الفصل السابع : الثقة

1K 73 13
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الفصل السابع: الغريب بينهم

تمعنت المكان بنظرات خاطفة، لفت نظري درجات السلم الضخم تتوسط صالة الاستقبال، مفروشة بسجاد قديم بلغ نهايته ومداه، اما الحيطان فمر عليها اعقاب الزمان، ورق جداري مُقشّر في زواياه، ارائك غير مُنجدة أطرفها مُمزقة تتوزع بشكل عشوائي في القاعة ولكن هذا...

منظر يُشابه لما رُسم في لوحة الماضي والحنين ...

انذهلت وبُهت، قٌلت باندهاش بصوت مسموع: ((لا يُمكن ... لوحة الماضي والحنين))

ظهرت على وجهه ابتسامة، خلع النظارة ثم قربها من قميصه ومسحها: ((قبل سبعون عاماً أشهر لوحة في العالم رُسمت هُنا... الماضي والحنين))

عُجبت لذلك فسكت عن الكلام، صاح مُنادياً بشكل مٌفاجئ: ((لـقـــد أتــــيــــــت))

تفرقّ صوت الصدى في ارجاء المكان، صمت عّم القاعة لدقائق معدودة حتى سمعنا صوت ضرب اقدام من الدور العلوي، تلتها أصوات لهتافات أطفال تحمل اسم: ((دانـــــــــــــــــتي))، قُرابة العشرون طفل خرجوا من غُرفهم واجتمعوا امام الدرج، تبينوا وجود دانتي فنزلوا السلالم باندفاع ورغبة لمقابلة بطلهم المنشود، وثبوا عليه فأسقطوه ارضاً، ابتهج دانتي وبادلهم الضحكات ونسي الوجع الشديد في جسده...

سمعت صوت نشيج بكاء قادم من خلفي، التفتت فوجدتها إمراة مُسنة، في عقدها السادس، مسحت أدمعها بخرقة المطبخ وقالت بِحزن:

- أين كُنت يا أبني.. أهان عليك فُراقنا يا دانتي حسبتك...

- (استطرد قائلاً) وها أنا امامك، بصحتي وعافيتي

- مُتهور كما عهدتك.

برز من موضعه بين الأطفال، اقترب منها ثُم ألقى نفسه بين أحضانها، انشرح صدرها ورضت...التزام عائلي ومحبة واخلاص متبادل، منظر لم أعهده من قبل!

أستحضر وجودي واسترجعني بعد نسيان، أشار بيده إلي وقدمّني بعد اعتذار: ((أقدم لكم الآنسة اليزابيث مُنقذتي، كانت خير عون لي بالأمس...أوتني في منزلها وضمدت جراحي))

نظرت لي الجدة بدهشة، وبشكل مٌفاجئ اخذت بقبضة يدي وهزتها، كررت بفرح وبهجة:

- شُكراً لكِ يا ابنتي... شُكراً كثـــيراً لإنقاذك هذا المتهور، دعيني اعرفك بي انا صوفيا هيوستن مُديرة الميتم

بائعة الرسائل Letters Seller "النسخة العربية" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن