الفصل السادس عشر

ابدأ من البداية
                                    

جالسا في كرسيه العتيق الضخم ... ينظر الى المائدة الخاوية الضخمة امامه ....

و بداخله شعور كئيب ... يثقل صدره و يضعف انفاسه البطيئة ...

فمنذ ان طرد تيماء من بيت الرافعية و هو يشعر بأنه قد فقد احد ثاني احفاده بعد سليم .....

تنهد سليمان الرافعي تنهيدة مجهدة ... خشنة وهو يشعر بالحاجة لتلك الفتاة التي دخلت البيت حديثا و اضفت اليه روحا براقة ....

على الرغم من كرهها الواضح للمكان و رفضها للعائلة ... و المها الواضح في عينيها ...

الا انها تضيف روحا خاصة بها في كل مكان تدخله ...

تيماء سالم الرافعي .... تحمل موروثات الرافعية من القوة و نبذ الانهزامية مهما حاول البعض كسرها ...

لقد احبها منذ المرة الأولى التي رآها بها ...

على الرغم من أنها تعد غريبة التربية و النشأة ..... الا أنها دخلت قلبه الغاضب عليها ....

و من يومها وهو ينتظر كل عام كي يراها تأتيه بنفسها ....

الى أن اتت هذا العام ... و ازدهر قلبه برؤيتها في دخولها الأنيق ....

اهتمت بنفسها و نبذت الماضي خلف ظهرها و تحولت الى تلك القوية التي انتظرها ....

لكنها ..... خذلته ....

خذلته خذلان لا يمحوه زمن ... ان كان متبقي في عمره المزيد من الزمن .....

عاد سليمان الرافعي ليزفر بقوة .... وهو يشعر بانقباض في صدره لا يبارحه ....

فنادى فجأة عاليا بنفاذ صبر

( أم سعيد ........ يا أم سعيد ....... )

خرجت المرأة مهرولة من المطبخ و هي تجفف كفيها ... قائلة بتلعثم

( نعم ..... نعم يا حاج ....... )

هتف سليمان بغضب وهو يشير الى المائدة الخالية

( أين الفطور ؟!! ........ هل علي انتظارك الى ان تتعطفين و تضعينه !! ... )

هتفت المرأة بارتياع

( العفو يا حاج ..... الفطور سيكون جاهزا خلال دقائق ..... لقد أبكرت في النزول للفطور اليوم .... )

ارتفع حاجبيه و ازداد غضبه و شعور القتامة بداخله وهو يهتف

( لك العذر مني .... على ما يبدو أنني سأضطر الى أخذ الإذن منكِ قبل الشعور بالجوع ..... )

هتفت المرأة المسكينة

( العفو ..... العفو يا حاج ..... حالا سيكون جاهزا ..... )

أخذت تومىء برأسها و استدارت تنوي الاسراع الى المطبخ , الا أن سليمان هتف بغضب

( انتظري هنا يا امرأة ......... أين سوار ؟!! .... لماذا ليست جالسة على كرسيها بجواري ؟!!! .... )

طائف في رحلة ابديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن