الفصل الحادي والثلاثون

29K 467 16
                                    

ذئاب لا تغفر :

الفصل الحادي والثلاثون ،،،،،،

في منزل تقى عوض الله ،،،

توجهت فردوس ناحية باب منزلها بعد أن سمعت الطرقات الخافتة عليه ..
عدلت من وضعية حجابها المنزلي ، وفتحته ، فوجدت منسي واقفاً على عتبته وعلى وجهه إبتسامة سخيفة ، فنظرت له بإندهاش وسألته قائلة :
-منسي ! خير يا بني

نظر لها بإستغراب مصطنع وهو يسأله بصوت آجش :
-إيه يا ست فردوس مش هاتقوليلي اتفضل ؟

تنحنحت بخفوت قبل أن تتنحى للجانب ، ثم أشــارت بيدها وهي تقول :
-لا مؤاخذة ، اتفضل

ابتسم لها مجاملاً وهو يردف قائلاً :
-يزيد فضلك

إختلس منسي النظرات محاولاً رؤية تقى ، ولكن كان باب غرفتها مغلقاً ، فلاحظت فردوس نظراته المتفحصة لمنزلها ، فسألته بضجر :
-بس مقولتليش إنت جاي ليه ؟

إنتبه هو لها ، وسلط أنظاره عليها ، ثم أجابها بصوت رخيم :
-أنا جاي أســأل على تقى وعلى أحوالها !

تنهدت في حزن وهي ترد عليه قائلة :
-نحمد الله على كل حـــال !

سألها بإهتمام واضح وهو يرفع حاجبه للأعلى :
-هي عاملة ايه الوقتي ؟

مطت فمها للأمـــام ، وأجابته بيأس :
-يعني ... اهو طول الوقت نايمة

تابع منسي حديثه بجدية وإهتمام واضح بـ :
-أنا كنت ناوي أجيبلها ضاكتور كفاءة بس الحاجة إجلال قالت إنها جابتلها واحد

أومـــأت برأسها وهي ترد عليه بصوت خافت :
-أه كتر خيرها ..

لاحظ هو إجابتها المقتضبة عليه ، فحـــاول أن يطيل فرصة الحديث معها ، فسألها بإهتمام زائف قائلاً :
-وعم عوض إزيه ؟

ردت عليه بفتور وهي تشير بيدها:
-أهوو .. يوم كده ويوم كده

زم فمـــه قائلاً بصوت خشن :
-مممم.. ربنا يديله الصحة

أخذت فردوس نفساً عميقاً ، وزفرته بإحباط وهي تهتف بـ :
-يا رب أمين ، متأخذنيش يا بني ، أنا مش عارفة أضايفك كويس ، إنت مش غريب !

أشـــار لها بكف يده قائلاً بجدية :
-لا ماتتعبيش نفسك يا ست فردوس ، أنا جاي بس أطمن على ست البنات

مطت فمها في إنكســــار ، وحدثت نفسها بتهكم :
-أل ست البنات أل .. ما اللي حصل حصل خلاص ، وضاعت !

تأمل منسي حــــالة الحزن الجلية المسيطرة على فردوس ، وتعجب من صمتها المفاجيء ، فسألها بفضول بـ :
-مالك يا ست فردوس ؟ انتي بتكلمي نفسك ؟!

انتبهت له ، ومسحت تلك العبرة المعلقة في أهدابها ، وقالت بصوت شبه مختنق :
-هـــاه ، لا يا بني!

ذئاب لا تغفر 2- لمنال سالم Where stories live. Discover now