سبأ

8

.
.

دايم شفت نورة بنظرة مختلفه .. لمستها بطريقه مختلفه.. تكلمت معها بنبره مختلفه ، وحبيتها بقلب مختلف عن الكل ..
انا شخص ، ومع نوره شخص ثاني ..

عدم معرفتها بهالاشياء ماقللت منها أبداً
مانقص من ثقلها بداخلي شي ، كل يوم حبيتها أكثر ..

بالرغم من اني اقاوم خلود بداخلي .. الا اني بديت أعترف ان لخلود تأثيرها علي..
يمكن لانها دخلت حياتي بسرعه كبيره وهالشي ماتعودت عليه ابد..
لكني من البدايه استلطفتها ، دايم كنت أنفر من الاشخاص الجدد بحياتي .. الا هي ، عرفت عني كل شي بسهوله و بوقت قصير جداً !

أعتقد ان الفراغ اللي بداخلي يخليني أقدس اي شخص يملأ جزء منه ..

كل هالافكار دارت براسي لما كنت راجعه للبيت مع خلود اللي قالت
: شفيك هاديه اليوم؟
: غريب يعني؟
: لا بس اليوم بزياده ، شكلك ماحبيتي مشاعل
: زين لاحظتي
: ملاحظه من زمان..
قلت : ليه تعاملك كذا ؟
: وش يعني "كذا"؟
: ماعرف .. أحسها تعاملك غير عنهم ، ماعرف كيف
ضحكت : ايوه تحبني
كنت متوقعه هالشي ، لكن وبدون ما اسال .. واضح ان خلود ما تحبها ..
قلت : كويس

غمضت عيوني ، و كأن هالشي بيمنع الشعور اللي ملاني بعد كلمتها الاخيره ..
أحس بالقهر من نفسي .. ليش أحس بهالشعور تجاه خلود؟
أنا ما احبها ، مجرد حب تملك بس..
كذبت على نفسي بهالكلمتين قبل أنزل للبيت لما وصلنا..

دخلت البيت ، صديقات خالتي كانو موجودين .. لكني أسرعت لغرفتي قبل أقابل احد منهم ..
وللمره الثانيه لقيت باب غرفتي مفتوح! .. شكيت ان فيه أحد يدخلها ..
أخذت نظره ، لاحظت أثر بصمات أصابع على لوحة نوره اللي بالفحم!
كنت مسحت اثار اصابع خلود أخر مره .. وهالمره شخص ثاني .. أكيد فيه أحد يدخل الغرفه..
ما أعرف ايش يبي او مين ! .. لكن لازم ابدأ أقفلها ..

ربع ساعه مرت وانا أفكر مين ممكن يكون يدخل الغرفه .. قاطعتني الرساله اللي وصلتني من خلود
مكتوب فيها : شفيك على مشاعل؟
استغربت سؤالها .. قبل شوي تكلمنا بهالموضوع!
قلت : علمتك!
تأخرت ما ردت .. ثم قالت
: لازم تقولين لها ليه تعاملينها كذا
استغربت اسلوبها ، وكأنها مو هي .. لكني ما اهتميت
قلت : لا ، مايهم مالي علاقه فيها
كتبت : سبأ بسألك ، جاوبيني بصراحة!
مارديت ، انتظرت سؤالها وانا بموت ..
كتبت ومسحت كثير قبل تقول
: تحبيني؟

أخذ مني ثلاث دقايق عشان أطلع من مفاجأة السؤال و أفكر ايش أرد ..
قلت وحاولت الف الموضوع : أكيد احبك!
قالت : لا ، قصدي حب حب!
تأخرت كثير جداً ما رديت ، لاني ما أعرف وش اجاوب .. هالتأخر خلاها تقول
: عرفت الجواب ..
قلت : ايش؟
قالت : احذفي المحادثه ، وانسي اننا تكلمنا بهالموضوع..

طلعت هي من الواتس اب .. وانا للحين عيوني ما أرمشت عن المحادثه! للحين ما أستوعبت ..
قريتها مره و مرتين .. وبكل مره أكتشف اني كنت غبيه!

بعد دقايق طق باب الغرفه .. فتحته ، وكانت خلود..
من الوهله الاولى رجحت انها جايه تتكلم باللي صار من شوي..
لكن كيف تقول انسي اننا تكلمنا ثم تطلع بوجهي الحين!
دخلت الغرفه
قالت : عطيني جوالك..
: ماعليك بحذف المحادثه
: وش محادثته؟
قلت : محادثتنا
: طيب مبروك! ، ابي جوالك بتصل على مشاعل
استغربت اسلوبها ، ولا كأنه صاير شي!
اعطيتها جوالي .. قالت وهي تتصل على مشاعل و تتحلطم
: نسيت جوالي معها ، مثل دايم .. اف مني ، لو اني زوجي كان طلقتني عشان أعرف!

رن كلامها في أذني .. فهمت الحين
مشاعل كلمتني على انها خلود! حركة جدا رخيصه عشان تعرف اللي تبيه..
أعتقد انه صار عندي سبب مقنع أكرهها عشانه ..
أو سبب مقنع اني أطعنها مستقبلاً

لما انهت خلود مكالمتها طلعت من عندي .. صورت محادثتي مع مشاعل ، وحفظت المحادثه على الجوال واللاب والايباد ..
ولو بالغت أكثر كنت نسختها على سيدي أو طبعتها..
بيجي يوم أحتاجها فيه ، ما أعرف هو حقد على مشاعل أو حب لخلود..
لكن اللي أعرفه اني مستعده أسوي اي شي يضر مشاعل بكل متعه ..

..

أسبوع على سفر جدي .. من بعد سالفتها مع نوره ما شفت أمي ، وماتكلمت مع نوره ..
لكني كنت اسال سكرتيرتها عنها .. وكانت ملغيه كل جلساتها لشهر قدام!
اللي صاير شي كبير .. ولازم أعرفه ..

..

بعد دوام طويل ممل و مرهق رجعت البيت .. كنت رايحه لغرفتي .. لما شفت أمي تطلع منها !
ما انتبهت لي الا لما قلت : وش تسوين؟
سكرت جوالها اللي كان بيدها .. قالت
: وش دخلك؟
: انتي اللي كنتي تدخلينها الاسابيع الي راحت؟
قالت و مشت : ايوه
: لعاد تدخلينها ، ولعاد تلمسين لوحاتي!
التفتت علي : بيكاسو خايف على لوحاته! مالت بس..
قربت لها : ليه وش هالاهتمام اللي مو لله! وش تبغين فيهم؟
فتحت جوالها ، و ورتني صور .. صور لوحاتي!
ناظرتها أنتظرها تفسر
قالت : خالد قال لي عن معرض ، و سجلتك فيه!
تذكرت سالفة المعرض اللي ارسل لي رابطه قبل فتره ..
قلت وانا منصدمه من تصرفها
: وانا اخر من يعلم!
قالت و عطتني ظهرها متجهه للدرج
: هذاك عرفتي .. المعرض الاسبوع الجاي ، ارسلت لهم صور لوحاتك وتراهم قابلينك
اختفت عن عيوني ، مازلت ما استوعبت اللي صار
كيف أمي تهتم بشي لي ، وليه أصلاً !
دخلت الغرفه ، فتحت الرابط اللي سبق و ارسله خالد لي ..
أخذت اسم المعرض ، بحثت عن كل شي يخصه ..
مين مشارك فيه ، وين بيقام .. والاهم مين منظمة ..

أربع أسماء منظمينه
كان اسم نوره من بين الاربع أسماء المنظمة!

إنتهى