لستُ خَيالْ.

311 27 5
                                    

( الرَّاوي POV )

ببطءْ فتحَت آرا عينيهَا، أخيراً هيَ تستيقظ.

حدقت بالسقف، إنه مجرد وقتٍ آخر يمرّ ، و منذُ أنهُ أصبحَ وقتاً آخر فهي لمْ تعزم علىٰ تغيير شيءٍ.

واقعها الأكثَر يأساً يعود زاحفاً للخلفْ خوفاً من التقدم،

مجرد صداع يجعلها تشعرُ  برأسهَا يزدادْ بضعَة كيلوغرامات، أزاحت جسدهَا عن الأريكة بصعوبَة متجهةً نحوَ المرحاض.

اﻷمر يصبحُ أكثرَ ألماً وصعوبة، تنهَّدَتْ وهيَ تفتح صنبور الماء، تحدق بالماء المنسكب.


''  مخلوقٌ خارق!، هذَا آخِر ما أريدُ أنْ يضاف لقائمة حياتِي التعيسة ''

تمتمتْ آرا وهيَ تمسح ملامحها المتعبة بالماء، أغلقت الصنبور ؛ لتتجه إلىٰ زجاجَة الماء المتربعة علىٰ الطاولَة وسطَ مطبخها الضيق، فتحَت الزجاجة بهدوء لتبدأ بتجرع الماء دفعة واحدةً.

لكنْ لحظَة، هيَ توقفَت فجأَة لتعيد الزجاجة لمكانها.. هناكـَ خطبٌ ما.

التفتت بهدوء لتجذب عينيهَا تلكَ الساعَة التي توقفَت فجأَة عن إصدار ذاكَ الصوت المزعج.

شيءٌ ما توقفَ فِي هذهِ اللحظَة و ﻻَ يزالُ متوقفاً ، تراقب بعينين متسعتين خائفتين كُل شيءٍ يتغير حولها، ابتداءً بالجدار الذي أصبحَ مكاناً للكتب والمزيد منْ الكتب.

بيانو صغير أسوَد اللونْ يضاف إلىٰ زاوية المكان باﻹضافة لمكتب خشبي بُني اللونْ تمركز أمامَ عينيهَا.

المكان بأكمله لمْ يعُد مكانهَا وكأنّها فِي غضون ثوانٍ أصبحتْ فِي مكانٍ آخر من العالم.

فضول هوَ أو غير ذلكْ سرعان ما تحول إلىٰ خوف، خوف كبير يتسلل لداخلهَا ببطءْ كالسم تماماً.

" كأنّي مجرَّد وعاءٍ فارغ مركُون علىٰ إحدَى الرفوف."

تمتمَت آرا..

تحاوِل التفكير لكنْ عقلهَا مغلق ، قلبُها ﻻَ ينبض فقطْ و ﻻَ إراديا تشعرُ بقدميهَا تقودانهَا نحوَ تلكَ الرفوف الممتلئة بالكتب متشابهة اللونْ وبأحجام مختلفة.

تلمس كل شيءٍ بأطراف أصابعهَا بحذر.

الدفتر والقلم، علىٰ ذاكَ المكتب يبدوان مألوفين بطريقَة مزعجَة ، خطت نحوَهما لتجْلس علىٰ الكُرسِيّ ، تفتح الدفتر بفضول.

||لوسيفر•Where stories live. Discover now