همس:
«نام... نام وخلي التعب إلي.»

يوقف، يفرك رقبته، ويقرر يروح يبدل ملابسه.

بس قبل لا يبتعد...
يلتفت عليه آخر مرة.

ويگول بداخل صدره، مو بصوت، مو بوعي...
بس إحساس طلع بدون ما يعرف سببه:

لو فكرت يوم تتعب... آني حاضر.

لو ضعت... آني يمّك.

وبحركة بطيئة...
يطفي ضو الغرفة كله، يبقي بس نور الشباك، ويطلع.

باب الغرفة ينغلق بخفة...
وآلان، باللحظة اللي يسمع بيها صوت الباب من وراه، يعرف شي واحد:

رجع للبيت... مو بس للبيت، رجع للشي اللي بدا ينتمي له.

واللي ينتظره قدام؟
شي أكبر من مجرد نظرة... أكبر من مجرد نهار...
شي ديكبر، شويّة شويّة، بدون ما أي واحد منهم يعترف بصوته.

بس موجود.
ومو ناوي يوقف.بعد أسبوع كامل، الأسبوع اللي مرّ ببطء على يزن وبسرعة غريبة على آلان...
تغيّر كلشي بدون ما ينتبهون.

صاروا يتعوّدون على وجود بعض...
حتى لو ما قالوها.

الصبح...
آلان يطلع للشغل ويخلي لليزن فطور جاهز على الطاولة، ويا ورقة مكتوب بيها بخط نظيف:

"اكل، ولا تنسَ المحاضرات. آني أرجع العصر."

يزن كل يوم يضحك وهو يشوف الورقة...
وبالليل، لما يرجع آلان للبيت، يلكاه يزن مرتّب، دارس، ويم أبو وأم آلان، يونسهم ويحچي وياهم كأنه واحد من البيت.

وبذاك الأسبوع...
صار آلان يلاحظ شي خطير:

كل يوم يرجع...
وينتظر يشوف يزن.

وكل يوم...
يزن يستحي من نظرته.

---

ليلة اليوم السابع - بعد أسبوع بالضبط

آلان يدخل للبيت، هالمرة مابيه ذاك التعب، خطواته أسرع، كأنه مستعجل يشوف وجه معين.

يفتح الباب...
ويشوف يزن قاعد بالصالة، لابس بنطرون رمادي ناعم، وتيشيرت أسود، شعره متناثر شوي، بيده دفتر المعهد.

رفع راسه...
ولما شاف آلان، ابتسم ابتسامة صغيرة بدون ما يحس.

وهاي... كانت كافية تهز آلان من داخله.

«ها آلان... رجعت؟»

«إي...» آلان يبتسم غصب عنه، يدخل ويفك أزرار قميصه، «شنو هذا؟ تدرس؟»

يزن يهز راسه بثقة، أول مرة يحس نفسه ثابت:
«إي... اليوم خلصت محاضرتين أونلاين. وأمك سمعتني أحچي بالإنكليزي وگالت صوتي يصير مدرس.»

ضحكة آلان تطلع بدون ما يريد:
«يي خوش مدرس... أول درس رح تنهيه عصبية.»

يزن يغلس على المزحة، ينزل راسه عالدفتر، بس ضحكته صغيرة تبقى ظاهرة.

دلوع الشيخ آلان ^♡^Where stories live. Discover now