الفصل الثامن و الثلاثين
#ظل_بجوار_الضوء
في صباح اليوم التالي، بعيدا عن فاجعة التي حلت بالأفراد الحفرة . كان الصديقان في سيارة أنس كما اتفقا، فقاعة هادئة تسير وسط مدينة تستيقظ ببطء. كان ذو الخصلات الفحمية يقود بهدوءٍ مركّز، بينما كان ذو الزرقاوتين غارقاً في الضوء الأزرق لشاشة هاتفه، يستخدمها كدرعٍ يحتمي به من أفكاره وفوضى مستعرة داخل رأسه .
ألقى أنس نظرة جانبية خاطفة عليه، ثم أعاد تركيزه على الطريق. بالنسبة لكائنٍ لا يحب اضاعة الوقت على الهاتف ، كان هذا الانحراف في سلوك بمثابة ضوءٍ أحمر يومض في لوحة التحكم خاصة في راسه.
"لم أرك تستخدم الهاتف بهذا الشكل من قبل،" قال بصوته الهادئ. "هل هناك ما يشغل بالك؟"
مع سماعه لتلك الكلمات، هبطت يدا لؤي بالهاتف نحو حقيبته الموضوعة في حضنه. أطلق زفيراً طويلاً، محاولة يائسة لتفريغ عقله من ثقل كلمات جدته القاسية التي لا تزال تتردد في أذنيه كصدىً بارد. "لا شيء. فقط... أحاول أن أضيع الوقت، أن اشغل نفسي و أفكاري ."
تلك النبرة المكسورة، ذلك الصوت الخفيض الذي كاد يضيع في هدير المحرك. لم يكن ذو القرمزيتين. بحاجةٍ للمشاعر ليفهم أن هذه كذبة.
"ما في قلبك... أثقل من أن تحمله وحدك. أليس كذلك؟"
أدار لؤي رأسه نحو من يقود بسرعة، وفمه مفتوحٌ قليلاً من الدهشة. لم تكن مجرد كلمات، بل كانت كلماته هو، تُعاد إليه بصوت أنس الخالي من أي عاطفة. ألقى أنس نظرة سريعة عليه. "لا تتعجب. هذا كلامك. أنا فقط نسخته، لاني اعرف ان هناك ما يشغل بالك ."
انفلتت ضحكة خافتة، مائية، من لؤي. "عليك أن تعتمد على نفسك من الآن فصاعداً، ما دمت قررت أن تكون شخصاً عادياً. لا تعتمد على نسخ الآخرين."
"حسناً. ما هي أفضل طريقة لأواسيك الآن؟" سأل أنس بمنطقه البارد، وعيناه تراقبان إشارة المرور.
أنزل لؤي رأسه، وابتسامة مكسورة ترتسم على شفتيه. "هذا هو التحدي. عليك أن تعرف بنفسك كيف تتصرف، وكيف تختار الكلمات المناسبة في الوقت المناسب."
" فقط لو أردت اي مساعدة، لا تتردد في طلبها مني ."
ESTÁS LEYENDO
ظلٌ بجوار الضوء
Novela Juvenilفي عالم مبني على المشاعر، كان أنس مجرد محاكاة. عبقري في ارتداء الأقنعة، بارع في تزييف كل ابتسامة ودمعة. هو ظلٌ يعيش بين الناس، يدرسهم، ويحللهم دون أن يشعر بشيء. ولكن عندما يدخل "لؤي" إلى معادلته - ضوءٌ على وشك الانطفاء، روحٌ تقاتل من أجل كل نفس...
