~٤٠~

82 15 31
                                        


الفصل الأربعون 


#ظل_بجوار_الضوء 


الفصل ٢٧٠٠ كلمة، و بما اننا نقترب من النهاية، علي ان اركز على كل شخصياتي و تحديد مصريهم، ارجو ان لا تشعروا بالملل. 


تفضلوا مع أحداث الفصل 


.

كانت الثانية صباحا. حين كان المنزل غارقٌ في صمتٍ ثقيل، لكن الصمت لم يشارك رأسها الذي كان يعج بفوضى مستعرة. لقد حبسها زوجها، هددها، وجعلها تشعر بالذنب لأنها "أهملت" ابنها.


 كانت تجلس على سريرها الكبير، محتضنة ركبتيها، والدموع تغسل وجهها بصمت. كانت مكسورة الخاطر، عاجزة، ومعزولة عن العالم بعد أن سُحبَ هاتفها منها، دون أن تعرف ما الذي يحل بأنس في منزل امها و تحت رحمة أخيها .


رفعت رأسها، ومسحت دموعها بكف يدها. هبطت قدماها على الأرضية المفروشة ، وخطت نحو منضدة الزينة، باحثةً في أدراجها عن أي دواءٍ يخفف هذا الصداع الذي يطرق رأسها بلا رحمة.


لكن عينيها وقعتا على شيءٍ آخر. شيء كانت قد أخفته هناك ونسيته تماماً. دفترٌ قديم، مهترئ الأطراف. " لقد نسيت أمر هذا الدفتر ."


أمسكت بالدفتر الذي كان الشيء الوحيد الذي لم تخفيه تحت سريرها القديم في منزل والدتها ، وشعرت بملمس غلافه البالي تحت أصابعها. قلبته، وقرأت الكلمة المكتوبة عليه بخطٍ جميل: "يومياتي".


نسيت الصداع، ونسيت كل شيء. تراجعت إلى سريرها، وجلست على طرفه، وشغلت المصباح الجانبي الذي ألقى ضوءاً خافتاً ودافئاً على الصفحات الصفراء.


فتحت أول صفحة، وبدأت تقرأ.


{ بدأ كل شيء في اليوم الذي بدأ فيه ذلك الرجل الغريب يزور والدي في قصرنا. لم أكن أعرفه، لكنني لم أرتح له قط. كنت أحاول قدر المستطاع ألا أظهر أمامه أثناء زياراته. كان يمتلك عينين حمراوين مخيفتين، وكان يحدق بي... كما لو كان وحشاً ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على فريسته. }


قلبت الصفحة، والورق الهش يصدر حفيفاً خافتاً.


{ لكن الصدمة الحقيقية كانت في ذلك اليوم، حين قال والدي إن هناك من جاء لطلب يدي. كنت متحمسة، مثل أي فتاة. تخيلت نفسي بذلك الفستان الأبيض الذي تحلم كل فتاة بارتدائه. ولأنني كنت سجينةً في قصري هذا، محرومة من حنان الأم منذ الولادة ودون إخوةٍ أواسيهم ويواسوني، كان ذلك الحلم يبدو وكأنه سيتحقق. و يا ليته لم يتحقق. لقد اكتشفت أن من جاء لخطبتي لم يكن سوى ذلك الرجل الذي يطاردني بعينيه المخيفتين سالم . ولأن أبي كان يثق به ثقة عمياء، وافق فوراً. و انا لم تكن لدي أي فرصة للرفض او تدخل في قرارته . }

ظلٌ بجوار الضوءWhere stories live. Discover now