منْ هُوَ؟

244 30 6
                                    

|| الفصلُ الرابِع

’ مَن هُوَ؟ ‘

(▶)

( قبلَ 10 أعوَام )

’ يُو آرَا تَعرضتْ  لحَادثٍ غريب وما جعلهَا تبقَى على قيدِ الحياة تلكَ الأجهزَة المحيطَة بهَا.. ’

هَذا لَيس صَادماً عَلى الإطلاق بالنسبَة لـِ  كرِيسْ ، لطالمَا كانَ البشَر أشياءُ ﻻَ قيمَة لهَا ؛ إلاَ تلكَ المدعوَة بـِ * آرَا *.

تلكَ الليلَة الدمويَة منْ حياتِه اختُتِمتْ برؤيَة تلكَ الأعيُن البُنية الواسعَة المبتسمَة، أَيقظتْ فيهِ شيئاً غريزياً أكثَرَ مِنْ  كَونه تعطُش للدَم البشَري.

تلكَ الطفلَة عنَت لهُ كثيراً ؛ و كْرِيسْ يُدركُ جيداً أنَها بغضُون ساعَات بعدَ الحَادثَة ستكُون مجرَد جثَة هامدَة ؛ لهَذا قامَ بالتضحيَة بروحِ والديهَا ليبقيهَا علىٰ قيدِ الحياة.

لمْ تكُن القوانِين شيئاً يُخيف كرِيسْ بقَدر فقدَان يُو آرَا.

(▶)

→ بيتْ آرَا - السَّاعة  6.30 مساءً←

’’ أردت حمايتك فحسبْ ولمْ أكن أعلَمْ أننِي خالفت القواعد  ‘‘

’’ تحميني منْ ماذا ؟ ‘‘ ، سَأًلَتهُ آرَا بفضول

وضعَ تشَانيُول الكَتاب جانباً و نهَضَ عنْ الأريكَة ينظُر لـِ النافذَة المطلَة علَى الحديقَة ،

’ قبلَ وقتٍ ليسَ بطويل ..هوَ كانَ مجرَد شَخص ينتمِي لفصيلَتين إحدَاهما المُستذئبين و الأخرَى مصَاصي الدماء، يعيشُ علىٰ الدم وَ يظهر فِي الليلةٍ  المقمِرة .. لكنّهَ فِي منتَصف إبرِيل منذُ 20 عاماً تغيَر ، لمْ تعُد اللَيالي المقمِرة و ﻻَ حتّىَ الدماء شيئاً يُثير غَرائزهُ ‘

’ مَنْ هُوَ ومَا شأنُه بمَا سألتُك عنه؟ ‘

همسَت آرَا باستغرابْ تَلفت انتباه لوسيفَر إليهَا ،

’ كرِيسْ ، إنهُ كرِيسْ .. الشَّخص الذي غيرتهُُ الطفلَة يُو آرَا ‘

اتَّسعتْ عينَا آرَا بصدمَة و تفاجُؤ مُتسائلةً :

’ مَاذَا تَقصِدْ؟ ، مَا الذي فَعلته أنا حتّىَ يتغيّر؟  ‘

تنهَّدَ تشَانيُولْ قَائلاً :

‘ لاَ أعرِفْ تماماً ما حَدث ، كُل ما أعرفُه هوَ أَنه يريدُ وسمكِ ، يريدُ جعلَ الموتْ عاجزاً أمامَك، إنْ قامَ بوسمكِ سننتهِي نحن، عالمُ كلينَا سيتدمَر ؛ لِذَا عليَ أنْ أَحميكِ  ’

’ قَالوا لِي أننِي كالمغناطِيس ؛ أجذبُ كل شيءٍ سيء.. لكنِّي لَستُ كَذَلِك ، أقسمُ لك ‘

تمتَمتْ آرَا بصوتٍ مُنخفض تسيرُ بخطواتٍ سَريعة و ثابتَة نحوَ غرفَتها بينمَا تشَانيُولْ تجمَدت مَلاَمِحه ينظُر لـِ ظلهَا الذي لمْ يستمرَ لوقتٍ طويل.

هوَ تنهَّدَ يضغَطُ عَلَى قبضتهِ بقوَّة،ُ يُدركُ جيداً أنَه ما كانَ يجدرُ بهِ إخبارهَا عن مَاضيهَا بتلكَ الطريقَة ؛ لكنْ بالنَّظر إلىٰ ردة فِعلها فمنَ الجيد أنهُ لمْ يُخبرها عن سبب موتِ والديهَا.

لوقتٍ كافٍ استمرتْ آرَا باالتفكِير بما يحدُث معهَا ، إنهَا تموت ببطءْ ومعَ هذاَ جميع اﻷمُور السيئَة تحدثُ معهَا ، المَرض ، الموتْ و أخيراً هذاَ الغَريبْ.

مشَاركة ما تبقَى منْ حياتِها مع شخصٍ غريبْ هوَ آخِر ما أرادَت آرَا التذمرَ بشأنِه ، أنفاسٌ جديدَة ، وقعُ خطواتٍ مختلِف ، أَحاديثُ لمْ تعتدهَا منْ قَبل.. ليسَ شيئاً تُريدُ أنْ تعتَاد عليهِ بسهولَة.

تنفَّست بِعُمقْ وهيَ تنهضُ مجدداً لتَرى تشُانيُولْ يقفُ بجانِب البَابْ ،

’ أنتِ لستِ شخصاً يجلِب اﻷشياء السيئَة  ‘

’ أنتِ لستِ شخصاً سيئاً آرَا ، و أَنَا بالفِعْلْ لَدَيّ خيارٌُ  المغادَرة فِي هَذِهِ اللحظَة ؛ لكني لاَ أريدُك أنْ تَتأذي ..  ‘

تشَانيُولْ قَال مُحاولاً تهدءتهَا ، وهيَ اكتفَت بإمسَاك يدهِ و جرهِ خلفهَا ،

’ هيْ!، إلَى أينْ تَسحبينني؟؟  ‘

‘ أنتَ لمْ تَستَأذن حينَ اقتَحمت حياتِي فجأَة، لذَا ﻻَ يحقُ لكَ أنْ تسأل ’

عقدَ تشَانيُولْ حاجبيهِ بتعجُّب وقَال :

’ مَاذَا تقصِدِين؟ ، أَنا لَم أَلتقِ بكِ عبثاً آرَا ، جئتُ هنَا ﻷحميكِ ‘

توقفَت خطواتُها للحظَة تاركةً يدهُ حينَ تخطيَا مدخَل البيتْ ،

’ إذنْ دعنِي أَمُتْ و عُد أنتَ أَدراجك ، ﻻَ داعي ﻷنْ تحميني منْ ذَاك الشَيء و مهمَا كَان السَّبب فِي قدومكْ إلى هنَا فأنتَ تعلمْ جيداً أننِي أقفُ علَى حافَة جهنَم وسأقَع فِي أَي لحظَة ؛ لِذَا منْ فضلكْ غادِر و ﻻَ تعُد ‘

‘ كمْ يُساوي موتُكِ؟؟  ’

التفتَت آرَا تنظُرْ لـِ تشَانيُولْ باستغرابْ مردفةً ،

’ مَاذَا تَقصِدْ؟  ‘

‘ كمْ يُساوي موتُك ؟؟ ، أَنا سأدفعُ ثَمن كُل لحظَة بقيتْ لكِ ’

هوَ تحدّثَ بوضوح أخيراً يضَعْ تلكَ الابتسامَة الغريبَة على ملامِحه، و آرَا لدقيقَة حدقَت بهِ بتفاجُو.

→ نِهَايَة الفَصل الرابِع ←

||لوسيفر•Where stories live. Discover now