سيليا بهدوء ردّت: "وهذا أول اعتراف شجاع منك من فترة طويلة."
---
البيت كله ساكت، بس مو سكون راحة، لا… سكون الخوف بعد العاصفة.
الأنوار مطفية إلا من لمبة خفيفة تطلع ضوها الذهبي من زاوية الغرفة، ترسم ظلال على الحيطان.
يزن كان نايم بحضن سيف على السرير، ملفوف بشرشف سميك، رغم إن الجو مو بارد.
وجهه متعب، ملامحه مشدودة، كأنه بعده يعيش الحلم المرعب اللي ما يخلص.
نَفَسه مو منتظم، وكل شويه يهتز جسمه بخفة، كأنه يتذكر شي يوجعه.
سيف، وهو ساند ظهره على الجدار، كان حاضنه بإيده اليمين، وإيده الثانية تمسح بخفة على شعره.
نظراته ثابتة على وجه يزن، وشفايفه مضغوطة، يحاول يمنع نفسه من البكاء.
بس العيون ما تعرف الكذب، والدموع محبوسة على طرفها.
سيف (بهمس):
"كافي تخاف، أنا هنا… محد يقدر يقربلك بعد، ولا واحد."
صوته مبحوح، مزيج بين الحنان والغضب، بين وعد ووَجع.
يزن تحرك بخفة، نَفَسه ارتجف، وبصوت خافت جدًا، وهو بعده نايم، تمتم:
"لا… لا تخليني وحدي… هو… هو هناك…"
سيف شد حضنه أكثر، وضمّه بقوة كأن يريد يخفيه من الدنيا كلها، وقال بصوت حزين: "لا تخاف، مو هنا، ولا رح يكون، والله ما أسمح بعد يصيرلك شي، حتى لو أدفع عمري كله."
صوت المطر بدأ يطرق على الشباك، قطرات خفيفة تمشي على الزجاج، وصارت الغرفة كلها مزيج من صوت التنفس، والمطر، والسكوت اللي يحكي أكثر من الكلام.
الوقت مرّ ببطء.
سيف ظل صاحي، عيونه على يزن، يخاف حتى من حركة صغيرة تصحيه، يخاف من دمعة تطلع من عينه وهو نايم.
وفي زاوية الغرفة، على الطاولة، صورة صغيرة تجمع يزن ووسام وسيف من طفولتهم، تلمع عليها لمعة خفيفة من ضوء اللمبة، كأنها تذكرهم بالزمن اللي كان أبسط، قبل ما كل شي ينكسر.
سيف بصوت خافت، كأنه يحكي لنفسه:
"ما رح أخليك تطيح بعد، مو طول ما أنا موجود، حتى لو الدنيا كلها قامت عليّ."
وهو يحجي، يزن تحرك شوي، رفع إيده بهدوء، وكأنه يبحث عن الأمان حتى وهو غافي، ولما لمس قميص سيف، سكنت حركته، وملامحه ارتاحت شوي…
ابتسامة حزينة رسمت على وجه سيف، وهمس:
"نام يا صغيري… نام ونسى الوجع، الباقي خليه علي."
---
🌧️🔥
---
مرّ أسبوع كامل من غير كلمة.
مو أسبوع عادي… أسبوع كله جليد.
بيتهم صار مثل بيت مهجور، كل شخص عايش بجناحه الخاص، بدون نظرات، بدون حچي، بدون حتى “صباح الخير”.
يزن صار يطلع للمدرسة الصبح بدري، يلبس، يشيل حقيبته، ويطلع قبل لا يصحى آلان من نومه.
يوقف على الرصيف قدام البيت، يباوع بعيد، وجهه متعب، بس عيونه بيها عزيمة غريبة — يمكن من الخوف، ويمكن من رغبة يهرب من ماضيه.
YOU ARE READING
دلوع الشيخ آلان ^♡^
Romance--- في قلب العراق، يعيش آلان البراق، الرجل القوي والمهيب الذي يحمل إرث عائلته كشيخ للعشيرة، صاحب اليدين العروقتين والملامح الحادة، هادئ القلب لكنه لا يلين أمام التحديات. إلى جانبه، أخوه الأصغر تيم، المدلّل المحبوب، الذي لا يعرف الخوف، لكنه يجد نفسه...
Part 6 ^♡^
Start from the beginning
