سبأ

10

.
.

كنت عند الشباك الزجاجي الكبير ببيت نورة..
خلود أحرقت جوالي إتصالات ، بالاخير قفلته
أصرت كثير اني اتراجع عن اللي بسويه .. لكن اصراري كان أكبر

فتحت نورة الباب ، كانت مو راضيه عن اللي يصير من البداية..
قالت : يلا سبأ ، جا الوقت..
: طيب
همست بهالكلمه بهدوء قبل أتجه للباب واطلع معها برى البيت ..

وصلنا المستشفى ، مسكتني نورة قبل أدخل
: أنتي أبداً مو مجبورة تسوين هالشي ، فكري باللي سووه فيك سبأ .. فكري ان أبوك ما طلع بعد كل هالوقت الا لمصلحته بس .. أرجوك سبأ ، نقدر نوقف كل شي قبل يبدأ
: لا تتكلمين وكأنك مو منهم! انتي اخفيتي عني هالشي بعد..
: أكثر من مره قلتلك اني أنجبرت ..

ما أقدر الوم نورة ، هي ما لها يد في هالشي .. ع الاقل ساعدتني ، ماتركتني مثلهم..
أعطيتها جوالي و اغراضي ، ضمتني ومازالت تترجاني أتراجع .. لكن اكتفيت اني ابعد عنها واتبع الممرضه
عشان أتجهز للعمليه ..

قبل شهر ونص ..

: شفتي عبدالعزيز؟ هو أبوك الحقيقي..
ضحكت : سبحان الله!
سكتنا ، وكانت تناظرني وكانها تقول ان هالشي مو مزح.. للأسف..
قلت : من جدك؟
: بقول لك كل شي ، لكن خليك هاديه و متماسكة .. لا تخلـ..
قاطعتها : نورة انتي خايفه على ردة فعلي أكثر من اللازم .. قولي اللي بتقولينه بدون مقدمات..

أخذت نفس طويل ، وبدأت تحكي..
: أمك قبل تتزوج أبوك الله يرحمه ، كان خالي عبدالعزيز يحبها ، أو يعشقها لو نكون واضحين .. كانت أمي تعرف عن حبه لها .. لكن امك كانت تكرهه ، تقدم لها أربع مرات وبكل مره رفضته .. كان سكيّر ، مره جا لامي يبكي .. يقول انه إغتصب امك بغير رغبتها.. ما أعرف كيف صار هذا الشي ، لكن أمي تسترت على هالموضوع .. بعد شهر عرفو ان امك حامل فيك .. وبما ان امي كانت دكتورة نساء ، حاولو يجهضونك .. لكن عبدالعزيز رفض .. حلف بإنه يفضح الموضوع لو حاولت تجهضك .. بعد كذا أمي ساعدت في زواج امك بالمرحوم ابوك .. كل شي تم بسرعه قبل يبان حملها .. وأعلنت عن الحمل بعد زواجها بشهر بس! ، ظن انها حامل في بنته ، وتوفى وهو يظن انك بنته.. لهالسبب امك تكرهك .. من البداية ماكانت تبغاك .. انا لما عرفت كل شي أصريت على امك تقنعك تجين عندي .. كنت ابي اساعدك بأي طريقة كانت .. لكن وبعد ما مرت السنين خالي عبدالعزيز مَرض ، فشل كلوي .. من ثلاث سنين وهو يتعالج في المانيا ، ما لقينا له متبرع ، و محد يتوافق مع فصيلته مننا ، تعرفين ليش نظم هالمعرض ؟ .. عشان يشوفك لاول مره ، ولان ..
كملت عنها : ولانه يبغى كليتي..
هزت راسها : ولكن طبعاً هذا الشي ماراح يصير!

ظليت اناظرها وانا للحين ما أستوعبت ايش تقول..
قالت قصة حياة كامله ، تعتبر حياتي اللي ما أعرف شي عنها ..
عرفت ايش سبب كره أمي لي ، لكن هذا الشي انا ما لي ذنب فيه!
قلت : يعني الحين وش؟
قربت ومسكت يدي
: أعرف انك للحين ما أستوعبتي ، أعرف انه صعب..
قاطعتها : يعني انتي الحين بنت عمتي؟
هزت راسها بالموافقه ، وبعيونها نظرة شفقه كرهتها..