نذِيرُ شُؤْم.

699 34 7
                                    

( الرّاوي )

مضت 3 ساعات منذ أن أشرقت الشمس،آرا لم تتزحزح عن ذاك الكرسي منذ الليلة الماضية، ﻻ زالت تعيد ما حدث أمس في ذهنها آﻻف المرات.

( فلاش باك - المركز الطبي -سيؤول)

الجو ﻻ يزال ماطراّ علىٰ غير العادة، عينا آرا استمرتا بالنظر إلى السماء المتلبدة بالغيوم السوداء.
هي ليست متفائلة على الإطلاق منذ أن هذا الفحص الثالث الذي تقوم به في شهر، والنتيجة لم تتغير في كل مرة [الورم] نفسه لكنه يزداد حجماً.

تنهدت للمرة الأخيرة قبل أن تدخل تلك الغرفة الواسعة حيث الصمت كان واضحاً جداً.

'' آنسة يُو .. تفضلي بالجلوس ''

الطبيب قال بينما يضع تلك الابتسامة مجدداً، جلست آرا بهدوء ،

'' نتائج فحصك لم تتغير.. هي نفسها ، أنا لم أعزم على تغيير ما قلته في المرتين السابقتين، علينا أن نستأصل الورم ''

'' لكم من الوقت سأعيش؟؟ ''

خرجت آرا لثوان من تلك القوقعة لتثير فضول الطبيب حول هذا السؤال، إنها المرة ربما العشرين التي تطرح فيها السؤال نفسه،

'' إن قمنا بالعملية الجراحية بأسرع وقت قد تعيشين ﻷطول وقت ممكن''

غادرت آرا تلك الغرفة للمرة الثالثة ، لكن هذه المرة هناك شيءٌ تغير.. نذير الشؤم في داخلها ازداد أكثر من ذي قبل.

مرت بذاك الممر الطويل، تنظر هنا و هناك ، الكثير من الناس هنا ينتظرون.

*كلهم سيموتون؟* ..هي تساءلت

هناك حمل يصبح أثقل فأثقل في كل مرة تتذكر فيها أن هناك أسباب تدفعها للتمسك بالحياة.

وبالرغم من أن حديث الطبيب إيجابي للغاية ومع أن الحياة تقوم بمنحها فرصة للبدء من جديد إلا أن ملامحها البائسة لم تتغير، هناك جانب كبير مظلم في داخلها، يمنعها من التفكير بشكل سليم.

نزلت الأدراج منتهية بالمشي في الشارع ، اﻷلم الذي يتوسد أحشاءها أصبح مجرد لسعات زادت احمرار عينيها.

تنفست بعمق موقفة خطواتها عند نهاية الشارع ،

( آرا )

نذير الشؤم ذاك لم يأب مغادرة صدري، أشعر به ككرة تتوسد جوفي ، أحاول بأقل جهد إنهاؤه أو التخلص منه ؛ إلا أن الأمر ينتهي بي أحاول محاربة رغبتي بالبكاء.

ضائعة أنا بين كل المفردات ، ابتداءً بالبؤس انتهاءً بالخيبة.

اهتز الهاتف فجأة في جيب المعطف، نظرت عميقاً في الشاشة لم أكن راغبة بقراءة شيءٍ يضيف أطنانا من التعاسة لبؤسي.
لكن سرعان ما حدقت مطوﻻ استجابة لصوت اصطدام عنيف.
رأيته، بالطبع.. بعينين متسعتين مرفقة بشهقة رأيت جسده يصطدم بزجاج السيارة ، لكنها ثوانٍ حتى اختفى .. حالما تناثر الزجاج في الجو هو اختفى.
المنظر كان مثالياً ﻷبعد حد ، كأنه مشهد من فيلم خيالي.
كيف حدث هذا؟ ، تنهدت مجدداً و أعدت الهاتف لجيب المعطف.
حالتي ساءت إلى هذا الحد! ، يبدو أن الورم الدماغي يصنع خيالات تشبه أفلام ديزني!
( End Flash Back)

أبعدت آرا يديها عن رأسها حالما سمعت صوت الطرق على الباب، نهضت بهدوء لتفتحه ، إنه هو مجدداً يتصّنع نفس الملامح، عينيه تظهران الحزن، الأسف والشفقة.
ومع تلك الملامح هي تعلم جيداً أنها ستكون في الجحيم اﻵن، تركت الباب مفتوحاً ليدخل هو ويغلقه.

'' جئت من..من أجل الاطمئنان عليك ''

تحَدّث وهو يغلق الباب ينتظر منها ردة فعل ،نظر إليها مع كل الفوضى التي تحوم حولها، اقترب من الطاولة المستديرة في منتصف غرفة الجلوس و راح يحدق بشاشة الحاسوب الشخصيّ الخاص بها.

[ المخلوقات الخارقة للطبيعة ...]

تنّفس بنفاد صبر، قائلاً ، '' آرا ؟!، هذا؟.. ''

حدقت آرا به بحدة ، وقالت: '' لست أفقد صوابي جونغ إن -شي ، أنا بخير بالطّبع، شخص يقف على حافة الموت ، يحارب بقوة ﻷن ﻻ يسقط في تلك الهوَّة عليه أن يكون قوياً كفاية ليبحث عن سبب آخر ليعيش''

وضع جونغ إن يديه على كتفيها ، '' أنا أتفهم ما يحدث معك آرا ؛ لكن كيف يمكن لأي شخص أن يقتنع بأن أحدهم اصطدم بزجاج السيارة واختفى في الهواء؟! ''

أبعدت آرا يديه عن كتفيها ، : '' جونغ إن غادر من فضلك، أشعر بالتعب وﻻ أرغب بالتحدث أكثر ''

بعثر جونغ إن شعره بغضب ، '' لن أغادر قبل أن نتحدث، هناك الكثير لنتحدث بشأنه آرا ''

جلست آرا على الأريكة بلامبالاة بينما هو جثا على ركبتيه أمامها،

'' آرا هذا يكفي.. أكره أن أراك تضيعين كل شيء قمت بفعله طوال الوقت الماضي ''

هو صمت للحظة وهو يمسك يديها، '' سبق و أخبرتك أنك ستكونين بخير، لطالما كنتِ في القمة و الآن أنت ترمين كل شيء ببساطة ، آرا انقضى شهر بالفعل ﻻ يمكنك الاستمرار على هذهِ الوتيرة ''

عقدت آرا حاجبيها وأغمضت عينيها بقوة ، '' أنتَ ﻻ تفهمني جونغ إن، أشعر بالفوضى تعبث داخلي.. أنا واثقة من أنني رأيته يصطدم بزجاج السيارة ثم اختفى، و إلا كيف يمكن أن ينكسر الزجاج دون أن يلمسه أحد؟! ''

'' آرا !، توقفي.. ﻻبد وأنك متعبة، ارتاحي وسنتحدث لاحقاً ''

تحدث جونغ إن بسرعة وهو يدفع آرا بخفة لتنام ،لكن استوقفه سؤالها للحظات ، '' أنتَ ﻻ تصدقني، صحيح؟ ''

ابتسم جونغ إن بلطف ، '' ليس لدي سبب لئلا أفعل، أريد و بصدق أن يكون ما تقولينه صحيحاً ''

اعتدلت آرا في جلستها تنظر لجونغ إن الذي همّ بشرب بفتح زجاجة الماء ليتجرعها دفعة واحدةً.

'' ﻻ تنظري إلي هكذا آرا.. أنا أصدقك ''

' '

( الرَّاوِي )

هو ليس الوحيد ذو الأجنحة السوداء الذي يعاقب بتركه في الأرض؛ ليشق طريق عودته بنفسه،سبق أن عُوقِب أُمراء غيره علىٰ العصيان، جميعهم قتلهم فضولهم نحوَ [ عآلم البشر ].

ما يختلف هو أنه فقطْ فريد من نوعه نسخة سوداء من براءة بيتربان ،ينعدم التفكير بمدى الكوارث التي يمكن أن يحدثها وجهه الآخر.

[ لوسيفر ] .. أكثَر خطورة مما قد يستوعبه البشر، هَذَا على الأقل ما يقوله عنه "إخوته".

- نهايَة الفصل الأوًل -

||لوسيفر•Where stories live. Discover now