رفع ليث عينيه ينظر الي عينيها بصمت ... عيناه كانتا تنطقان بألمٍ رجولي جعلها تتسمر مكانها , على الرغم من جمود ملامحه .... ثم انحنى قليلا ليقبل جبهتها وهو يهمس لها
( لست أنا من فعلت ..... بل أنت , و أنا فقط أنفذ أوامر ملكة عرش قلبي ......)
هزت سوار رأسها نفيا بقوة و هي تنظر اليه بعينيها الحمراوين المتورمتين و هتفت بجنون
( لا .... لا .... هذا مجرد هراء , أنت تحبني أنا ..... لقد أخبرتني هذا ملايين المرات ... أخبرتني أنني الوحيدة التي تمتلك قلبك .... )
أومأ لها وهو يقول بصوتٍ خافت صادق
( و لن تملكه غيرك ............ لكن بنات الناس لسن لعبة بين أيدينا , يمكنني الزواج بها ... و يمكنني تقديرها و احترامها ...... طالما أننا ارتبطنا معها بكلمة , ......)
فغرت سوار فمها بنفسٍ لاهب متعب .... ثم هزت رأسها و هي تقول
( لست أنت من ارتبط معها بكلمة .... أنا من فعلت ...... )
هز ليث رأسه وهو يقول بنبرة اقرار واقع
( أنا و أنتِ شخص واحد ..... كلمتك هي كلمتي .... و قرارك هو قراري .... لقد أردتِ لي الزواج و سأفعل ... أردتِ لي طفلا من غيرك .... أيضا سأحاول .... )
برقت عينا سوار بجنون و هي تبتعد عنه خطوتين لتصرخ فجأة بغضب
( أنت تهذي ........ أنت تهذي .....)
قال ليث بهدوء ثابت
( إن كان ما حدث هذيان , فهو هذيانك أنتِ و انا التزمت به ........ عليك احترام قرارك يا سوار , هذا هو ما عشت عليه انا لسنوات طويلة .... )
ابتعد عنها وهو ينوي التوجه الى غرفته , الا أنها صرخت به بقوة
( لا يمكنك أن تفعل بي هذا ....... لقد تعبت ..... أنا تعبت يا ليث .... كف عن قهري , .... كف عن فعل هذا بي ..... أنا .... تعبت .... )
توقف مكانه للحظات , ثم استدار اليها , بملامح حزينة , ثم قال بخفوت
( والله تعبت أكثر من تعبك ..... و فعلت لأجلك ما لم أفعله لمخلوق سواكِ .... الا أنني في النهاية أيقنت بأنني لم أفهمك يوما ....... )
كانت تنتفض داخليا بكل عنف , الا أنها صرخت به بقوة
( اذن طلقني ....... طلقني يا ليث إن أردت الزواج بأخرى ..... )
لم تتغير ملامح ليث وهو يتقبل طلبها بمنتهى الهدوء .... ثم قال أخيرا ببساطة
( الزواج بي قرارك أيضا ...... عليكِ الإلتزام به الى نهاية العمر ..... لن أطلقك يا سوار , و سأتزوج من خطبتها لي .... لا تدعي بأن قلبك مجروح , فأنتِ لم تحبيني أبدا .... ربما انجذبتِ الى ... و ربما كنت ممتنة لشيء فعلته لأجلك .... الا أنني لست رجلا أحمق كي أتوهم حبك لي .... اطمئني يا سوار .... ستكون الأمور بخير ..... مجرد بخير , .... كما أردتِها تماما .... )
أنت تقرأ
طائف في رحلة ابدية
Romanceمن بين جموع البشر ... كان هو الاول والاخير... واخر من رغبت بمواجهته في هذه الارض القاصية الواسعة صرخ بها والنار المشتعلة باللون الفيروزي تزيد من جذور روحه اختاري - فتبسمت شفتاها بمرارة بلون اكثر قتامة وهي تهمس بغضب وهل بين القانون والحياة اختيار...
الفصل الاربعون
ابدأ من البداية