ch.1

5.7K 416 143
                                    

"ليآن" صرخت والدتها لتأتى مسرعة

"نعم امى" قالت و هى تأخذ انفاسها اثر ركضها من الدور العلوى

"اخرجى و احضرى خضار من السوق لأجل الغداء و فى طريق عودتك قفى عند عمل والدك و اعطيه هذه" قالت والدتها و هى تعطيها حافظة طعام

"و لا تأكليها و انتِ ذاهبه فوالدك لم يتناول الافطار" قالت محذرة لتقهقه ليآن و تومئ لها مبتعدة

"عمر" صرخت تنادى شقيقها الاصغر

"ماذا" قال و هو يقف امامها

"شقيقى الاصغر الجميل الذى لا.." بدأت حديثها المبتذل

ليقاطعها عمر "بدون مقدمات ماذا تريدين" قال و هو يقلب عيناه

"اذهب و اعطى هذه لأبى و انا سأذهب للسوق" قالت و هى تمد له حافظة الطعام مبتسمه ببلاهة

"و كأننى لم اسمع شيئا" قال و ابتعد عنها ليدخل غرفته مجددا

تأففت متذمرة بشدة..ارتدت معطفها الطويل الواسع ثم ارتدت وشاحها الذى يغطى خصلات شعرها الطويلة اسفله..

خرجت من منزلها ناظرة لاسفل مسرعة فى خطواتها حتى لا تحتك بأحد من الجنود البريطانيون اللعناء..

لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن..!

"الى اين الجميلة ذاهبه" تأففت بانزعاج عندما تحدث ذلك الجندى و هو يمشى ورائها

تجاهلته و اسرعت فى خطواتها ليتقدم هو ايضا و يمشى بجوارها بنفس سرعتها

"ايمكنك ان تتركنى و شأنى" قالت بعصبيه و هى تتوقف

"لا" قال باستفزاز

"سمعت ان الجميلة اسمها ليآن" قال و عاود المشى بجوارها مجددا

"بل اسمها اذهب للجحيم" قالت متذمرة

"اسم رائع" قال ساخرا لتضغط على اسنانها بغضب

"مارك" نادى عليه احد الجنود من بعيد

"الى لقاء اخر يا جميلة" قال و ذهب لصديقه الحقير مثله

تنهدت بسعادة عندما ذهب بعيدا عنها لتبطئ فى خطواتها قليلا

"مرحبا ابى" قالت بمرح و هى تدخل مقر عمله ليتوجه نظرة لها بابتسامه

"اهلا حبيبتى" قال و احتضنها بخفه

"امى ارسلت هذه لك" قالت و اعطته حافظة الطعام ليضعها بجوارة على الطاولة

"تعرض لكِ احد الجنود و انتِ قادمه" قال باهتمام

"لا" كذبت بابتسامه حتى لا يشك بها

لم ترد منه ان يفتعل شجار مع الجنود و ينتهى الامر باصابته فهم اقوى بكثير...

"انا سأذهب لاحضر بعض الاشياء لأمى..الى اللقاء" قالت ليومئ لها مودعا

خرجت من عند والدها و ازالت ابتسامتها الكاذبه للتنهد بحزن..

بحزن على حال بلادها..

بحزن على من يموتون كل يوم لاجل الدفاع عن وطنهم..

بحزن على الاطفال الصغار الذين باتوا يخافون من الخروج للعب فى الشارع خوفا من اسلحة العدو..

قُتلت براءة الاطفال فى سن صغير باتوا يعرفون ما معنى الموت ، القتل و التفجيرات..

تنهدت بعمق مانعه نزول دموعها..

وصلت للسوق و احضرت ما طلبته والدتها

لتتخذ خطواتها بالعودة من طريق اخر حتى لا تصتدم بذلك الجندى من جديد..

فى ثانية غيرت رأيها و قررت العودة من طريقها المعتاد..!

هى لن تخاف من جنود ليس لهم حق بأى شئ فى هذه البلاد..!!

"اذا نحن سنذهب من هنا!" توقفت عندما سمعت بعض الجنود البريطانيون يتحدثون

توقفت و اختبأت خلف احد الجدران بسعادة ظننا منها انهم سيرحلون للأبد

"اجل نحن سنرحل و سيأتى بدلا منا جنود اخرون" قال صوت اخر لتمحى ابتسامتها و تعقد حاجبيها بحزن

هم لن يتخلصوا منهم ابدا..!

"اجل كل خمس سنوات سيتم تبديل الجنود و بما اننا هنا منذ خمس سنوات لذا حان موعد تغيرنا" قال واحد منهم لتبتسم بسخريه

ابتسمت بسخريه و اكملت طريقها..

كل خمس سنوات سيتم تغيير الجنود..!!

هه! اهم يريدون البقاء للابد..

"امى انا جئت" قالت صارخة لتسمعها والدتها فور دخولها للمنزل

اعطت والدتها اكياس المشتريات و دخلت لغرفتها لتبدأ سلسلة افكارها من جديد...

Lian | ليآن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن