17 فبراير 2016
"أيمكنني الحصول على قطعتين من كعك الزنجبيل ؟"
"بالطبع!" ابتسمت للزبونة وأنا أضع قطعتا كعك الزنجبيل في كيس ورقي, مددته باتجاهها لتناولني النقود بالمقابل.
"شكراً لزيارتكِ مخبزنا ! زورينا مجدداً !" وجهت كلامي للشقراء الصغيرة, يبدو أنها للتو أنهت يومها الدراسي في المدرسة المتوسطة.
لحظة واحدة ! انتهى اليوم الدراسي بالفعل ؟! كم الساعة ؟!
نظرت لساعة يدي, إنها تشير للثالثة والنصف مما يعني أن فترة عملي بالفعل انتهت منذ نصف ساعة ! يا إلهي كيف لم انتبه ! أقسم أن نايل سيقتلني فقد وعدته بتناول الغداء معه هو وزين!
ركضت لغرفة تبديل ملابس الموظفين, خلعت الزيّ الموحد وارتديت ملابسي على عجل,أمسكت بمعطفي لأرتديه وأنا أركض خارج الغرفة.
"وداعاً سيدة مولي !" صرخت مودعاً المسنة اللطيفة صاحبة المخبز
"وداعاً عزيزي هاري ! أراك في الغد !"
خرجت من دفئ المخبز إلى صقيع لندن لأشد المعطف على جسدي محاولاً حمايته من البرد.
أوقفني صوت مألوف "مرحباً هاري !"
"أوه مرحباً مارك ! كيف حالك ؟" سألت المراهق الذي التقي به بشكل شبه يومي, فهو يعمل كمروّج لنوع جديد من الحلوى والتي يوزعها على المارّة في الطرقات كي يتذوقوها.
"بأفضل حال ! تناول بعض الحلوى !" أخبرني ملقياً بضع حبات في اتجاهي.
التقطتها وبالفعل دفعت بواحدة لداخل فمي "شكراً مارك, أراك لاحقاً !"
أكملت طريقي حتى وصلت للبناية السكنية التي نقطن فيها أنا ونايل وأنا ألهث, صعدت السلالم حتى وصلت للطابق الثاني وأدخلت مفتاح شقتنا المشتركة في قفل الباب, نعم أنا ونايل نسكن سوياً منذ وفاة والداي, أي تحديداً قبيل ثلاث سنوات.
فتحت الباب لأرى نايل المستلقي على الأريكة, واضعاً رأسه على صدر زين الذي يمرر يده على شعره ويقبل رأسه بين الحين والآخر, تباً لهما الثنائي أبله ! هم يجعلوني أشعر بقسوة الوحدة على الدوام !
"حقاً أتيت ؟ لمَ لم تبقى تعمل حتى الفجر ! إني أتضور جوعاً" رفع نايل عيناه عن التلفاز لينظر لي بعبوس
"آسف نايل, حقاً لم أشعر بالوقت" جلست على الأريكة المقابلة لأريكة الثنائي
ابتعد نايل عن صدر زين " حقاً هاري ؟ الأشخاص الطبيعيين يحسبون الدقائق والثواني حتى ينهون عملهم وأنت تقضي وقتاً إضافياً هناك ؟ أعني ما الذي يجعلك تعمل هناك أصلاً وأنت ترث شركة لصنع الأدوية والعقاقير!"
أنت تقرأ
A Walking Tragedy ~ Larry Stylinson
Fanfictionصورة عَيناه الزرقاوات الممتلئة بمزيج من التوتّر والرّغبة ما فتئت تتشبثُ بعقلي وكأنّه موطِنها ! لا أزال أشعر بِخشونة شفتيه على إبهامي, لا أزالُ أشعُر بوقعِهما على شَفتاي ! أيُعقل أنّ النّعيم الذي عِشته لم يكُن حقيقة ؟ هل يُعقل أنّي عِشت كذبة ؟ ...
