ولما رفع راسه وشاف يزن، ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة، ابتسامة ما بيها سخرية… بس بيها شي ثاني، شي يخلط الهدوء بالغموض.
– شجابك لهنا؟ مو المفروض نايم؟

يزن وقف قباله، بعيون متوترة بس مصمم، رد بصوت ناعم لكنه ثابت:
– إجيت لأن لازم أسأل عن شي.

آلان رفع حاجبه، سحب الملف وسدّه، واستند للكرسي وقال بنبرة فيها لمحة استفزاز خفيفة:
– شي؟ عن شنو بعد؟

اقترب يزن خطوتين، وقف كدامه مباشرة، المسافة بينهم قصيرة، ونظر بعينه بدون ما يتهرب.
– عن الكلمة اللي قلتها قبل ما تغطيّني… لما شلتني، قلت "زوجي."

آلان ظل ساكت، يتأمله، وعيونه فيها بريق خفيف، مو ساخر، مو غاضب، لكن غريب.
يزن كمل، صوته بدأ يتهز شوية:
– شنو قصدك بيها؟

آلان ما جاوب فورًا، قام من مكانه ببطء، كل حركة محسوبة، كل خطوة منه كأنها محسوبة بالإحساس.
اقترب منه لحد ما صارت المسافة بين وجوههم تقريبًا نفس النفس، وصوته لما طلع كان منخفض، بس كل كلمة منه دخلت أعماق يزن:
– يمكن قصدي واضح… ويمكن مو بعد.

يزن ارتبك، رجع خطوة صغيرة، بس آلان مد إيده ولمس كتفه بخفة، ما شدّه، بس خلاه يوقف مكانه.
– بس إذا انت محتار… خل أوضحلك شي.

يزن رفع نظره عليه، قلبه يدق بسرعة، ملامح آلان هادئة بس عيناه تحمل حرارة خفية، صوت أنفاسهم يتداخل، والجو بيناتهم صار ثقيل جدًا.
آلان همس، قريب من أذنه:
– الكلمة طلعت منّي مو صدفة… يمكن لأنك فعلاً صرت شي ما كنت أتوقعه.

يزن حس بحرارة صوته تلامس جلده، عجز يرد، كل تعابيره اختلطت بين خجل ودهشة وتوتر.
آلان ابتسم بخفة، ابتسامة فيها دفء ما متعود يزن يشوفه منه، وقال بهدوء:
– بعدين، إذا تريد تفسير، نكدر نحچي الصبح. هسه، روح نام… لأن إذا بقيت بعد، يمكن أنسى أتحكم بنفسي.

الكلمات الأخيرة خلت وجه يزن يحمر تمامًا، قلبه خبط بعنف، وكل الحروف اختفت من لسانه.
تراجع خطوة للخلف، تمتم بصوت واطي:
– ليلتك سعيدة، آلان.

آلان رد بابتسامة جانبية وهو يرجع لمكتبه:
– وأنت بعد، زوجي.

يزن خرج بسرعة، الباب وراه تسكر بخفة، لكنه ظل واقف بالممر، ظهره للحايط، وإيده ع صدره يحاول يهدّي نبض قلبه.
أول مرة يحس إن كلمة وحدة ممكن تغيّر كل شي.

وبالمكتب، آلان ظل يطالع الباب المغلق، ابتسامته راحت بهدوء، بس عيونه بقيت تلمع بخيط من المشاعر اللي بدأ يعترف بيها لنفسه أخيرًا.يزن جالس على الجرباية، الصبح ما زال يحاول يفيق من التعب والدوار اللي حس فيه البارحة. فجأة، شعر بانفاس دافئة على ركبته، خفيفة، لا أكثر، مجرد إحساس قصير، سريع.

تجمد لحظة، قلبه يدق أسرع من عادته، وعقله صار كله مشدود على الإحساس الغريب. حاول يحرك نفسه بعيد، بس صوته خشن، منخفض ومسيطر، وصل إليه بطريقة غير متوقعة:
– "لا تتحرك…"

دلوع الشيخ آلان ^♡^Where stories live. Discover now