ذئاب لا تغفر
الفصل الســـــادس والخمسون :في الملهى الملحق بالمنتجع السياحي ،،،
نظرت تقـــى إلى المشروب الموضوع أمامها بحيرة شديدة ، وترددت في شربه ، ولكنها راقبت من حولها بتعجب ، فوجدتهم يرتشفون ما طلبوه بإستمتاع غريب .. ضغطت على أصابعها في توتر ، ثم تنهدت في إستسلام ، ومــدت يدها لتمسك بالكــأس ..
قربته من شفتيها ، وحـــاولت تذوقه بحذر .. فكان طعمه إلى حد كبير لاذعاً ، وتشنج وجهها منه ..
وتسائلت مع نفسها بإستغراب :
-هو طعمه مزز كده ليه ؟!ثم أخذت نفساً عميقاً ، وزفرته على عجــالة ، وبدأت في إرتشـــاف ما به بتأفف بادي على تعابير وجهها ..
راقب أوس حيرتها وإرتباكها بإستمتاع واضــح ، وحاول أن يخفي إبتسامته المتسلية وهو يمتع عينيه برؤيتها على سجيتها ، ولكنه لم يستطع ..
ولكن حينما وجد الأمـــر قد إتخذ معها منحنى جـــاداً ، فقرر أن يتدخـــل فوراً ، فهو لا يريد أن يضعها في موقف محرج .. خاصة أن المشروب الذي طلبته كان أحــد أنواع الخمــور المشهورة ...
لذا إنحنى بجسده للأمـــام نحوها ، وهمس لها في أذنها - وشفتيها ملتصقتين بالكـــأس - متسائلاً بمزاح :
-ها ، الخمرة حلوة ؟تجمدت تعابير وجـــهها لوهــلة محاولة إستيعاب جملته الأخيرة .. فتابع قائلاً بتسلية :
-أصل سيادتك طلبتي كوكتيل فودكا على آآآ...لم يكمل أوس جملته الأخيرة حيث تفاجيء بها تبصق ما ظل عالقاً في حلقها قبل أن تبتلعه أمـــامها بطريقة مقززة قائلة بذهـــول :
-لألألألأ...!وكذلك شرقت لمحاولتها الحديث فجــأة ، فسعلت لعدة مرات ، و أرخت أصابعها عن الكــأس فسقط فوراً على الأرضية وتناثر جزء من محتوياته على بنطالها الواسع وحذائها بالإضافة إلى الأرضية ..
صُدم الجميع مما فعلته تقـى ، ونظروا لها بنظرات إستغراب ، وأخـــرى مشمئزة ..
في حين ظلت إبتســــامة أوس المتسلية بادية على وجهه .. وزادت غبطته حينما رأهـــا لم تعاند في أمـــر كهذا ، فهي لا تزال نقيـــة محافظة على برائتها رغم تصرفها الطائش هذا ، فلم تتهور لمجــرد معاندته ..نهضت تقــى مذعورة من مقعدها ، وظلت تسعل محاولة لفظ ما إبتلعته من مشروب مُسكر ..
تسائل ماركو بإستغراب وهو محدق بها بلكنة عربية غريبة :
-ما الأمــر سينيورا ؟
لم تجبه تقــى ، بل أولته ظهرها ، وأكملت سعالها ..
نهض أوس هو الأخـــر من مقعده ، ووقف خلفها ، وأسند يده على ظهرها مربتاً عليه ، وقائلاً بهدوء :
-خلاص يا تقى ، ماحصلش حاجةنظرت هي له شزراً وهي تزيح يده عن ظهرها ، ومدت يدها لتمسك بمناشف ورقية لتمسح لسانها وفمها من بقايا المشروب ...
في حين رمقتها المرأة المثيرة بنظرات إحتقارية ، وأطلقت سبة باللغة الإنجليزية مهينة إياها ..
ولكن إلتفت أوس برأســـه نحوها ، وحدجها بنظرات حــــادة مضيفاً بغلظة وهو يشير بإصبعه محذراً :
-Hey ! Don't you dare ( إنتي ! إياكي أن تجرؤي على إهانتها )
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر 2- لمنال سالم
Romanceالمقدمة حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها ... فكيف ستنجو هي من...