البارت الثاني

Start from the beginning
                                    

فضحكت بسخرية "لا انا لَم أسافر خارج كوريا مُطلقاً، لقد تعرفت عليها مِن إحدى مواقع التواصل الاجتماعي و لقد تقابلنا مرتان فقط في الحقيقة عندما جاءت إلى كوريا في عطلتها،بالرغم مِن ذلك فهي صديقتي المقربة"

نظر لها بتفهم و ابتسم حينما رأى ابتسامتها الخفيفة التي اعتلت شفتيها حينما ذكرت صديقتها.. يبدو بالفعل أنهما مقربتان جداً ،صداقاتٍ كهذه قليلة هذه الأيام.

توقفت الحافلة امامها فصعدت أولاً ثُم استدارت لتضع يدها علي صدره لمنعه مِن أن يَرفع قدمه ليصعد بداخل الحافله هو أيضاً قائلة "لن تصعد، سأذهب بمفردي شكراً لك" كاد ان يختلف معها في الرأي فحدقت به بأعين مُخيفة "لا تعند معي حتى لا أفعل بك مثلما فعلت بالفتى مُنذ قليل"
ثوانٍ ثُم ضحكت بخفة حينما رأت ملامح الغرابة والقلق على وجهه فقالت "يااا كنت امزح لا تخاف، شكراً لك ميونج جون" أنهت جملتها بابتسامة لطيفة ثم تحركت الحافلة و وقف هو بمفرده مذهولاً للمرة الثانية مِن قدرتها في أن تكون لطيفة و حادة في نفس الثانية ، حك رقبته بتنهد و عاد الى المنزل.

بينما جلست ييري على إحدى المقاعد بالحافلة و ظلت تتأمل وجوه الناس ،يوجد القبيح ويوجد الوسيم ،يوجد مَن يبدو سعيداً ويوجد أيضاً من احتلت ملامح الحزن وجهه...

بعد فترة مِن الوقت كان الاثنان فوق سريرهما ليحظيان بقدر كافٍ مِن النوم حتى يستطيعوا الذهاب لجحيم الطلاب " المدرسة".

في السابعة صباحاً استيقظت يي ريم مبكراً عن العادة،أخذتها قدميها نحو الحمام لتحظي بحمام سريع و بارد جداً، فهي تكرهه البخار و الماء الساخن و تتعجب مِمن يحبون الماء الساخن ف للماء البارد مُتعة أيضاً،، يكفي ذلك الشعور بالانتعاش الذي وحده الماء البارد القادر علي جعلك أن تشعر به،إنتهت ثٌم خرجت لترتدي الزي المدرسي، أطلقت الحرية لشعرها الحريري الأسود حينما خلعت ذلك الشيء الذي كان يقيد خصلات شعرها، أيضاً هي تحب مظهرها بعد الاستحمام،أنف صغيره حمراء أثر الاستحمام و شفاه بيضاء نتيجه عدم اهتمامها بتناول الطعام،و بشره حليبيه نقية..نظرت إلى شفتيها في المرآه بعدم رضا كالعادة، فأخرجت ملمع الشفاه و وضعته على شفتيها قائلة "هكذا افضل"
أخذت حقيبتها المدرسية التي باللون الفيروزي الذي طالما عشقته، و ارتدت حذائها ثم خرجت بالرغم من أن الوقت مازال مبكراً لبدء اليوم الدراسي، لكنها ليست في مزاج يجعلها تتحمل رؤيه والدها،استنشاق الهواء النقي في الصباح الباكر أفضل بكثير من رؤية وجهه القبيح الغاضب دائماً.

بعد مرور دقائق عديدة جعد ميونج جون حاجباه بإنزعاج بسبب هذا الصوت المزعج، أمسك بالمنبه ثم ألقاهُ بعيداً و مِن سوء الحظ كان والده يفتح باب الغرفة في تلك اللحظة لكنه ابتعد متجنباً الاصطدام بالمنبه، صاح والده متصنعاً الغضب "يااااا ميونج جون توقف عن إلقاء المنبه بعيداً و أستيقظ الآن، لا تُجبرني على وضع بعض الثلج في ظهرك مرة أخرى"

أجابه ميونج جون بصوت نائم "حسناً حسناً سوف أستيقظ " تأوه بألم وهو يُمدد ذراعيه إلى أعلى، فضحك السيد بارك بسخرية قائلاً "وكأنك تفعل شيءٍ يُذكر لتشعُر بالألم، هيا استحم و اذهب الى المدرسة انا راحل الى العمل الأن" اومأ له ثُم نهض، أخذته قدماه إلى دورة المياه بأعين شبه مغلقه ليستحم..

بينما ييري تتمتم بحزن و هي مُمسكة بهاتفها "الجميع نائم الآن أكرهه ذلك حقاً،فالجميع يحدثني وانا نائمة أو مشغولة لكن عندما أتفرغ لا اجد احد، تباً! "

فتحت الباب الرئيسي للمدرسة ثم دخلت مبتسمة للفراغ حولها و صعدت إلى الصف منتظرة بدء الفتره الأولى ، بدأ الطلاب بدخول المدرسة و ذهبوا الى صفوفهم و من ضمنهم ميونج جون أيضاً ، دخل فتاتان الي الصف ممسكان بأيدي بعضهم مُتجهين الى يي ريم فقالت إحداهما "مرحبا ييري " إبتسمت يي ريم لهما " انا بخير وانتما؟"
ردت سويونج بحزن "لست بخير ابداً" فتسألت يي ريم بقلق "لماذا؟"

أجابتها جيون بتملل " لا تقلقي، أنها فقط مكتئبة مِن أجل البطل الذي توفى في الدراما"

فضحكت يي ريم بسخرية، ثم حولت نظرها متجاهلة مشاعر سويونج التافهة قائلة "أخبريني انتِ جيون كيف حالك؟" اتسعت ابتسامة جيون بفخر ثم قالت "انا بأفضل حال، ابي اشترى لي سيارة، لكن بالطبع سائقي هو من سيقودها" إبتسمت يي ريم بفرح ثم قالت " تهاني لك هذا خبرٍ رائع"
لكن من داخلها تتألم كالعادة عندما ترى كيف يهتم الأباء بسعادة ابنائهم ولكن والدها هي بخيل في النقود وفي المشاعر بخيل في كل شيء، والدها لديه الكثير من الأموال انه غني بالفعل،، لكنه أحياناً لا يعطيهم نقود مِن أجل تناول الطعام حتى قائلاً بلامبالاه " هذا ليس من شأني!"

طردت تلك المشاعر مِن داخلها حينما دخل المعلم إلى الصف لتبدأ الحصة الأولى ب مادة الرياضيات التي طالما كرهتها يي ريم.

بعد عدة ساعات مِن الشعور بالملل بدأت فتره الاستراحة أخيراً ، خرج ميونج جون و بدأ يبحث عن يي ريم في قاعة الطعام لكنه لَم يجدها فأوقف فتاة ما ليسألها "المعذرة أين يمكنني أن أجد يي ريم؟" شعرت الفتاة بسعادة غامرة، فأكثر شاب وسيم بالمدرسة يتحدث اليها الأن، اجابته بصوتٍ متردد "في الواقع لا أعلم لكن سويونج و جيون صديقاتها المقربات، مِن الممكن أنهم يعلمون، أنهم يجلسون هناك"،  أشارت بإصبعها ناحية طاولة ما في المنتصف.

فاومأ لها قائلاً "شكرا لك" ثم ذهب بتردد إليهن "مرحباً انا ميونج جون...أين يي ريم؟" نظرت له جيون بتساؤل ثم قالت "ماذا تريد منها؟" فشعر بالاحراج هذه اول مرة يفعل بها شيئاً كهذا و أيضاً هو ليس صديقها حتى ، اردفت سويونج "إنها قادمة خلفك" استدار ليقابلها بإبتسامة واسعة قائلاً "مرحباً ييريم، كيف حالك؟"
لكنها نظرت اليه بتساؤل "انا اسفة، لكن هل اعرفك؟"

إنتهى البارت

القدر - DestinyWhere stories live. Discover now