أنا أصــدِقُكِ

62 11 9
                                    


تنفست بعمق تكاد تختنق، لاتعلم أمن شدة تقييده! أم من اضطرابها وتوترها الغريب! فتزحزح قليلا مُعيدا لها حريتها ويعيد تركيزه في عينيها مجددا.. أحتل ملامح كليهما الكثيرُ من الخجل، صحيح أنهما كانا صديقان مقربان، لكن ليس لهذه الدرجة وايضا.. قد يراها أحدهم، ولاتحب أن يراها أي أحد كان بهذا الشكل فتُعاد الخطايا لتلوك بسمعتها كما العلكة مرة ثانية، يكفيها الدمار الذي طال سنون حياتها من تلك المرة الماضية قبل ست سنين مضت. أومات له متلعثمة :

- مر..مرحبا جون !.. مر وقت طويل!

اردف سريعا بحدة :

- كلا..بل دهور بسببك.. أيتها الشقية ( اتسعت عينيها لنبرته وطريقته معها) كيف لكَ أن تختفي وقتها دون أي خبر أو عنوان! ..أتعلمين كم قلقنا عليكِ يومها!!

تحولت للحدة لتجاريه بنظرة حادة في عينيه لقد بقر بطن صبرها وهي التي حرمت عليها الولادة وظلت في مخاض دائم وحيدة تعاني :

- يومها! أضحكتني.. يومها جميعا تهربتم كأنني مسٌ من الجان، الكل ناولني ظهره وأبتعد، كلٌ منكم أكملَ طريق حياته بعدها بطبيعية.. عن أذنك!

التفتت بالفعل، زفرَ بحرقة مغمض العينين ثم فتحهما على وسعهما، كيف نسيَ كيفية انتشالها له من الموت كما يسحبون الغريق بخفة ساحر! .. أتسعت عينيه والرعشة سرت لباقي جسده، عاد لصدمتهِ الأولى حين أجتث للرصيف من ظهره، قلبه عاد ينبض بجنون حين التفتْ للخلف لتلتحم عينيه بهول الانفجار الكبير وفوضى الشرطة والناس المتجمعين خلفهما وسط الشارع :

- كيف لها.. !؟

نطق بتلعثم، ثم ألتف مجددا يشاهد خلفها وهي تتحرك بخطى منفعلة مسرعة، تحرك سريعا خلفها ليعدم تلك المسافة مجددا جذبها بعنفٍ لتلتفت له بسرعة :

- انتظري لحظة(أشار للخلف بينما عيناه تراقبان تعابيرها بخوف وحيرة) كيف عرفتي ماسيحصل؟ (اشار بسبابته نحوها مهددا) لاتقنعيني أنكِ رأيتها لقد حصل الحادث بعد 5 ثوانٍ تقريبا ولا أحد لاحظ ولا سمع صوت سيارة قادمة.. كيف عرفتِ انتِ! من اين ظهرتِ! في هذا الوقت بالتحديد؟

تنقلت بين عينيه من اشتعلت إصرارا على معرفة مايجري منها, ابتعلت ريقها بقلق رهيب وافلتت يدها بصعوبة منه :

- الحقيقة التي تريدها.. لن تصدقها، شئ فوق مستوى المنطق.. لن تتقبله، لذا لا داعِ من اخبارك ( أومات مجددا) كن بخير.. عن أذنك.

زفرَ وصرخ بخفة، عاد بنظرهِ إليها وهي تخطو بخطوات سريعة لكن التعب يرسمهم بوضوح، تنهد بجدية وأتخذ خطاه خلفها.

* * *

طول الطريق كانت تكتم دموع خفيفة تبكيهم تحذفهم ثم تبتسم، خليط غريب اجتاحها.. بين نهاية كانت ستخطُ أمام عينيها ويحطم جون مرة وللابد. بين فرحتها بأنقاذهِ وبين نشوة غريبة بتذكر عينيه احضانه خوفه وقلقه. ابتسمت مجددا بأخرى أعرض وهي تكمل صعود السلالم وحين اوشكت على انهاءهم توقفت بحيرة قاطبة الحاجبين التفتت بخفة سريعا فرأته خلفها صعقت حرفيا وتفاجأ هو ثم تنحنح وهو ينظر جانبا يتلاعب بأنفه. فأتسعت عينيها قائلة :

لَعنةُ سُويون | Soyeon's Curse On viuen les histories. Descobreix ara