الفصل السابع والعشرون

Começar do início
                                    

يقتربان منه ... أو هو من يقترب منهما ببطىء , و عيناه مسلطتتان عليهما .....

الى أن أصبح خلفها مباشرة , .... ووصله صوتها و هي تقول متنهدة بتعب

( أنا يجب أن أغادر الآن ........ )

ثم استدارت منهكة , الا أنها تسمرت مكانها و تراجعت خطوة حتى كادت أن تلتصق براجح و هي ترى قاصي بشحمه و لحمه .... واقفا أمامها بطلته الغريبة ...

بشعره الطويل الملفت للنظر و الغريب على البصر .... و ذقنه باتت أطول و اخفت معظم وجهه , لكنها جعلته أقسى مظهرا ....

كانت تتأمله و هي فاغرة شفتيها , و اسمه على وشك الخروج من بينهما , الا أنه سبقها و ابتسم ...

ابتسم ابتسامة لم ترى أكثر منها قسوة و سخرية من قبل .... وهو يميل اليها ليقول بصوتٍ خافت

( لما العجلة ؟!! ........ )

زمت تيماء شفتيها و هي تدير عينيها لتنظر حولها بصمت ... محاولة تسجيل من تعرفه و يوجد بالقرب و سيكون شاهدا على الفضيحة التي ستحدث الآن ....

بينما تابع قاصي بصوته الخافت البريء ظاهريا و الذي يبدو في رقة الشفرة الباترة

( ألم تؤلمك قدماكِ من تلك الوقفة الطويلة ؟!! .... لما لم تجلسا في مقهى الكلية قليلا ؟!! .....)

تنفست تيماء بصوتٍ خافت و هي تبعد عينيها عنه ناظرة الى البعيد ..... تنتظر أن ينتهي بجمود .. فهي لم تعد تأبه لشيء .... فقدت كل مشاعرها و انتهى الأمر ....

انتهز راجح فرصة صمتها فقال ضاحكا وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله

( ياللإجتماع العائلي الرائع ...... و كأننا على موعدٍ لم يتم الإتفاق عليه ..... )

صمت للحظة , قبل أن يتابع مبتسما متأكدا من وصول كل كلمة الى أذن قاصي و ... ادراكه ...

( أنا و ابنة عمي و ....... و أنت ........ )

ارتفعت عينا قاصي الى عيني راجح ببطىء دون أن يرد , الا أن راجح تابع ببسخرية أكثر شراسة

( أحاول أن أجد لك وصفا, الا أنني لا أستطيع ...... فإن كنت زوجها فهي ستطلب منك الطلاق قريبا , و إن كنت أخي فأنت مجرد ....... )

التفتت تيماء اليه فجأة و هي تقول بصرامة و من بين أسنانها

( اصمت ............... هذا يكفي ...غادر الآن , .... )

ضحكة قاصي من خلفها جعلت رعشة تسري في جسدها , بينما قال بصوته الخفيض الغير مطمئن

( لم أعرف أن الصداقة بينكما تطورت الى هذا الحد الذي يجعلك تتدخلين و تنصحين بل و تأمرينه بالصمت ....... )

أخذت تيماء نفسا قويا قبل ان تعاود الالتفات اليه , ثم قالت بجمود

( هلا تابعنا كلامنا الظريف هذا في مكانٍ آخر .... نحن نقف أمام كليتي إن لم تلحظا .... )

طائف في رحلة ابديةOnde histórias criam vida. Descubra agora