المدرسة كانت تصير بالنسبة له مثل مهرب صغير، رغم نظرات الطلاب الفضولية، ورغم الهمس اللي يسمعه بكل زاوية:
“هذا يزن… سمعت شنو صار بي؟”
لكنه يتجاهل، يدفن كل شي داخل قلبه، ويحاول يركز على الكتب، على الامتحانات، على هدفه: ينجح ويخلص.
كان بسادس إعدادي، آخر سنة، آخر فرصة يثبت لنفسه إنه بعده قادر يعيش، قادر يكون طبيعي، رغم كل الندوب.
أما آلان…
فصار يختفي أغلب الوقت.
يا بالشغل، يا بالكراج، يا بسيارته اللي يحب يضيع بيها ساعات وساعات.
رجع لشغله بمكانه القديم — ورشة سيارات كبيرة، مع موسيقى عالية وريحة البنزين والزيت، المكان الوحيد اللي يخليه ينسى نفسه.
حتى زملاءه لاحظوا عليه التغيير، صار أكثر هدوء، أقل ضحك، أقل حچي.
بس نظراته لما يسرح، كانت كأنها تطيح بمكان بعيد جداً.
ليلًا، لما يرجع البيت، يلقى الأنوار مطفية، الممر فاضي، والغرف كلها مغلقة.
الوحيد اللي يسمعه هو صوت خطوات يزن وهو يتحرك بغرفته، وأحياناً صوت الموية من الحمام أو تقليب صفحات كتاب.
ما يحچي، وما يقترب.
لكن عيونه كل ليلة تتجه لباب غرفته، وكأنه ينتظر شي ما يعرفه.
أبوه وأمه حاولوا يصلحون الجو أكثر من مرة، بس فشلوا.
الجو بالبيت مثل قنبلة مؤجلة، تنتظر بس لحظة تنفجر.
وفي إحدى الليالي، آلان رجع متأخر، الساعة تقريباً 2 بالليل.
المطر ينزل خفيف، هدوء مريب بالبيت.
دخل وهو يشعل سيجارة، جلس بالحديقة الخلفية مثل عادته.
الماء ينزل على شعره وملابسه، بس ما همه.
عينه كانت على السماء، بس فكره بعيد.
صوته انكسر وهو يحچي لنفسه: "منو چان يصدق… يوم أگدر أعيش هيچ؟ ساكت، ميت من الداخل، بس بعدني أتنفس."
رماه الجكارة، وطالع بخطوات ثقيلة صوب الباب.
وقبل لا يدخل، لمح من نافذة المطبخ ضوء خافت.
اقترب بهدوء…
ولما نظر، شاف يزن جالس على الطاولة، يقرأ كتاب، عيونه حمر، واضحة السهر.
كاسة چاي قدامه، ودفتر ملاحظات مليان معادلات، بخط مرتب لكن مضغوط.
آلان ظل واقف، ما دخل، بس نظر له من بعيد.
بيّن عليه الإنهاك، بس وياها قوة غريبة، مثل شخص يقاتل نفسه حتى ما يطيح.
بالهوس الخفيف قال بينه وبين نفسه: "يقدر يعيش بدوني… بعد كلشي، بعده واقف."
يزن رفع عيونه لحظة حس بشي، لمح ظل آلان من الزجاج، قلبه انقبض…
رجع ينزل راسه، يگلب الصفحة، كأنه ما شاف أحد.
لكن إيده كانت ترجف بخفة، وعيونه فقدت تركيزها على الحروف.
مرت لحظات ثقيلة، قبل ما آلان يقرر يرجع.
دخل غرفته بهدوء، سحب نفس عميق، وغفى وهو بعده لابس ملابسه، والسيجارة مطفية بين أصابعه.
وفي الغرفة الثانية، يزن حط القلم، وسحب نَفَس طويل، كأن صدره يعصره:
"ليه كل مرة أشوفه، أحس الخوف ينهشني… بس بنفس الوقت، ما أگدر أكرهه."
VOCÊ ESTÁ LENDO
دلوع الشيخ آلان ^♡^
Romance--- في قلب العراق، يعيش آلان البراق، الرجل القوي والمهيب الذي يحمل إرث عائلته كشيخ للعشيرة، صاحب اليدين العروقتين والملامح الحادة، هادئ القلب لكنه لا يلين أمام التحديات. إلى جانبه، أخوه الأصغر تيم، المدلّل المحبوب، الذي لا يعرف الخوف، لكنه يجد نفسه...
Part 6 ^♡^
Começar do início
