كل مَن بقي لي...

Start from the beginning
                                    

أحسست بكل تلك الأفكار تكثر في رأسي و تثقل... انحنيت إلى الأمام و اسندت رأسي على يداي لأنني لم أعد أستطيع الجلوس مستقيماً بسبب ثقل همّي على كتفي...

لوي : هاري... هل أنت بخير؟!

هاري : نعم...

زين : اسمع... أنا أعرف أن ما اطلبه منك كثير جداً... و أعلم أن غفران ما فعله مارسل صعب... و لكن أنا وعدته أنني سأعود له و أنت معي... أرجوك حاول التصرف معه بلطف... لا تظهر له غضبك فهو لن يحتمل هذا...

اومئت برأسي و لم أتكلم...

زين : لقد عشت مع مارسل ست سنوات كاملة رأيته فيها يتغير أمامي من مارسل الذي عرفته أول مرة إلى ما هو عليه الآن... لم يعجبني هذا الأمر بالمرة، حاولت دائماً تذكيره بماضيه و لكن كان ينتهي بي الأمر مضروباً أو مغضوباً عليّ... و لكنه كان يعود ليعتذر كل مرة... و هذا ما كان يؤكد لي أن تغيره للأسوأ هو من الخارج فقط... أنت تعلم، ليستطيع مواجهة العالم... و لكنه ما زال مارسل الذي نعرفه... بطريقة أو بأخرى مارسل لم يتغير... و سترى هذا بنفسك عندما تقابله...

هاري : يبدو أنك أصبحت تعرفه أكثر مني الآن...

زين : مارسل كان عائلتي في الست سنوات الماضية... أنت حقاً لا تعلم كيف هو الحال أن يكون مربيك قائد عصابة و ابنه أكبر أحمق في العالم... مارسل كان يهوّن عليّ الأمر... لقد كانت مهمة كل واحد فينا أن يأخذ بيد الآخر...

هاري : يبدو أنك لم تكن صديقاً سيئاً كما اعتقدتك...

اكتفى زين بابتسامة و لم يرد... نظرت إليه قليلاً ثم التفت إلى لوي فوجدته ينظر إلى الطريق... فعدت أنا أيضاً أراقب الطريق... و أفكر في طريقة أقابل بها مارسل...

#في المرآب :

#سارا :

استيقظت لأجد نفسي في نفس الوضعية التي نمت عليها البارحة... جالسة، أمسك بيد مارسل... يبدو أن عقلي الباطن لم يردني أن أتحرك حتى لا اترك يده... لأن هذه هي الحقيقة... أنا لا أريد أن أترك يده... لا أريد أن يأتي يوم أنام فيه بدون أن أشعر به بجانبي...

اشعر بقلبي يتوقف عن الخفقان كل ما نظرت في وجهه و هو بهذا الحال لأن كل ما يظهر في عقلي حينها هو فكرة أنني سأضطر للعيش بدونه قريباً...

لا أتوقف عن طرد الفكرة من عقلي... و لكن جزء مني يصدق أن هذه هي الحقيقة...

طردت الفكرة مجدداً من رأسي... اعتدلت لأنظر إلى مارسل فوجدته لا يزال نائماً... صوت أنفاسه البطيء هو الدليل الوحيد على أنه ما زال حياً...

اقتربت منه و قبلت رأسه ثم وضعت يده على صدره و غطيته جيداً كي لا يبرد...

ثم قمت بهدوء شديد من مكاني و اتجهت إلى لارا لأطمئن عليها فوجدتها نائمة... كان شعرها مبللاً و كانت ترتدي الملابس التي اشتريتها لها بالأمس...

الجانب المظلم لقلب جميلWhere stories live. Discover now