الليل غطى البيت كله، بس ما قدر يغطي الوجع بين الاثنين.
واحد يحاول ينسى، والثاني يحاول يعيش،
بس الماضي بعده جالس وياهم على نفس المائدة، كل يوم، بدون ما يطلع.

---

صباح جديد.
الجو غائم، بس ماكو مطر، مثل ما لو كانت السما تنتظر تصب دموعها بعد شوي.

يزن واقف قدام المراية، يعدّل ربطة عنقه، شعره مرتب، بس وجهه باين عليه الإرهاق.
أخذ شنطته، طلع من الغرفة وهو يسمع صوت الماي بالغسالة، آلان الظاهر صاحي من بدري.
تجاهله، مشى بهدوء، وطلع من الباب قبل لا يصير أي تلاقي بين عيونهم.

وصل المدرسة، والطلاب مزدحمين بالحوش.
أصدقاءه يحچون، يضحكون، وهو بس يهز راسه بابتسامة خفيفة.
بس كل دقيقة يحس بنظرات غريبة عليه، كأن أحد يراقبه من بعيد.

دخل الصف، جلس بمكانه، فتح الدفتر، وبده يراجع للامتحان.
بس بين صفحة وصفحة، عينه وقعت على ورقة مطوية على الطاولة.
فتحها بهدوء، ووجهه تجمد.

الورقة بيها صور. صور إله.
علامات على رجله، على رقبته، نفس اللي كانت قبل…
ومكتوب بخط واضح:

> “كم واحد بعد يعرف عنك؟”

الدم انشفّ بعروقه، قلبه صار يدق بسرعة، والأنفاس صارت متقطعة.
رفع راسه بسرعة، يدور بعيونه بكل الصف، ماكو أحد يباوع عليه مباشرة، بس يحس بالعيون تتسلل عليه من الزوايا.

رجع الورقة داخل كتابه بسرعة، وقف، وطلع من الصف بدون ما يحچي كلمة.
راح على الحمّام، غسل وجهه، بس إيده كانت ترتجف بقوة.

طلع موبايله، كتب رسالة قصيرة لآلان:

> “أريدك تجي للمدرسة فوراً.”

آلان اللي كان بالورشة وقتها، قرأ الرسالة وبس كتب:

> “صار شي؟”

يزن ردّ:

> “ما أگدر أشرح، تعال.”

---

نصف ساعة، وكان آلان داخل من باب المدرسة، عيونه ما تتحرك يمين ولا يسار، وجهه متجهم، خطواته سريعة.
المدير حاول يوقفه بس آلان ما سمع له، راح مباشرة باتجاه ساحة الصفوف.

شاف يزن واقف هناك، وجهه باهت، ممسك الورقة بيده.
أخذها منه بدون ما يحچي، شافها، وبعدها رفع عيونه ببطء، نظراته صارت نار.

صوته طلع واطي، لكنه مليان غضب: – “منو هذا القذر اللي لعب هاي اللعبة؟”

يزن حاول يحچي، بس صوته اختنق: – “آلان لا تسوي شي، أرجوك… يمكن مجرد مزحة.”

آلان ضحك بخفة سوداوية: – “مزحة؟ الصور هاي مو مزحة.”

رمى الورقة بالأرض، وداس عليها برجله، عيونه كانت تلمع بطريقة مرعبة، مثل شخص رجع يعيش لحظة قديمة.
كل غضبه القديم، كل الكره لنفسه، ولللي صار، بدأ يطلع.

دلوع الشيخ آلان ^♡^Where stories live. Discover now