7

12.6K 503 77
                                    

.
.

كانت ملامحي هاديه جداً بالرغم من قلقي الداخلي..
الف فكره لعبت بعقلي لما كنت بمكتب سكرتيرة نوره انتظر امي تطلع من عند نوره..
طلبت امي مني أنتظرها برى ..وعلى عكس ماتوقعت ما ارتفعت أصواتهم..

وقفت لما شفت أمي تطلع ، أشرت لي الحقها وهي متجهه لبرى المكان..
ناظرت نوره الي كانت واقفه عند باب مكتبها .. كنت بكلمها قبل اسمع امي تقول
: سبأ امشي..
وبنفس اللحظه نوره دخلت وسكرت الباب..
مشيت وانا احس بفراغ ، ما عندي أي فكره ايش صار داخل مكتب نوره..

تجرأت أسأل امي بالسياره
: وش كنتي تبين منها؟
: مو شغلك
ماتكلمت أكثر ، أحس بحقد كبير عليها ..
أردفت : معاد بتروحين لنوره
: ليه!
: عشانك معاد بتروحين لها
تمنيتها تمزح : طيب علميني ليه!
قالت : ليه تبين تروحين؟ مفروض تفرحين
: تعرفين ان ماعندي غيرها..
ضحكت بسخريه قرفتني : ليه وانا وين رحت؟
ماتكلمت أكثر ، لاني راح أمرض لو ناقشتها زياده..
أمي عندها قدره هائله على قتل كل فرحه بحياتي..
لكن مو هالمره ، نوره خط أحمر..

..

استغربت من باب غرفتي المفتوح لما وصلت البيت
لكن ماهتميت ، كل اللي كان شاغل بالي موضوع نوره ..
اتصلت عليها ، ما رن كثير قبل ترد ..
: أهلاً سبأ
قلت بدون مقدمات : امي تقول معاد أجي لك!
سمعتها تزفر قبل تقول
: ايوه أعرف
: ليه؟
: لان هذا الشي مفروض يصير من زمان
بديت اتنرفز : علميني ليه طيب!!
: عطيني وقت ، وراح احكي لك كل شي .. هالفتره ابداً ماينفع ، طيب؟
أصريت : لا ابي اعرف الحين
: سبأ لمصلحتك ، صدقيني هالفتره ماينفع أقابلك أو اكلمك .. لا تسالين ليه أرجوك ، راح اعلمك كل شي بوقته ..
نسيت كيف أسيطر على نفسي بمجرد ما سمعتها تقول "ماينفع أقابلك أو أكلمك" .. كيف ماينفع وانا أعيش على هذا الشي؟
قلت : نوره تكفين ، امي قالت شي يزعلك؟ علميني نوره
: سبأ خلاص..
يأست : الى متى طيب؟
: ما أعرف .. كل اللي ابيه منك ماتتصلين علي ولا تجيني العياده ، ضروري سبأ هالشي

كان شعوري قبيح جداً بعد ما انهينا المكالمه ، ايش مخبين عني؟ .. انا اعرف ان امي ونوره يعرفون بعض من زمان ، من قبل اعرف نوره حتى..
لكن بينهم اشياء ما أعرفها ..
اللي يزيد مرارة الموضوع .. اني راح انقطع عن نوره..

بكيت .. احتجت خلود ، اتصلت عليها .. ماردت
كررت اتصالي عطتني مشغول .. كان خذلان آخر ..
وكان سبب ثالث يخلي يومي مأساوي..

بعد ثلاث ساعات طلعت من غرفتي .. كانت الساعه وحده الظهر..
سويت كل شي عشان أطلع من حزني ..
لكن ماطلعني من غرفتي الا جوعي
نزلت وكانت خالتي بالمطبخ .. على غير العاده كانت هاديه وماكلمتني..
اخذت لي أكل و رجعت لغرفتي ..
اشتقت لخلود ، ابغى اصلح اللي بيننا لكن ما أعرف كيف ..
احياناً احسها بالغت بردة فعلها ، بالنهايه انا قلت كلامي بلحظة مفروض تكون أول من يعرف اني ما انحسد عليها!
لكن مايهم ، لازم احد يتنازل..

كانت قدام باب غرفتي لما طلبت منها تجي..
دخلتها ، بعد مارتبت الغرفه باستعجال..
قالت : وش تبين؟
ماعرفت كيف ابدأ ، او ايش اقول ..
قلت : أسفه انا
: على؟
: على كلامي اللي قلته ..
قالت : مازعلت عليك عشان كلامك ، زعلت لاني ما ابيك تكونين ضعيفة شخصيه كذا..
: أنا مو مثلك
: وش ينقصك؟ كل اللي تحتاجينه رغبه داخليه بانك تتغيرين! شعور الاستسلام اللي تحسينه تجاه ضعفك ماراح يساعدك ابداً ..

يا ليته سهل! ياليته كان مجرد رغبه وبس..
قلت : أنتي ماتعرفين شي..
قربت وجلست قريب مني ، قالت بعد ما مسكت ذراعي بيدينها
: يمكن انا فعلاً ما أعرف ايش اللي بداخلك بالضبط، بس أعرف انك ممكن تتغيرين .. مافي شي مايتغير .. خوذي كلامي بجديه سبأ ، لا تفكرين انه مو ممكن .. صعب ، أو مو سهل .. لو مره وحده فكري أنك تقدرين تتغلبين على خوفك من الناس ..
: ومن قالك ابي اتغلب عليه ؟ عاجبني وضعي كذا
مسحت وجهها بيدينها .. وقالت
: ياربي صبرني مابي أنفجر الحين ، شوي ياربي بس..
ابتسمت ، خلود لطيفه بشكل يخليها قابله للأكل ..
قالت واشرت على عيونها : سبأ ناظريني ، قوليلي ان وضعك عاجبك وانتي تناظريني
قربت لوجهها وحطيت عيني بعينها
قلت : جداً عاجبني ..
بعدت عنها وانا احاول اكتم ضحكتي على تعابير وجهها .. رمت نفسها على ورى وصارت منسدحه على السرير
قالت : انا استسلم ..
قربت وحطيت راسي على بطنها وانسدحت معها
قلت : مفروض من أول..

..

كنت بالجامعه ، ارسم بنت كانت جالسه قدامي بدون ماتدري..
أحاول اقضي وقت البريك الطويل ..
جت لي خلود ، معها مشاعل .. سلمت عليهم
قالت خلود : متى بتطلعين ؟
: مطوله ، ليه؟
: بطلع أفطر مع مشاعل .. كنت ابيك تجين معنا
قلت بدون ما أفكر : خلاص بجي
قالت مشاعل : مو مطوله؟
عطيتها نظره ومارديت .. شي في داخلي كان مايبي مشاعل تجلس مع خلود لحالهم ..
قررت اسحب على محاظرتي ، واللي أعتقد ان هذا الغياب بيسبب لي حرمان ..
لكن ما يهم ، دايم كانت الدراسه ماتهم..

كنا بنطلع من الجامعه قبل تمسكني مشاعل ، سبقتنا خلود للسياره
قالت مشاعل : علميني وش سالفتك؟
: وش سالفتي؟
: أنا أسألك!
هزيت اكتافي : ولا شي
كنت بمشي ، لكنها مسكت يدي .. للمره الثانيه خلال يومين ..
قالت : تحبين خلود ؟
ما كنت أعرف الجواب! .. لو سألتني هالسؤال قبل شهر كان بدون تفكير جاوبتها ب "لا" .. لكن أرتبك شي في داخلي لما ماعرفت اذا انا احبها او لا؟..
ابعدت يدها عني قبل أقول
: لعاد تلمسيني!
تركتها و طلعت .. كنت أحس بشعور غريب كل ما ينعاد سؤالها بداخلي ..
وشعور أغرب كل ما اسأل نفسي خلود أو نوره؟ ..
ثلاث سنوات ماكان احد يقدر يكون خيار ثاني جنب أسم نوره .. لكن هالمره غير ..
وترني مجرد حيرتي بين الاسمين..


إنتهى

سبأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن