﴿ الفصل 54 ﴾

20.5K 1K 112
                                    

( إلي بالصورة : ميا و مريم )

#مريم

صباح الغد ، عدنا فورا إلى أوكسفورد .

زين يتصرف و كأنه لم يقبلني ، لا يهتم و كأن الأمر عادي بالنسبة له .

لكنني رغم إظهاري للا مبالاة ، إلا أنني كنت مشوسة بعض الشيء .

الأمر الجيد أنني عدت إلى الجامعة .
إنهماكي بالدروس و المذاكرة كان يلهيني بعض الشيء عن التفكير في المشكلات .

هناك أيضا ميا ، تلك الطفلة أصبحت إدمانا بالنسبة لي .
أصبح لا يمر يوم دون أن أذهب لرؤيتها .
هي كانت تحتاج لحنان أم و أنا كنت بحاجة لحب بريء .
كنت لا أبخل عليها بالحلوى و الهدايا و كل نهاية أسبوع نخرج معا للتنزه .

أعود متعبة ليلا فأخلد للنوم على الفور . لم يعد لي الوقت حتى للشجار مع زين . أو بالأحرى لم أعد أراه لأتشاجر معه . كان يخرج في الصباح الباكر و يتركني نائمة و يعود متأخرا ليجدني قد نمت .

حياتنا كان يشوبها هدوء غريب لكنه كان فترة راحة من الضغط النفسي بالنسبة لي .

كانت سعادتي تتمثل في مكالمة من أمي أو أختي ، حوار مضحك مع نايل ، رحلة تسوق مع صوفيا ، حديث شيق مع ليام ، زيارة لهاري ، لعبة مع ميا أو حتى قضاء ساعات في المكتبة .

كل شيء بعيد عن زين كان يبدو جميلا .

لن أستطيع الإنكار أنني كنت أشتاق لإبتسامة منه ، حضن دافئ ، نوم هنيء على صدره ..
كنت أشتاق له حقا رغم أنه كان ينام بجانبي كل ليلة .
لكننا كنا نعيش تحت سقف واحد كغريبين لا يعرفان بعضهما البعض .

لكن ليلة من ليالي فيفري ، حاولت تغيير روتيننا القاتل .

كانت ليلة عاصفة ، شديدة البرودة .
كانت الرياح تعوي بشدة و الأشجار تهتز و كأنها ستقتلع في أي لحظة .
و الأمطار تهطل بغزارة .

كنت وحيدة في ذلك القصر الفخم ، أرتدي قميص نوم أسود بدون أكمام يصل إلى منتصف فخذاي ، و أربط شعري على شكل ضفيرة طويلة .
و رغم أن القصر كان مجهزا بنظام تسخين إلا أن برودة طفيفة تسللت إلى المكان .

كنت أجلس أمام التلفاز حين و فجأة قطع الإرسال بسبب قوة الرياح و ساد القصر صمت رهيب .
أخذت هاتفي للإتصال بزين لأجد أن خط الهاتف و الإنترنات مقطوعين أيضا .
في تلك اللحظة و بسبب هدير الرعود المرعب ، إنتابتني قشعريرة خوف . بل كنت أرتجف خوفا .

جلست على الأريكة ، أضم ركبتاي إلى صدري ، أدعو الله تارة و أنظر نحو الساعة أخرى .

الثامنة والنصف و زين لم يأتي بعد . يا إلهي ، أصبحت خائفة عليه أيضا . لماذا تأخر ؟ أيعقل أنه لن يعود إلى المنزل الليلة ؟ .. مجرد تفكيري أنه لن يعود و أنني سأقضي الليل وحدي ، جعل قلبي ينتفض خوفا .

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( Where stories live. Discover now