطيع ان تقول ذلك...

- من هو؟

- شخص قد نسيت حتى اسمه، لكن لا تخاف فقد أخذت حقي ...

- كيف؟

- كلماتي كانت كافية بتكدير يومه.

- هذا ليس انتقام يا اليزابيث، دُليني عليه وسأذيقه الويلات على فعلته... الكلمات ستشاركه يوم او يومان من حياته وهي ليست دائمة ولكن ....

وضع يده بِرفق على الندبة، وقال بِصوت هادئ:" هذه الندبة ستشاركك حياتك كُلها لذلك هو يستحق أن يُعاقب بالمثل ... هاتِ لي فقط الاسم وصدقيني ..."

انزلت يده بِرفق، قُلت:" وما الفائدة مِن انتقام مِثل هذا! هل سيعيد لي تلك اللحظة ؟، وينقذني مِن هذه الفعلة، انا مؤمنة بالعدالة الإلهية وهي كفيلة برد حقي، وارجوك لا تكرر امر كالانتقام مرة أخرى هذه الأشياء لا تُسعدني ابداً "

قُطع هذا الحديث الدسم بِصوت رقيق يُنادي:" أبـــــي "

انها الصغيرة فكتوريا، ابتسم لها وقال مُنبهاً:" قفِ عند الباب لا اريد ان ابللك"

نظرت لي فكتوريا فقالت بلهفة:

- خالة اليزابيث متى ستكملين لي القصة التي رويتها بالامس؟

- اذهبي إلى الفراش واستعدي لانِ سأحيكها لكِ الان.

اقتربت مِنها وقبلتها على خدها، ابتسمت بلطف ثم دلفت إلى الداخل، وعندما نظرت إلى هـارود كان صامتاً، متأملاً ومنبسطاً:

- ماذا؟

- لم أعلم انكِ اصبحتِ مُقربة منها هكذا!

- ولماذا كُل هذا العجب ...فانا لست زوجة اب سندريلا

- سعيد لذلك ... سعيد جداً وايضاً سامحيني على امر الندبة ما كان عليا أن اسأل

- لا بأس يا هـارود فالفضول مِن طباع البشر

- أنهً كذلك ولكن اعتبريه خوف واهتمام ومحبة .



بائعة الرسائل Letters Seller "النسخة العربية" Where stories live. Discover now