"الناس تشوف القسوة، بس محد يعرف شلون توصل لهاي الدرجة…"
مد إيده، حط وجهه بين كفيه، أخذ نفس عميق، وكأن قلبه ينهار بصمت.
الحديقة ظلت ساكتة، والليل غطى كل شي… بس دخان الجكارة ظل يصعد بهدوء، كأنه يحمل أسراره كلها، ويضيعها بين عتمة السماء.
---
الحديقة كانت ساكنة، بس مو سكون راحة… سكون ثقيل، مثل ما بعد العاصفة.
الدخان طالع من سيجارة آلان، والرماد يتساقط على البلاط وهو محدد النظر بنقطة بعيدة، عيونه مو ثابتة، تفكر، تراجع، وتكابر بنفس اللحظة.
أنفاسه مضطربة، مو لأنه متعب، لكن لأنه يعرف إن كل شي بدأ ينهار حواليه… علاقته بيزن، نظر الناس، حتى صورته عن نفسه.
من بعيد، انفتحت الباب الزجاجي، وطلعت سيليا بخطاها الهادئة، لابسة جاكيت خفيف، شعرها مربوط، وبإيدها كوب ماي.
مشيت صوبه ببطء، ما حبت تفاجئه، لأن واضح إن أعصابه مشدودة مثل وتر آلة موسيقية.
سيليا (بصوت ناعم، لكنها ثابتة):
"آلان… بعدك تدخن بنفس الشكل كل مرة تتوتر بيها؟"
آلان رفع عيونه إلها، بدون أي انفعال، بس ببرود ساكت، مثل شخص تعب من الدفاع عن نفسه.
ضحكة صغيرة، شبه مكسورة، طلعت منه:
"إذا ما أدخن، أختنق، وإذا دخنت، أضوج من نفسي… فاختاري أيهم أرحم."
سيليا كعدت مقابله على الكرسي، ظلت لحظة تراقبه، بعدها قالت بهدوء: "سمعت شصار بالداخل… يزن ما يستاهل كل هذا الألم يا آلان. ومو إنت الحقيقي الشخص اللي يسبب وجع بهالطريقة."
هز رأسه وهو يطالع الدخان يطلع من فمه ببطء: "الحقيقي؟ أنا حتى ناسي شنو الحقيقي بعد… يمكن هذا هو الحقيقي مالتي، السيء، الغاضب، اللي ما يعرف يحب بدون ما يؤذي."
سيليا مدت إيدها بهدوء، سحبت السيجارة منه وطفتها، قالت: "لا، هذا مو الحقيقي… هذا التعب. والفرق كبير بين الاثنين."
آلان سكت، بس صوته بدا يختنق لما قال: "هو يكرهني، سيليا… لما أشوف الخوف بعينه، أحس أني صرت وحش فعلاً. كل مرة أريد أشرح، أندم أكثر."
سيليا تنهدت، وقربت منه خطوة: "مو بكرا كل شي يتصلح، بس لازم تبدأ. مو لأنك تستاهل الغفران، لكن لأن يزن يستحق الأمان."
لحظة صمت ثقيلة مرت، بعدها رفع آلان راسه، عيونه فيها دموع مكبوحة، مو بكاء، بس وجع مضغوط.
قال بصوت مبحوح:
"ما أعرف إذا بعد أكو طريق للرجعة، سيليا… يمكن فات الأوان."
سيليا (بثقة هادئة):
"ماكو شي اسمه فات الأوان، بس أكو شي اسمه 'ابدأ ولو متأخر'."
الهواء برد أكثر، وأصوات الليل حوالينهم خفتت، كأن المكان كله واقف يسمعهم.
آلان انكّس راسه، حط السيجارة بالأرض، وقال بصوت متردد:
"يمكن لازم أواجه نفسي قبل أي شي آخر… لأن اللي جواي صار أخطر من أي شخص بالخارج."
YOU ARE READING
دلوع الشيخ آلان ^♡^
Romance--- في قلب العراق، يعيش آلان البراق، الرجل القوي والمهيب الذي يحمل إرث عائلته كشيخ للعشيرة، صاحب اليدين العروقتين والملامح الحادة، هادئ القلب لكنه لا يلين أمام التحديات. إلى جانبه، أخوه الأصغر تيم، المدلّل المحبوب، الذي لا يعرف الخوف، لكنه يجد نفسه...
Part 6 ^♡^
Start from the beginning
