الفصل التاسع عشر

Start from the beginning
                                    

"أنتِ بخير؟"
سأل هاري واسندتُ راسي على كتفهِ بعد أن هززتُ راسي الذي يؤلمني بِشدة
ركِبتُ معهُ داخلَ السيارةِ بلا أيِ مُناقَشة فأنا تقريباً غائِبة عن الوعي
طوالَ الطريقِ كنتُ مُسنِدةً رأسي على زُجاجِ النافِذة أُراقِبُ السيارتِ والدراجاتِ والأنَاسَ الذينَ يسيرونَ على الطريقِ بنضراتٍ ناعِسَة
هاري كانَ يلقيِ نظرةً سريعةً عليّ بينَ الحين والاخر
عِندما توقفنا اخيراً أنا لم اتحرك الا عِندَما فُتِحَ بابُ مقعدي منِ قِبَلِ هاري

"أين نحنُ؟"
سألتُ بتشويش حينما ساعدَني على خلعِ حِذائي

"امم نحنُ في منزلي"
قامِ بُحكِ مؤخرةِ عُنقه وجلستُ على نفسِ الأريكة الرمادية تِلك
أغمضتُ عيناي وأسندتُ رأسي بأربحية على ذِراعِ الأريكة
الألوانُ بدأت بالتلاشي وشكلُ الطِلاء الأبيضِ أصبحَ أكثرَ تشويشاً حتى أُغلِقت جِفناي بالكامل...

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
َرائحةُ زكية أستقبلتَ أنفي حينما عُدتُ إلى وعيي مُجَدداً
أحسستُ بِالدفاء..الكثير مِنه
حينما رفعتُ رأسي وجدت أنني مُغطاةَ بِبَطانيةِ مُقلمة بِالأزرق
في البِداية خفتُ وَ ظننتُ بِأنَ أحدَهمُ إختطَفني لكنني إستَوعبتُ بِأنني ما زِلتُ في مَنزِلِ هاري
إستقمتُ ِمِنَ الأريكة بعدَ أن مددتُ عضلاتِ يدي وذهبتُ ناحيةَ المِرآة المُعلقةِ على الجِدار لأتفقد هيئتي

رتبتُ شعري بِسرعة وفركتُ عيناي بعدَ أن لاحضتُ بإنَ هُنالِكَ خطاً بنفسجياً مُحمراً على أنفي
حَاولتُ لمسه بِأنفي وحالما فعلتُ عضضتُ شفتي السُفلية هدفَ الألمِ الذي أحاط بي عقدتُ حاجباي حينما رأيتُ نفسَ تِلَكَ الفتاة الآسيَوية التي كانت موجودة في مكتبِ المُديرة
لكن هذهِ المَرة كانت الصورة مُختلِفة..فهي كانت تُعانِق رقبة هاري والإثنانِ يبتسِمانِ أيضاً شعرُها الطويل مُسبقاً أصبحَ قصيراً وخفيفاً

"إشتقتُ لها"
ارتشعتُ مِن صوتِ هاري وإلتفت إليه بِسُرعة وتوترت ملامِحي

"أنا-أنا أسفُة لَم أ-أقصِدِ التَطَفُل"
قلتُ واومأ لي بإبتسامة شاحِبة

"لا بأس هل تريدينَ معرِفةَ من تِلك؟"
أشارَ بإباهمهِ نحوَ الصورة ذاتِ الإطارِ الخشبي بعدَ أن جلسنا على الأريكة مُجدداً
رأئحةُ الطعام تجعلُ اللعابَ يسيلُ بِمعنى الكلِمة

"نعم"تحدثتُ بحماس "أ-أقصد إن لم يكُن ذلِكَ يُزعِجُك"

"هي أختي بِالتبني..تبنيناها عِندما كانت ما تَزالُ في أيامِها الأولى وأسمتها أُمي فلورينس ولم أغار مِنها أبداً بالعكس لقد كنتُ أُحِبُها كثيراً كونها جعلت أُمي أسعد بكثير ورسمتُ الإبتسامة ليسَ على وجهها فقط..بل على وجوهنا جميعاً"تمتم وإستطعتُ رؤية شبحِ إبتسامةَ على وجهه"لكن الأشياء الجميلة لا تدومُ كثيراً..فقد إكتشفنا أنها مُصابةً بِالسرطان في دماغِها"
"قد كانت دائِماً تبتسم عَندما تراني أبكي وتقولُ بِأن كُلَ شيءٍ سيكونُ بخير وحتى عِندما أصبحت صلعاء هي قد قالت بِأن هذا أفضل حتى لاتُتعِب جيما معها حينما تُمَشِطُ شعرها "
صمتَ هاري وبدأ بُالتحديقِ في الجِدار وشبكِ أصابِعهِ بِبعضها

 مَسألَةWhere stories live. Discover now