﴿ الفصل 32 ﴾

16.4K 1K 66
                                    

#مريم

إسترخيت على كرسي الطائرة العائدة إلى بريطانيا.

ستبدأ سنة دراسية جديدة بعد شهر من الآن إن شاء الله .

إخترت الرجوع إلى إنكلترا مبكرا لأنني بحاجة لقضاء بعض الشؤون كتأجير منزل و التسجيل في الجامعة ... و أيضا أنا لم أعرف نتائج إمتحانات السنة الفارطة إلى حد الآن ..

و الأهم من ذلك كله أنني إشتقت كثيرا إلى زين.

أود لو أراه حتى من بعيد و لثوان فقط حتى يهدأ قلبي الملتهب شوقا و وَلهاً .

أريد أن أسمع صوته ، إشتقت لملامحه رغم أنها محفورة في كياني ، لإنفعالاته ، لغضبه ، للطافته .. كل ما فيه ، إشتقته جدا .

٭٭٭

كنت قد عدت إلى منزلنا قبل أسبوع من سفري.

عادت علاقتي بأمي جيدة نوعا ما فهي لم تعد تجبرني على الزواج من سامي ، ربما إقتنعت برأيي أو ربما تعبت من إقناعي برأيها.

٭٭٭

بعد ساعات طويلة حطت الطائرة . لم يكن أحد يعلم بعودتي سوى السيد مالك. و عند خروجي إلى بهو المطار رأيت أحدهم يرفع لافتة كتب عليها إسمي فعرفت أنه مبعوث من طرفه .

توجهت نحوه و حييته فبادلني التحية ثم أكد لي السيد مالك بعثه ليقلني إلى الفندق. ركبت السيارة معه و أخذني إلى نزل شديد الفخامة و لا أظن أنني أستطيع دفع تكاليف مجرد نصف يوم داخله . 
كنت سأتصل بالسيد مالك لأخبره بنيتي لتغيير الفندق لكنني و لحسن حظي رأيته يدخل إلى البهو حيث كنت أجلس و يتقدم نحوي.

" السلام عليكم أبي "

قلت مبتسمة و مددت يدي لأصافحه لكنه أخذني في حضنه و هو يقول

" إشتقت لك بنيتي "

تعجبت من ردة فعله ، لم أكن أعلم أنه يحبني إلى تلك الدرجة ، أعني أنا لم أقابله كثيرا و علاقتي به ليست وطيدة كفاية.

صحيح أنني أعتبره كأب لي لأنه في سن والدي تقريبا و هو كان قد طلب مني أن أدعوه بـ ( أبي ) في السابق لكن ظننت أنه يقول ذلك على سبيل المجاملة و النبل لا أكثر.

جلست و جلس بجانبي بعد أن طلبنا ما نشربه.

" إذا ، لماذا لم تصعدِ إلى غرفتك لتأخذي قسطا من الراحة ؟" سأل.

" في الحقيقة ، لا أستطيع أن أنزل في فندق كهذا ، ميزانيتي لا تسمح " قلت بإعتذار

" لكنني طلبت من السائق أن يعطيك مفتاح الغرفة" وضح

" ماذا ؟ أي غرفة ؟ أنا لم آخذ أي مفتاح " قلت بتعجب

" هؤولاء الحمقى الذين يعملون عندي ! أعتذر صغيرتي ربما نسي أن يعطيك إياه " قال بهدوء غاضب

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( Where stories live. Discover now