رجع يزن خطوة ورا، الخوف رجع يسيطر عليه من جديد.
بس هالمرة مو بسبب اللي صار قبل… بل لأنه يعرف، لما آلان يعصب، محد يقدر يوقفه.

آلان التفت على الطلاب اللي وقفوا يراقبون المشهد من بعيد: – “منو اللي جايب هاي الورقة؟ منو؟!”

صوته دوّى بكل الساحة.
بس ماكو أحد حكى.

وفجأة، من الزاوية، واحد من الطلاب قال بخوف: – “سمعتها من واحد اسمه سامي… قال يريد ينتقم لأخوه.”

اسم سامي نزل مثل الرعد على آلان.
سكت لحظة، بعدها ضحك ضحكة قصيرة ومخيفة: – “أكيد… سامي.”

طلع سيجارة، ولعها بيده المرتجفة، وسحب نفس طويل.
بعدين قال بصوت خافت بس واضح: – “راح أزوره اليوم.”

يزن توسعت عيونه: – “آلان لا! لا تروح له، أرجوك، راح تصير مصيبة أكبر!”

آلان طالع بعينه، وبابتسامة جانبية ميتة قال: – “هو بدأها، بس أنا راح أنهيها.”

---

الليل.
البيت هادي.
آلان بالحديقة، جالس نفس مكانه القديم، يشرب جكارة ويفكر.
صوت الماي الخفيف من النافورة، والنسمة الباردة تلف شعره، بس ملامحه جامدة.

صوت خطوات ناعمة وراه، وهو ما احتاج يلتفت حتى يعرف منو.
سيلينا.

اقتربت بخطوات هادئة، جلست مقابله على الكرسي، عيونها حزينة عليه: – “آلان… ليش بعدك على هالطريق؟”

– “شلون طريق؟”

– “طريق العنف، الغضب، الإدمان… كل مرة تكول انتهيت، بس ترجع أقوى من قبل.”

آلان سكت لحظة، نظر للأرض، وبصوت خافت قال: – “أني ما أعرف أعيش بدون حرب. حتى لما أحاول أكون طبيعي… أحس قلبي يريد شي يوجعه.”

سيلينا مدت إيدها على الطاولة، بصوت دافي: – “إذن خليه الوجع يخلص هنا، مو بيك.”

هو رفع عيونه عليها، الدخان يطلع من فمه بخط مستقيم، قال بابتسامة حزينة: – “يمكن فات الأوان يا سيلينا. لأن كلشي بدا، يوم فقدت قدرتي أكون إنسان.”

ظلت ساكته، بس بعينها دمعة صغيرة نزلت، وهو ولا تحرك، بس باوع بيها نظرة وحدة… كانت كافية حتى توصل وجعه بدون كلام.

والليل غطى الاثنين، مثل ستارة سميكة من الذكريات والندم.

---

بعد ما راحت سيلينا لغرفتها، كان آلان واقف على باب البيت للحظات، يتنفس بعمق، بعدين تمتم بصوت خافت:
"أفضل أرجع للبيت… يمكن هذا مو وقتي بعد."
وانسحب بهدوء، خطواته تختفي بين الشوارع، والبرد الخفيف يضرب وجهه، لكنه ما التفت وراه أبد.

داخل البيت، كانت الأجواء هادئة إلا من صوت أنفاس يزن المتقطعة.
سيف نايم جنبه، ويزن بحضنه، لكن حتى وهو نايم كانت ملامحه تبين خوف عميق.
عجز عن النوم تمامًا، ظل يتقلب شوي، وبعدين دموعه نزلت بدون صوت، حاول يكتم أنفاسه حتى ما يوقظ أحد.
همس بصوت متقطع:
"سامي…"

دلوع الشيخ آلان ^♡^Where stories live. Discover now