الفصل الخامس والأربعون

Start bij het begin
                                    

"تعلمين أنني لا أُحبُ الموتَ وحدي صحيح؟"
وقفِ مجدداً لكنهُ كان متراخياً وببطاء... أخرج مسدساً فضياً صغيراً من جيب سترته وثبتهُ على رقبتي، لم أستطع الحراك وكأنما أنّ جسدي تجمدَّ تماماً، أصدرت لهثةً متقطعة ونظرتُ في عيناه

كلانا نظرَنا لبعضنا بعينان محمّرة، وبالحديث عن خاصته..لأولِ مرةً أرى هذهِ النظرةَ البائسة في مُقلتيّه، كانت واضحةً جداً وعميقة، رُبما هذا هوَ روب في الداخل، مجردُ نكرة

"قبل ثمانِ سنوات" تأوهَ بعلو يهرشُ على رقبته "كانَ هنالكَ فتاة، تشبهكِ كثيراً، إسمُها دوروثي"

اخذَ نفساً مرتعشاً وأكمل.."لقد أحببتها من أعماقي، كالكلبِ وراء صاحِبه..هيّ أعجبت بي فقط، بعدَ ثلاثِ أشهُر قتلتها، وقتلت الأحمقَ الذي نام معها"
إبتسمَ بانتقام وابتلعتُ ريقي، هوَ لا يمكنهُ أن يكونَ أسواء من ذَلِك

" أخذتُ الجثتين وأغرقتهما في البحر بعشرِ طعنات لم تفعل شيئاً غيرَ أنها اشفت غليلي والحرقةَ في صدري" تمتم ونشق قليلا "بعدَ تلكَ الليّلة تماماً، ماتت دوروثي ومات قلبي معها..اقتل كل من يعطيني لعناتٍ لا تُعجبِني"

"وتعلمين ماذا؟!" هسهسَ خلفَ أسنانه "كرهتكِ إيضاً، لأنك تعيدينَ تلكَ المشاعر وتذكرينني بضعفي الذي كنتُ قد نسيته!"

"لو لم تكوني نقطة ضعفِ هاري لقتلتكِ وقتلتُ أباكِ منذ زمن" إبهامهُ ناضلَ ليضغط قليلاً على الزناد وهنا أغلقتُ عيناي، متمنيةً موتاً سريعاً بلا ألم "تلك اللعينة كارا، كانت عميلةً لي منذُ الأزل، كل شيء يتعلقُ بحب الناسِ لِلمال أنجلينا- جميعهم شجعونَ ومنقادونَ نحو غرازئهم، أ-أنا أردت أن أكونَ مختلفاً لكنني لم أستطع..الأمر صعب..صعب جداً"

ذلكَ كان أخر شيءٍ سمعتهُ قبلَ طلقةً انتفض لها جسدي بِأكمله، تقرفصت على نفسي مغطيةً أُذناي وفتحتُ عيناي ببطاء مدركةً أنني ما زلتُ على قيدِ الحياة

رأيتُ إمراءةً تقفُ أمامي بثوبٍ أحمر ضيق..كانت تنظرُ لجثةِ روب ثمَ حولت عينيها الصغيرةَ البنية لتقابلَ خاصتي
كانت ذاتَ وجهٍ طويل وعظامٍ محتدة تبرزُ فكيها، شعرها الغامقُ ينساب على خديها بأريحية وجسدها النحيف ما زال واجماً مكانه أمام جسدي المتكور

أمالت رأسها قليلاً ورمشت قبل أن تخرجَ أداةً فضيّة اسطوانيةَ الشكل كانت مخبأة في حقيبةِ الرجلِ وراءها

ضغطت على الزر العلوي ليصدع فلاشُ ضوءٍ ويخترق مقلاتي

من أنا؟

++++++++++++++++++++++

-وجهة نظر هاري

فتحت جفناي ببطئ، كانا ثقيلين وكأنني استغرقتُ سنين في العملية بِأسرها 

كنتُ ممدداً على بطني بالكادِ اتنفس، وكأن هنالك سكاكينَ تضغطُ على رئتاي وتحطمُ قفصي الصدري

 مَسألَةWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu