الفصل الاربعون

ابدأ من البداية
                                    

رفع ليث عينيه ينظر الي عينيها بصمت ... عيناه كانتا تنطقان بألمٍ رجولي جعلها تتسمر مكانها , على الرغم من جمود ملامحه .... ثم انحنى قليلا ليقبل جبهتها وهو يهمس لها

( لست أنا من فعلت ..... بل أنت , و أنا فقط أنفذ أوامر ملكة عرش قلبي ......)

هزت سوار رأسها نفيا بقوة و هي تنظر اليه بعينيها الحمراوين المتورمتين و هتفت بجنون

( لا .... لا .... هذا مجرد هراء , أنت تحبني أنا ..... لقد أخبرتني هذا ملايين المرات ... أخبرتني أنني الوحيدة التي تمتلك قلبك .... )

أومأ لها وهو يقول بصوتٍ خافت صادق

( و لن تملكه غيرك ............ لكن بنات الناس لسن لعبة بين أيدينا , يمكنني الزواج بها ... و يمكنني تقديرها و احترامها ...... طالما أننا ارتبطنا معها بكلمة , ......)

فغرت سوار فمها بنفسٍ لاهب متعب .... ثم هزت رأسها و هي تقول

( لست أنت من ارتبط معها بكلمة .... أنا من فعلت ...... )

هز ليث رأسه وهو يقول بنبرة اقرار واقع

( أنا و أنتِ شخص واحد ..... كلمتك هي كلمتي .... و قرارك هو قراري .... لقد أردتِ لي الزواج و سأفعل ... أردتِ لي طفلا من غيرك .... أيضا سأحاول .... )

برقت عينا سوار بجنون و هي تبتعد عنه خطوتين لتصرخ فجأة بغضب

( أنت تهذي ........ أنت تهذي .....)

قال ليث بهدوء ثابت

( إن كان ما حدث هذيان , فهو هذيانك أنتِ و انا التزمت به ........ عليك احترام قرارك يا سوار , هذا هو ما عشت عليه انا لسنوات طويلة .... )

ابتعد عنها وهو ينوي التوجه الى غرفته , الا أنها صرخت به بقوة

( لا يمكنك أن تفعل بي هذا ....... لقد تعبت ..... أنا تعبت يا ليث .... كف عن قهري , .... كف عن فعل هذا بي ..... أنا .... تعبت .... )

توقف مكانه للحظات , ثم استدار اليها , بملامح حزينة , ثم قال بخفوت

( والله تعبت أكثر من تعبك ..... و فعلت لأجلك ما لم أفعله لمخلوق سواكِ .... الا أنني في النهاية أيقنت بأنني لم أفهمك يوما ....... )

كانت تنتفض داخليا بكل عنف , الا أنها صرخت به بقوة

( اذن طلقني ....... طلقني يا ليث إن أردت الزواج بأخرى ..... )

لم تتغير ملامح ليث وهو يتقبل طلبها بمنتهى الهدوء .... ثم قال أخيرا ببساطة

( الزواج بي قرارك أيضا ...... عليكِ الإلتزام به الى نهاية العمر ..... لن أطلقك يا سوار , و سأتزوج من خطبتها لي .... لا تدعي بأن قلبك مجروح , فأنتِ لم تحبيني أبدا .... ربما انجذبتِ الى ... و ربما كنت ممتنة لشيء فعلته لأجلك .... الا أنني لست رجلا أحمق كي أتوهم حبك لي .... اطمئني يا سوار .... ستكون الأمور بخير ..... مجرد بخير , .... كما أردتِها تماما .... )

طائف في رحلة ابديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن