part 8

2.3K 53 1
                                    

كانت صيحه باتريك من خلفها ووجدت وجه الرجل تغير الى قسوه وبروده تقلصت لها امعائها بقسوه فجاهدت ان تتمالك رباطه جأشها وتجاهلت تدخل باتريك لتشحذ من عزيمتها كى تواجه العينين الباردتين بصوره تبث الرعب فى نفسها وقد شع منهما ما يماثل ادراء قاسيا حولهما الى عينين من صلب فى بروده الثلج

تلعثمت وعقلها يرفض تصديق ما يحدث او ما تخشى ان يحدث:

- كما اننا متأخرون اصلا فأذا ما ازحت سيارتك عن الطريق سوف اتصل بجراج بعد ان اوصل الطفلين وسيبعثون اليك......

تلاشى صوتها حين لم يغير ما قالته من نظراته القاسيه شيئا ورأت ان له اكثر العيون بروده التى رأتها فى حياتها وجاهدت كى تتماسك ، كيف وجدت جاذبيه فى شخص هكذا؟ وماذا سيفعل بهم؟ وجذبت نفسها بعنف تحاول تخليص نفسها من قبضته...

- لا تراعى

ولم يفعل الصوت الهادئ شيئا لتهدئه روعها بل على العكس كان لبرودته تأثير عكسى عليها حيث اخذ قلبها يدق بعنف حيث صعب عليها التنفس بصوره طبيعيه وادى نبضها المتسارع برأسها الى الدوار

واخترق الصوت الجليدى عقلها المشوش من شده الدوار:

- لست اريد بك اذى اننى لا ابغيك الاولاد فقط

- مستحيل

وانطلقت الكلمات من فمها بنفس السرعه التى تدفعت بها الصور المرعبه فى ذهنها وقد بدا كل شئ واضح ثراء جوليان سكوت المنزل الفخم طفلان يسلكان الطريق المنعزل يوميا منذ اسابيع ليس معهما احد يحميهما

وتحول صفاء الصباح المبكر الى رعب وتوتر فلم يكن ما حدث حادثه عارضه ليس تعلا بالسياره ولكنها خطه مدبره والرجل الذى امامها ليس قائد سياره سئ الحظ بلا مختطف شخص لابد ان راقبهم كل خطوه وحدد مسارهم ولابد انه اختار هذه البقعه بالذات بعيده عن العمران لكونها فى منتصف الطريق بين قريتين صغيرتين ومحاطه بالاشجار لا يطل عليها منزل طوال عده كيلومترات والطريق انه من النادر ان تمر عليه السيارات كما لاحظت مارا ذلك فى رحالاتها اليوميه

- اننى اريد الطفلين

ارتعدت فرائصها لنبره التهديد فى صوته و شعرت ان قلبها تعتصره قبضه حديديه حين فكرت ماذا عساها ان تكون مغبه المقاومه ، لكن لايمكن ان تسلم باتريك وبيتى هكذا بدون صرع فالطفلان قد لقيا بالفعل ما يكفيهما فى باكوره طفولتهما ولا يمكن ان تتخلى عنهما وتتركهما وحيدين مرعوبين بين يدين هذا الرجل

- دعينى فقط ان اطلب منهما ان ياتيا الى هنا...

- كلا!!

دوت الكلمه الوحيده فى الهواء الساكن وعلى الرغم مما كان ينتابها رعب داخلى فقد اجبرت نفسها على مقابله هاتين العينين اللتين تشعان كراهيه ووجه كالح العبوس بنظره تمنت ان تنقل له نفس القدر من الكراهيه

- ان هذين الطفلين تحت رعايتى واذا فكرت لحظه...

وقاطعها بحده:

- اننى اريد الطفلين ولا شأن لى بك فاذا سلمتهما لى امكنك المضى فى سبيلك بدون قلق

- دون قلق؟!

وعادت مارا تقاوم لتخليص نفسها من قبضته الحديديه التى بدأت تؤلمها ولم يؤد كفاحها غير المجدى الا الى زياده قسوتها حتى اخذ الالم يرتسم على وجهها

وكررت وراءه:

- دون قلق؟ ثم ارتفع صوتها بمزيج من الخوف والغضب:

- اتظن لحظه اننى لن ينتابنى القلق حين اتركها مع وحش مثلك ؟ اتظننى اعيش لحظه لو فعلت ذلك..

وتصورت لحظه انها اعادت الرشد الى عقله حين ضاقت العينان الباردتان وهى ترميها بنظرات من التقييم والاهتمام ولكن لو خطر له التراجع فلم يكن ذلك الا للحظه عابره وقبل ان تتاح لها ان تستفيد من هذه المزيه كان قد بدأ الكلام مره اخرى:

- سأعطيك فرصه اخيره سيدتى اخبرى باتريك وبيتى ان يخرجا من السياره ويأتيا الى هنا وسوف ادعك والا فلن اكون مسؤلا عن العواقب

وتطلب الامر كل ذره شجاعه لتتجاهل ذلك التهديد الذى بدا فى الصوت الوحشى فابتلعت ريقها بصعوبه وشدت قوامها محملقه الى الوجه الجرانيتى :

- لقد قلت لا ومصره عليها

- اذن فأنت لم تتركى لى خيارا

ودب الذعر فى اوصالها لحركته تجاهها وتشتت عقلها من الهلع وهى تتلوى كالمحمومه بين يديه وانزلقت قدمها فى حذائها ذى الكعب العالى وادركت فى لحظه يأس انها ستهوى الى الارض وقد انفجر الم مبرح فى فكها ثم راحت الدنيا فى سواد كالح..

اختطاف ولكن Donde viven las historias. Descúbrelo ahora