/1/ ذو الشعرِ الأحمر.

23.7K 1.2K 254
                                    




انيوو بنوتات!😘

شكو ماكو اخباركم ؟~

اي حبيت انزل البارت الاول من القصة يعني علمود تاخذون فكرة عنها وكذا🌚🏃

اوك نبدي على بركة الله !😎

ها اي صح حبوباتي لتنسون الفوت قبل القراية والتعليقات الحلوة ورى القراية ولتنسون همينة تعلقون بين الفقرات 🌹

يلاا نبدأ! قراءة ممتعة!~

.

.

------------------

( كوريا الجنوبية- بوسان/ إحدى صباحيات الربيع المنعِشة. )


انتصبَ مبنى واسع تحت أشعة الشمس، تلمعُ قبته بزهوٍّ وسط الشارع المكتظ. كان هنالك الكثير من الأشخاص يهرعون معًا نحو البوابة الحديدية التي ترحّب بهم كأول شيءٍ في الصباح، فهُم الشباب والشابات الّذين يحملون على ظهورهم أو أكتافهم حقائب مدرسية بمختلفِ الأشكال والألوان التي تلوحُ من بعيد.. طلابُ مدرسة بوسان الثانوية.

الكثير من الهتافات وتحيّات الصباح التي تعلو في الأجواء، والمزيد من الخطوات المُسرِعة والأجساد التي تتلافى الاصطدام بالسيارات المصطفة على جانبِ الطريق، تسيرُ بِبُطء لتُفرغ محتواها من الطلاب وتذهب في حالِ سبيلها مُطلقةً أبواقها للتحذير بين فينةٍ وأُخرى.

من بينِ كل تلك الفوضى الصباحية.. مرّت سيارة ضخمة يلمع سطحها الحالِك تحت النورِ الذهبي للشمس، سوداءٌ أنيقة تصطف قُرب الأخريات اللاتي بدينَ باهتاتٍ بالمقارنةِ بها. كانت عجلاتها تدورُ على مهل حين انفرجَ الباب على وسعه باتّجاه بوابة المدرسة..

[أجل سأكون بخير!]

هتافٌ حيوي انطلقَ من ثُغرٍ انثوي، وجسدُ فتاةٍ ظهرَ يقتحم المشهد حين قفزت بحماس من داخل السيارة السوداء تلك.. غير آبهةٍ بارتفاعها عن الأرض. تطايرَت خلفها خصلاتٌ مغمّسة بلونٍ أشقر منتعش، ينسحب إلى الخلف بربطةٍ بسيطة ليُظهِر وجهها المُبتسم وعيونها اللامعة. على ما يبدو كانت تُحادِث شخصًا ما داخل السيارة فيما هي تترجّل منها بذلك الشكل الطفولي.

تنورةٌ تمايلت بخِفة في النسمات العليلة، وسترةٌ رسمية لطيفة غلّفت جسدها فيما هي ترفع رأسها.. كاشفةً عن زينتها المتمثلة باكسسواراتٍ ناعمة، بوجهٍ مُشرِق وابتسامة متحمسة. إنها تبدو كإبنةٍ لعائلة غنية ومترفة بالفعل. عيونها الداكنة كقهوة كانتا تتجولان بوسعِهما في الأرجاء.. وقد نسيت تمامًا أن تُغلِقَ باب السيارة خلفها. راحت تستنشِق الهواء هناك كما لو أنها وصلت لمتجرِ مخبوزاتٍ شهي، وتمسّكت بحقيبتها المُعلّقة بكتفها بأناقة بينما هي تهتف..

[لقد عدتِ إليكِ عزيزتي!]

بنبرةٍ سعيدة قالتها.. يوافقها لمعانُ عينيها الجميلتين وهي توجّه الحديث مع ذلك البناء أمامها. كان هذا منظرًا نادرًا لطالبةِ مدرسة.. فمن يحب الدراسة بحق..؟ لذا ربما هي حصلت على بعض النظرات هنا وهناك من قِبل الأجساد المارّة قُربها.

كانت تبدو مستعدة للانطلاق لولا أن أحدهم أوقفها.. فهناك ضربةٌ خفيفة شعرت بها تُجفِل كتفها. على الفور تراجعت عن أخذِ خطوة وعبست بوجهها، تُظهِر عقدة صغيرة بين حاجبيها فيما هي تلتفت إلى الخلف حيث باب السيارة المفتوح.. تتذكر للتو أن هنالك من سيتبعها بالطبع.

[ رائع! يا له من خبرٍ لطيف للحصول عليه في الصباح الباكر، أُختي بدأت تجن! أتُحادثين الجماد الآن؟]

كان صوتًا غليظًا هذه المرة، يُشير للشابِ الذي ارتجلَ بحركةٍ بطيئة.. وهو يُغلغل أصابعه بين خصلاته القصيرة الداكنة، يُمازِح شقيقته لكي يغيظها فيما يمنحها نظرة جانبية عابِثة. هي قلبت عينيها بتنهدٍ صغير وراحت يدُها توكِز ذراع ذلك القصير الذي أصبحَ بطولها حرفيًا حين وقف بجانبها بكسلٍ هناك دون إبداءِ رد فعلٍ لها.. يهتم فقط بحملِ حقيبته الثقيلة على كتفه.

[اوه هيا كيونغ سو هلّا تُريني القليل من النشاط هنا؟!]

عندما نظر إلى تعابيرها المنعقدة بدلال حاولَ بجد أن يكبت ابتسامته بإشاحةِ عينيه الدائريتين عنها، يُخفض يده ليضع كلا كفّيه في جيوبِ سترته الواسعة ذات اللون الغامق. وقتما لاحظت الشقراء ذلك رمشت وظهرت ابتسامة عابثة على شفتيها، تستمر في وكزه بلطف فيما هي تقفز في وجهه.


[ دعنا نبدأ هذا العام بنشاط! أعني كيف تعلم أنها لن تكون مليئة بالمفاجآت؟ هيا أخي أين هي ابتسامتك الجميلة؟~]

شقاوتها وهي تستمر بملاطفته جعلته يبتعد عِدة خطواتٍ عنها ليرمقها بنظرة تحذيرية قبل أن يركلها بعيدًا، ولكن هذا لم يمنعه من رسمِ ابتسامةٍ صغيرة على شفتيه بسبب حماسها الذي يشع في وجهه. حين رأت ذلك اتّسعت ابتسامتها المُشرقة أكثر وظهرت وجنتيها، ثم رفعت كِلتا يديها بحيوية.

[أجل والآن هذا هو شقيقي! أرِني بعض امكانياتك الدراسية بدلًا من أن تقضيها في غرفة الاساتذة.]

قالتها لتؤكد عليه أن يهتم أكثر بدراسته بدلًا من أن تراه يوبّخ الطلاب هنا وهناك ويقودهم إلى مكتب المدير بوجهٍ مُخيف وغيمة مطرية تطير فوقه، فهو تقنيًا الشاب الذي على الجميع أن يبتعد عن أي شيء يُزعجه أو يؤتِ بفعلٍ سيء، لكن لا يبدو أن كيونغ سو يهتم حقًا.. لأن هذا العام على الأغلب سيكون مشابهًا لبقيّة السنوات السابقة.

بكسل رفع كتفيه كما لو أنه يُخبرها أنه لم يكُن يستمع إليها حقًا، ثم تقدّم أمامها بعِدة خطوات بينما هي تراقبه وترمش بعدما تجاوزها ببساطة هكذا فيما هو يُخبرها..

[في حالِ نسيتِ سأذكركِ بهذا بسرعة وحسب.. أنا من أكبركِ سنًا هنا، لذا لا وعود~]

وقتها عبست افروديت من جديد تراجِع تلك الحقيقة في رأسها، فهو بالفعل شقيقها الأكبر.. لذا تنهدت مستسلمة وراحت تهرول بخِفة لتلحق بخطواته وتُصبح إلى جانبه مجددًا، فيما قدميهما تدوسان على الأرضية المملوكة للمدرسة. حينها ضمّت يديها خلف ظهرها ومالت برأسها نحوه لتتمايل خصلاتها الذهبية وتبدأ حديثًا آخر معه.

[إذن هل أنت مُتحمس للقاءِ أصدقائك؟ ربما سيكون هناك بعض الوجوه الجديدة!]

لمعت عيناها حينَ جاءت على ذكرِ الفقرة الأخيرة، فهي ستُحب لو طرأت بعض التغييرات على الأيام المدرسية، ومقابلة أُناس لطفاء جُدد.. رُغم أن هذا حقًا يبدو نادِر الحدوث بالنسبة لكيونغ سو الذي قلب عينيه وأجابها بنبرة تفتقِر للاهتمام..

[اوه أرجوكِ ديتي إنني تقنيًا آتي إلى المدرسة للقاءِ أصدقائي فقط، اتركي الناس وشأنهم أيضًا لا تقفزي هنا وهناك.]

أوضحَ فكرته لها مما جعلها تقهقه بقلةِ حيلة وتبرز تقوسّ عينيها، كان يبدو وكأنه اكتفى تمامًا من حُب شقيقته للمدرسة وتفاؤلها بشأنها كل يوم.. لكن حسنًا هي تُحب حين تعابثه هكذا، لذا راحت تُحرّك حاجبيها له وتقوم بإضافةِ لحن شقي إلى كلماتها التالية..

[لا وعود~]

قلّدت نبرته السابقة حين حاولَ إغاظتها.. ولاحظته وهو يرمقها بنظرة جانبية وكأنه على وشك أن يُخبرها (هاها مضحك جدًا) لذا كبتت قهقهتها بِجد ورمشت ببراءة في وجهه، بما أن نظرته تُصبح أحيانًا مُخيفة وثاقبة كشيءٍ قفز من أفلام الرعب.

عندما علِمت أنه لن يُجيبها اكتفت بإشاحةِ وجهها وابتسمت بإشراقة لطيفة، فقط لترفع عينيها نحو الأعلى حيث يرتفع أمامها ذلك المبنى الرسمي.. تومض القبّة في عدستيها الّتين سقطتا في تأمُّلٍ صغير فيه. كانت ترجو فعلًا أن يحدث كل يوم شيءٌ ما.. حدثٌ ما أو منعطفٌ ما.

يبدو أن أفكارها تجعلها تغوصُ دون قصد.. فحتى لو كانت قدميها تحفظان الطريق إلا أن هذا لم يمنع حقيقةَ أنها شاردة تمامًا الآن، ولهذا شعرت بأن أطرافها تجمّدت منتفِضة بعد أن سحبها صوتُ شقيقها العنيف عنوةً من بين تخيلاتها القصيرة.

[افروديت حذاري!]

اتّسعت عيناها وعقلها يتساءل عن السبب الذي يجعل كيونغ سو يصرخ بهذا الشكل، ولكن قلبها الذي قفز متفاجئًا لم يسمح لها أن تفكّر أطول.. ولا أن تُحدِث أي ردٍّ فعلٍ سوى أن تلتفت وحسب لتنظر في شقيقها. حتى هذا لم يتحقق لها.. لأن تلك اللحظات الخاطفة سمحت لها بأن تشعر بيدين شقيقها وحسب حين قررا أن تحاوطا خصرها بقوةٍ.. تسحبانها جانبًا إليه بحرص فيما هي ترمش ويديها مضمومتانِ إلى صدرها لا تكاد تواكب ما يحصل..

لقد مرت رياحٌ سريعة للتو من أمامها! ريحٌ جعلت خصلاتها الشقراء تتطاير رِفقة ثيابها التي تأثرت بالاندفاع، فشعرت وكأنها حبست أنفاسها للتو.. كل ما علمته لاحقًا هو أنها بين يدّي كيونغ سو، ساكنةٌ مكانها ووجهها متجمّدٌ تمامًا. يُمكنها معرفة أن الأصوات المزدحمة للمحيطِ حولها توقفت لوهلة.. بالضبط كما لو أن الوقت توقف، فخيُّل إليها ذلك لولا أنها لا تزال تشعر بالنسمات الصباحية تحاوطها.

مـ.. ماذا حدث للتو؟!

هي لم تجِد الإجابة بنفسها وقتها، لأن كُل ما استطاعت لمحه في تلك الثواني.. هو خيوطٌ مُفعمة بلونٍ أحمر صارخ تتمايل بغجرية وتمرُّ من أمام عينيها، تنعكس بصورةٍ سريعة في عدستيها الداكنتين التّين لمعتا بخفوت بعد رؤيتهما لذلك اللون..
إنه شعرٌ مغمّسٌ بلونِ التفاح الحيوي..

لِـلـمـرة الأخـيـڕة || ƠƝЄ ԼƛƧƬ ƬƖMЄWhere stories live. Discover now