يقتربان منه ... أو هو من يقترب منهما ببطىء , و عيناه مسلطتتان عليهما .....
الى أن أصبح خلفها مباشرة , .... ووصله صوتها و هي تقول متنهدة بتعب
( أنا يجب أن أغادر الآن ........ )
ثم استدارت منهكة , الا أنها تسمرت مكانها و تراجعت خطوة حتى كادت أن تلتصق براجح و هي ترى قاصي بشحمه و لحمه .... واقفا أمامها بطلته الغريبة ...
بشعره الطويل الملفت للنظر و الغريب على البصر .... و ذقنه باتت أطول و اخفت معظم وجهه , لكنها جعلته أقسى مظهرا ....
كانت تتأمله و هي فاغرة شفتيها , و اسمه على وشك الخروج من بينهما , الا أنه سبقها و ابتسم ...
ابتسم ابتسامة لم ترى أكثر منها قسوة و سخرية من قبل .... وهو يميل اليها ليقول بصوتٍ خافت
( لما العجلة ؟!! ........ )
زمت تيماء شفتيها و هي تدير عينيها لتنظر حولها بصمت ... محاولة تسجيل من تعرفه و يوجد بالقرب و سيكون شاهدا على الفضيحة التي ستحدث الآن ....
بينما تابع قاصي بصوته الخافت البريء ظاهريا و الذي يبدو في رقة الشفرة الباترة
( ألم تؤلمك قدماكِ من تلك الوقفة الطويلة ؟!! .... لما لم تجلسا في مقهى الكلية قليلا ؟!! .....)
تنفست تيماء بصوتٍ خافت و هي تبعد عينيها عنه ناظرة الى البعيد ..... تنتظر أن ينتهي بجمود .. فهي لم تعد تأبه لشيء .... فقدت كل مشاعرها و انتهى الأمر ....
انتهز راجح فرصة صمتها فقال ضاحكا وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله
( ياللإجتماع العائلي الرائع ...... و كأننا على موعدٍ لم يتم الإتفاق عليه ..... )
صمت للحظة , قبل أن يتابع مبتسما متأكدا من وصول كل كلمة الى أذن قاصي و ... ادراكه ...
( أنا و ابنة عمي و ....... و أنت ........ )
ارتفعت عينا قاصي الى عيني راجح ببطىء دون أن يرد , الا أن راجح تابع ببسخرية أكثر شراسة
( أحاول أن أجد لك وصفا, الا أنني لا أستطيع ...... فإن كنت زوجها فهي ستطلب منك الطلاق قريبا , و إن كنت أخي فأنت مجرد ....... )
التفتت تيماء اليه فجأة و هي تقول بصرامة و من بين أسنانها
( اصمت ............... هذا يكفي ...غادر الآن , .... )
ضحكة قاصي من خلفها جعلت رعشة تسري في جسدها , بينما قال بصوته الخفيض الغير مطمئن
( لم أعرف أن الصداقة بينكما تطورت الى هذا الحد الذي يجعلك تتدخلين و تنصحين بل و تأمرينه بالصمت ....... )
أخذت تيماء نفسا قويا قبل ان تعاود الالتفات اليه , ثم قالت بجمود
( هلا تابعنا كلامنا الظريف هذا في مكانٍ آخر .... نحن نقف أمام كليتي إن لم تلحظا .... )
VOCÊ ESTÁ LENDO
طائف في رحلة ابدية
Romanceمن بين جموع البشر ... كان هو الاول والاخير... واخر من رغبت بمواجهته في هذه الارض القاصية الواسعة صرخ بها والنار المشتعلة باللون الفيروزي تزيد من جذور روحه اختاري - فتبسمت شفتاها بمرارة بلون اكثر قتامة وهي تهمس بغضب وهل بين القانون والحياة اختيار...
الفصل السابع والعشرون
Começar do início