دلوع الشيخ آلان ^♡^

Part 7 ^♡^

بعدين، رفع عيونه على وجهه، لاحظ حركة بسيطة بإصبع يزن، نظرة صغيرة، شبه لا إرادية… بس كفت إنها تهز جواته شي ما انكسر من قبل.
تنفس ببطء، رفع نظره للسقف، وهمس: "انهض بسرعة… لأن مو كل مرة أقدر أكون قوي لهالدرجة."

---

الغرفة بعدها ساكتة، والأجهزة تشتغل بهدوء منتظم.
آلان ظل جالس دقيقة كاملة بعد خروج الطبيب، يتأمل وجه يزن المرهق، وشفاهه تنفتح بكلمة مختنقة:
"يا ريتني لحگت قبل لا توصل لهالحد."

وقف، نفض كفه من على السرير كأنه يحاول يطيح التعب من أصابعه، ونظراته بعد ما تغيرت… صارت أهدأ، بس ما بيها لا ندم واضح ولا قسوة، شي بالنص، خليط غريب بين الراحة والوجع.

طلع من الغرفة، الباب سكر وراه بصوت خفيف، بس كل العيون كانت عليه. الأب وقف أول، وجهه متعب، بس عيونه تبين بيها ألف سؤال.

قال بصوت واطي لكنه حاد: "شنو كاعد يصير، آلان؟ الطبيب حچى، قال انهيار عصبي… تگدر تشرحلي شلون وصل لهالمرحلة؟"

آلان وقف مقابله، ظله متمدد على الجدار الأبيض، وصوته طلع ثابت بس خالي من أي تردد: "وصل لأن محد سمعه، عمّي. لأن اللي لازم يگعد وياه ويسمعه، كان منشغل يشك بيه أو يتجاهله."

الأب شهق بخفة، وسكت لحظة، بس قبل لا يرد، وسام خطى خطوة لقدّام، نبرته كانت أهدى: "آلان، احنا ما نعرف كلشي، ما نكدر نحكم، يمكن سوء فهم صار بينه وبين سامي…"

بس آلان قطعه، رفع حاجبه وقال ببرود واضح: "سوء فهم؟ يزن يهدد، وسامي يخاف، وأنا أحاول أحمي واحد منهم من الثاني، وتگول سوء فهم؟" ضحك بخفة متوترة، عيونه نزلت على الأرض: "أنا ما جنت أريد أوصل الأمور لهالحد، بس اليوم لما شفته طايح، حسّيت كأني دا أشوف شخص غالي عليّ يفلت من إيدي مرة ثانية."

الكلمة الأخيرة وقفت الكل.
الأب لمح التعب بعينه، وسكت، ما عرف إذا يلومه أو يشكره.

وسام، اللي كانت غيم بعدها متمسكة بيده، ضغط على أصابعها وقال بهدوء: "خلي نهدأ… أهم شي الحين نعرف شلون نساعده."

آلان رفع نظره عليه وقال: "ساعدوه بالصدق. لا تحمّلوه أكثر من اللي يگدر عليه. وأنا… رح أبقى هنا الليلة، إذا ما عندكم مانع."

الأب نظر إله لحظة طويلة، بعدين بس أومأ براسه، قال بنبرة مترددة: "ابقَ، يمكن وجودك يفيده."

ابتسم آلان بخفة حزينة، مشى بعيد، جلس على الكرسي الجانبي عند باب الغرفة، راسه نازل بين كفه، صاير ساكت مثل ظل تعب من الدنيا.

---

🕯 بعد ساعتين تقريبًا…

صوت الأجهزة ظل ثابت، والليل صار أثقل من قبل.
الكل ناموا أو راحوا يرتاحون، إلا آلان اللي بعده بمكانه، عيونه نص مفتوحة، جسمه منكمش، كأنه خايف يغفو ويخسر شي.