الفصل السادس و الثلاثون
#ظل_بجوار_الضوء
هذا الفصل مكون من ٣٥٠٠ كلمة، لكن لن يظهر أنس فيه شخصيا للاسف.
.
كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرًا، ويامن يقود سيارته في طريق العودة، يجاهد لكسر حاجز الصمت الذي خيّم عليهما . كان يلقي نظراتٍ جانبيةٍ خاطفةٍ على أخته سناء الصامتة، التي لم تُفِدْ بكلمةٍ واحدةٍ منذ أن جلست في مقعدها، كأن روحها قد هجرت جسدها وتركت خلفها فراغًا.
"سناء،" نطق أخيرًا، صوته يحمل ترقبًا، "هل عثرتِ على ما ذكره زياد؟"
أغلقت عينيها، وتمسكت بحقيبتها بقوة. "لا،" قالت بصوتٍ مكتوم، أقرب إلى الهمس. "لم يكن هناك شيء."
حينها، مدت سناء يدها نحوه بحركةٍ حاسمة. "أريد التحدث معه الآن. أعطني هاتفك."
ارتبك يامن، تاهت عيناه للحظة. "مع زياد؟ وما هو السبب الذي يدفعكِ لذلك؟"
"أتوسل إليك يا يامن، ليست لدي قوة للجدالٍ، من فضلك، ناولني الهاتف."
بعد أن سمع صوتها المحطم، تنهد، وأخرج هاتفه، وضغط على رمز اتصالٍ بلا اسم، وسلمها إياه.
رفعت يدها المرتجفة، وثبتت الهاتف على أذنها، وانتظرت ذلك الصوت الذي يطاردها في كوابيسها.
"ماذا لديك، يامن؟"
"زياد..."
"سناء؟ هل وجدتِ ما طلبت منكِ؟" قال بصوته البارد، الهادئ، كأن شيئاً لم يكن.
"لا، لم أجده،" قالت، وهي تعصر يدها الحرة على حقيبتها، وتشعر بالذنب يخنقها. "لم يكن هناك شيء. يبدو أن أحدهم وجده قبلنا."
ساد صمتٌ ثقيل على الخط. ثم قال. "حسناً. انسوا الأمر. واعتني بابني جيداً. وفور أن ينتهي هذا كله ، سآخذه ليعيش معي. ولن تضطري لتكوني مسؤولة عن ابن الوحش الذي دمركِ."
"إنه ابني."
جاء صوتها مكسوراً، هامساً، وتلته دمعة حارقة. "إنه ابني، ولن أتخلى عنه. إياك أن تأخذه مني، وإلا سأجعلك تندم."
YOU ARE READING
ظلٌ بجوار الضوء
Teen Fictionفي عالم مبني على المشاعر، كان أنس مجرد محاكاة. عبقري في ارتداء الأقنعة، بارع في تزييف كل ابتسامة ودمعة. هو ظلٌ يعيش بين الناس، يدرسهم، ويحللهم دون أن يشعر بشيء. ولكن عندما يدخل "لؤي" إلى معادلته - ضوءٌ على وشك الانطفاء، روحٌ تقاتل من أجل كل نفس...
