Part16

10.4K 269 16
                                    

 

SenHai'sPov#

طوال الرحلة في الطائرة و أنا متوترة، كأن أحدا أخرج قلبي، أملئه حجارة و أعاده مكانه. حتى دقات قلبي صارت مرهقة جدا، أتمنى لو يتوقف عن النبض فهو يشعرني بعدم الإرتياح أبدا. لكن بدلا من ذلك هو يدق أسرع و صرت أتعرق بسبب ذلك، كأنني أريد أن أبكي لكنها مكبوتة و بدل ذلك جلدي يبكي مكان عيناي. لم يفشل كاي في ملاحظة وجهي الذي فقد لونه و صار شاحبا، أو شفتاي اللتان جفتا كالأرض القاحلة و بقي يسألني طوال الوقت إن كنت بخير و كل ما إستطعت فعله هو أن أومأ له برأسي.

بعد وصولنا، كان الوقت ليلا في اليابان و قمنا بجميع الإجراءات اللاًزمة و غادرنا المطار متجهين نحو الفندق حيث سنقيم للشهر المقبل. وصلنا أخيرا للفندق و صار الطفلان يقفزان فرحا رغم تعبهما من السفر، لكنني لم أستطع سوى إظهار إبتسامة مرغومة لحتى لا يشعر كاي بشيء.

— " حبيبتي؟ هل كل شيء على ما يرام؟ " همس كاي في أذني و هو يضع يده حول خصري حين إبتعد الصغيران لشراء بعض الحلويات و السكريات.

— " أجل عزيزي! " قلت و أنا أومأ رأسي. " إنت فقط تعب السفر! " تحججت و أنا أسند رأسي على كتفه.

— " حسنا، لديك شهر كامل لترتاحي، لا تكوني هكذا! هيا إبتسمي!" أجبرني و هو يقرص وجنتاي فلبيت طلبه و طبعت إبتسامة زائفة على وجهي.

بعد أن عاد مين سوك و مين رين مع كل أنواع الحلوى و السكريات معهما تنهد كاي لكن لم يستطع رفض ذلك فلقد كانت نتائجهما الدراسية ممتازة ثم صعدنا في المصعد الكهربائي نحو الطابق ال17 و إتجهنا نحو جناحنا.

كالمنتظر، كان الجناح فخما للغاية، غرفة معيشة ملبسة بأغلى الأثاث، غرفة نوم ملكية على اليسار لي و لكاي. غرفة على اليمين للطفلان مليئة بالأجهزة الإلكترونية و الألعاب. كذلك شاشة تلفاز كبيرة في غرفتنا و غرفة الجلوس، مع براد صغير في كل غرفة و حمام كحمام الملوك كله رخام يلمع.

— " وااااو، أشعر كأنني في قصر مصغر! " تفاجأت مين رين و هي تقفز فوق سريرها.

— " حسنا، توقفي الآن عن القفز و غيروا ثيابكم فورا. سننام الآن و غدا صباحا سنذهب في جولة! " قال كاي الذي لم يهتم أبدا و هو يدفع للحمال.

بعد أن أخذ الحمال أجرته، وضع الحقائب مكانها و غادر فأغلقت الباب خلفه و إتجهت نحو غرفة الطفلين لأتأكد من عدم نسيانهما تغيير الثياب و تنظيف الأسنان. بعد أن خلدا للفراش، ودعت كلاهما و أطفأت الأنوار ثم عدت لغرفتي أنا و كاي و غيرت ثيابي إلى شورت و قميص من أقمصة كاي ثم إنضممت له في الفراش.

— " هل ناما؟ " قال و هو يلف ذراعه حولي و يجرني إليه.

— " أجل، أظن ذلك! " قلت و أنا أضع رأسي على صدره المفتول.

— " هل نسيتي ما وعزتني البارحة؟ " همس و هو يصعد يدعه ببطء داخل قميصي.

— " أحم... أنا... لا أستطيع! " همست و وجهي يحمر بشدة.

— " كيم سين هاي! نحن لم نضاجع منذ ثلاثة أيام! سأفقد صوابي! " قال و هو يتذمر.

– " كاي، أنا... امم... الدورة...! " صار وجهي أحمر أكثر حين حاولت أن أشرح له أنني في دورتي الشهرية و لحسن الحظ لا يمكنه رؤيتي لكن سمعته يضحك.

— " ههههههه لماذا لم تخبريني؟ حسنا. آسف، هل بطنك يؤلمك؟ لهذا تبدين منزعجة منذ خروجنا من البيت؟ أووه هل أنت منزعجة لأنك لن تتمكني من السباحة؟ " سأل و هو يحاول تدليك بطني مما جعلني أشعر براحة كبيرة.

— " ليس كثيرا، لا أشعر بألم كثير و أ-أجل هذا هو سبب إنزعاجي! " تحججت علما أن سبب إنزعاجي هو تلك الرسالة.

— " حسنا، هذا جيد! طننتك منزعجة من أمر ما! " قال و هو يربت على شعري بيد و بطني بيد أخرى.

— " لا، حسنا تصبح على خير! " همست و أنا أقفل عيناي.

— " تصبحين على خير! " رد بصوته الأجش.

~~~

في الصباح الباكر، غادر الجميع للإستمتاع بالشاطئ لكنني بقيت في الجناح بسبب دورتي الشهرية و أقنعت كاي ألا يبقى بسببي فعليه رعاية الأولاد، أما أنا فراشدة و هذا أمر طبيعي للمرأة. سرعان ما غادر الكل، عدت أفكر في أمر تلك الرسالة و إن كان علي إخبار كاي أم لا. أعرف أنه حتى لو حاولت إقناعه فلا جدوى، الصورة تبدو حقيقية جدا لدرجة أنني أكاد أصدق أنني في الصورة. بالإضافة إلى أن كاي يشك في وكود علاقة بيني و بين تشانيول فلا يعقل أن يسمع كلمة مما أقوله.

بعد ساعات من التفكير في هذه المشكلة، قررت أن كاي لا يجب أن يعلم. تشانيول يريد شيئا خلف هذا حتما و إن كان علي حله معه شخصيا فأنا موافقة، لكن كاي لن يرى هذا و إلا ستحل كارثة على رأسي و إن علم جدي و عمي فهما لن يصدقاني و قد تكون العقوبة أكبر هذه المرة، حتى لو لم أفعل شيئا فهما سيكذبانني و يرسلاني لجزيرة مهجورة لأكمل حياتي مع قطط سوداء.... ااايش، مجرد التفكير بالأمر يجعلني أسعر بالدوار!

حين إتخذت قراري أخيرا، أمسكت هاتفي و قمت بمحو الصورة كخطوة أولى، من ثم شكلت رقم التشانيول الذي قد محوته من هاتبي لكن ليس من ذاكرتي. كنت أعلم أنه لن يترك الأمور تمر بهذه السهولة.

_ على الهاتف_

أنا ؛ آلو؟

_{ ياااا، أنظروا من إتصل أخيرا. واااو، أيتها الجميلة، لقد مضى وقت طويل أليس كذلك؟ } أغمضت عيناي و أغلقت قبضتي من شدة غصبي لسماع صوته الساخر الذي يدل على أنه الفاعل، و من غيره؟ بارك تشانيول.

— { تشانيول، أنت تعلم سبب إتصالي؟ } تنهدت و أنا أدلك جمجمتي بإبهامي و سبابتي بينما أجلس إلى قدم السرير.

— { حقا؟ لا أدري، لماذا؟ } قال في نفس الصوت اللعوب الذي يدل أنه،يعرف كل شيء و هو الفاعل، لكنه فقط يستهزأ بي و يلعب على أعصابي.

— { حسنا، ما الذي تريده من تلك الصورة؟ } صرخت و أنا على وشك فقدان أعصابي.

— { تكلمي معي بإحترام صغيرتي، و إلا فكاي لن يرى فقط صورتك بين ذراعاي عارية، بل أيضا صورتك و أنت محشوة بعضوي. أمفهوم؟ } صاح بنبرة حادة و متحكمة مما ذكرني بكاي في بداية علاقتنا فصرت أرتجف و أرتعش.

— { ح-حسنا... ل-لما-ذ-ذا أرسلتها؟ م-ماالذي تريده- م-مني؟ } لم أقصد أن أتلعثم لكنني أشعر بالخوف الشديد من نبرته فهذا ليس تشانيول الذي تعرفت عليه و لكنه صار يشبه كاي القديم.

— { لا أحب الحديث على الهاتف، فلنلتقي قرب المسبح الخاص بعد أن ينام كاي و إحذري ألا تأتي! } نطق بنفس الصوت الذي يطلق سما و أقفل الخط في وجهي.

كيف يعقل أن تشانيول اللطيف و الحنون تحول إلى... عديم إحساس؟

~~~

دقت الساعة منتصف الليل و كاي قد نام منذ حوالي النصف ساعة. تأكدت من أنه غارق في النوم و نزعت ذراعه من حول خصري لأتسلل خارج السرير و أرتيد شورت بسرعة و أحد الأقمصة العريضة ثم غادرت الغرفة بهدوء تام متفادية إصدار أي صوت. حين إرتديت حذائي، خرجت من الجناح و أغلقت الباب ببطء شديد ثم أسرعت في أروقة الفندق و أخذت المصعد إلى الطابق الأرضي الذي كان شبه خالي ما عدا العمال و بعض الزبائن الذين وصلوا للتو من أسفارهم الليلة و يتجهون نحو غرف نومهم.

تبعت الإرشادات الخاصة بالفندق و بعد وقت قصير وجدت نفسي في حديقة خضراء يتوسطها حوض مائي صغير من الحجارة. بالطبع، لأدخل توجب علي تمرير بطاقتي البرونزية لادهل الحديقة الخاصة و هناك رأيك تشانيول يسبح عازيا فتراجعت بعض الشيء و لاحظت أننا وحدنا.

_ " ألن تنظمي إلي؟ " إبتسم بمكر و هو يرتشف جعته و يفتح ذراعه لي بينما أنا أحاول تفادي النظر إلى تلك المنطقة.

— " تكلم الآن! " قلت بصوت منخفض و أنا أنظر فقط لقدماي.

— " إن أردتي أن أتكلم فعليك النزول عارية معي إلى هنا! " طلب بنفس المكر في عينيه لكنني رفضت الفكرة فورا.

— " أيها ال...! أنا في دورتي الشهرية! " قلت بسرعة البرق و لكنه سمعتي و صار يضحك؛ نفس ردة فعل كاي.

— " هل تظنينني غبيا؟ أعلم أنك لست في دورتك فقد كذبتي على ذلك الغبي فقط حتى لا يضاجعك. امم فتاة جيدة! " ... ك-كيف؟

— " كيف؟ لنقل إن هنالك أجهزة تنصت في جناحكم؟" ضحك و هو يرتشف مرة أخرى. " حسنا إن لم تنزلي الآن فسوف أقوم فقط بإرسال..." لم أدعه يكمل جملته حين رايته يستدير ليحمل هاتفه حتى أوقفته.

— " حسنا، حسنا! " صرخت في اللحظة الأخيرة و أنا أنزع القميص الذي أرتديه ببطء شديد بينما الدموع تحرق عيناي و الخوف يتآكل قلبي.

— " هذه هي فتاي! " غمز و هو يلعق شفتيه بسرور.

لم أنطق بكلمة و فعلت مثلما قال، سرعان ما إنتهيت قفزت في الماء لأخفي جسدي و أيضا خوفا من أن يرانا أحدهم لكن الماء كان شفافا و لم أتغلب على الدمعة التي إنزلقت من عيني.

— " اممم...،تعالي إلى هنا! " قال و هو يحتضنني إليه و يقحم وجهه في عنقي، شعرت بالإشمئزاز من نفسي إذ لامس عضوه فخذي و يداه مؤخرتي.

— " من هناك؟ " سمعت صوتا ثالثا ينادي و أقسم أنه كاد يغمى علي من الخوف، لقد كشف أمري!

---

إنتهى البارت. 

اسئلة البارت

 - ما هو هدف تشانيول وراء كل هذا الشيء و لماذا يهددها بالصورة؟
- هل تشانيول عنده نفوذ لدرجة يعمل كل هذا و يحط أجهزة تنصت؟

- من الشخص يلي دخل عليهم بالمسبح؟

- سين هاي حتتنازل لتشانيول و تدخل لعبته ام لا


The Rebellious||المتمردةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن