مقدمة.

4.5K 340 189
                                    

Flashbacks.
قبل عشر سنوات..

Harry's POV.

"تمنى أمنية يا صغيري!" قالت واحدة من المديرين بالملجأ، تدعى آنا.

إنحنت هي لأراها تبتسم بتكلف وتقبل جبيني، مما جعلني أبتسم في المقابل.

إنه عيد مولدي العاشر، وحان الوقت لتمني الأمنية ..

أغلقت عيناي بينما أنا أقرب وجهي من الشمعة، تمنيت من كل قلبي أن أتعلم على الكمان، آلتي الموسيقية المفضلة.

فتحت عيناي ونفثت بالشمعة لأراها تنطفئ، وبالتزامن مع ذلك بدأ جميع الحضور بالتصفيق.

بدأوا بتقطيع الكعك حتى نتناوله، عشرة سنوات مرت من عمري وأنا هنا بالملجأ.

يقولون أنهم وجدوني بصندوق صغير أمام بوابة الملجأ وكان عمري عندها شهور معدودة، ووجدوا بجانبي ورقة مكتوب عليها: "هذا هاري، إعتنوا به"

ومن ذلك اليوم، يعتبرون الأول من فبراير الذي جئت به هنا هو عيد مولدي.

ويحتفلون بباقي الأطفال هنا أيضًا ..

"تعال هاري نريد أن نخبرك بشيء .." قالت آنا وهي تجلس على ركبتيها لتكون في طولي.

أومأت لها، أمسكت بيدي وذهبت معها إلى غرفة المديرين.

دخلت أنا لتغلق هي الباب وأرى السيد ريد والسيدة روز.

إبتسموا لي و فعلت أنا بالمثل، وقفت السيدة آنا بجانبهم وإستطعت رؤية صندوق مستطيل يمسكون به.

"أنظر هاري، لقد فكرنا بأنك بالفعل تحب الموسيقى ونراك شيئًا كبيرًا في المستقبل .."

نظرت إليهم بتساؤل، أيعقل أن يكون ما أفكر به؟

"إقترب .." قال السيد ريد وهو يشير إليّ بالإقتراب.

إقتربت أكثر، قدم إلى الصندوق، أمسكت به ووضعته على الأرض وجلست على ركبتاي أمامه، بدأت أفتحه بعفوية تامة.

وجدت حقيبة على شكل آلة الكمان، فتحت الحقيبة ورأيت الآلة بداخلها، تحسست ملمسها بأناملي، كنت في غاية الدهشة، فقد تمنيت هذا للتو!

رفعت نظري إليهم ونظرًا لقِصر طولي، إستطعت فقط معانقة ساق كُلًا منهم.

إستطعت رؤية كم أنهم سعيدون لسعادتي، لم أكن سعيدًا في حياتي قط ..

بعد مرور ثمانِ سنوات ..

منذ أن حصلت على تلك الآلة كان في عيد مولدي العاشر وأنا أتدرب على العزف عليها بمساعدة مدربي الذي أتوا به في اليوم التالي.

لقد بلغت الثامنة عشرة وأظن أنني جاهز تمامًا للخروج للعالم والحصول على وظيفتي الخاصة.

بدأت بتجهيز حقائبي وأشيائي لأرحل من هنا، فقد أقاموا حفل لتوديعي ليلة أمس.

ذهبت لأودع المديرين مرة أخيرة، سأشتاق إلى هذا المكان كثيرًا، إنه منزلي.

لكن يجب عليّ أن أذهب لها، لماري، فهي تصغرني بسنة واحدة لكنها أعز صديقة عرفتها يومًا.

هرولت إلى غرفتها، طرقت الباب وهي فتحت سريعًا، لترتسم الإبتسامة على وجهها تدريجيًا.

"سترحل اليوم .. وسنشتاق إليك" قالت هي بإستياء وهي تنظر للأرض.

لم أتردد للحظة وأخذتها بين ذراعاي، وهمست: "في أقرب فرصة سآتي لزيارتك"

"وأنا بإنتظارك" إبتعدت عني لتنظر إليّ وعيناها مفعمتان بالأمل.

لوحت لها ومن ثم أخذت طريقي إلى خارج الملجأ، وبدأت أذهب إلى العنوان المكتوب إليّ في الورقة التي بيدي.

لقد دبروا لي عمل بمحل بقالة، وظيفتي ستكون ترتيب الرفوف ووضع المنتجات الجديدة وإبعاد التي إنتهت صلاحيتها.

ذهبت لعقار به الكثير من الشقق الصغيرة، دخلته وذهبت لمحادثة صاحبه ..

بعد محادثتنا، قمت بتأجير شقة، إيجارها ٥٠ دولار كل شهر.

أعطاني مفتاحها، دخلت للشقة، كانت بالفعل صغيرة، هناك غرفة معيشة ضيقة بها تلفاز صغير، هناك مطبخ وحمام، وغرفة واحدة فقط.

هرعت لغرفتي، فتحت بالحقائب وبدأت بوضع ملابسي وترتيبها.

إنتهيت سريعًا، فخرجت لأذهب إلى مكان عملي، محل البقالة، وهو على بعد شارع من هنا تقريبًا.

خرجت من الشقة ومن العقار، تنفست بعمق ودفنت يداي بجيوب معطفي الأسود الثقيل.

وصلت لمحل البقالة، تحدثت مع المدير على العمل وهو أطلعني على كل شيء، وأخبرني أنني سأبد العمل في اليوم التالي.

حياتي ربما ستتغير من الآن ..

____________________________________

بعد سنة .. (في الحاضر)

ظهر كل شيء أمامي كما لو كان حدث بالأمس، أنا تقريبًا أعمل لمدة سنة في محل البقالة هذا، أتقاضى مرتبي وأدفع إيجار الشقة وكل شيء جيد إلى الآن..

منذ أشهر قليلة وفكرت في إظهار موهبتي للجميع، أجلس على الرصيف وأعزف موسيقاي، لكن بالتأكيد بعدما أخذت تصريحًا من البلدية.

كنت متمدد على سريري في تلك الشقة، شعرت بأن الزمن يمر سريعًا بدرجة رهيبة، وأنا صغير لم أتخيل قط أنني سأكون هكذا في يوم من الأيام.

____________________________________

تقييمكم للمقدمة من ١٠ ؟

متنسوش الفوت و الكومنت ..

فنان الشارعWhere stories live. Discover now