قام، راح صوب يزن، جلس يمه، مد إيده وكأنه يريد يطمنه.
يزن انكمش، عيونه دمعت، حاول يبعد نفسه، بس آلان قرب أكثر وقال بصوت واطي:
– "لا تخاف… محد يلمسك. غيري."

الكلمات غرست رعب بكيان يزن. حس نفسه مسجون حتى لو الكل موجود حواليه.
وسامي من بعيد، ضام كفه، يكتم غضبه وابتسامته بنفس الوقت. يعرف إن الحرب بدت، وإن آلان مهما حاول يخوف يزن… قريبًا راح ينهزم قدام خططه.

---

🌑🔥

---

الليل نزل ثقيل.
صوت المطر يطرق شبابيك بيت أهل يزن بهدوء مريب، كأن السماء دا تحاول تغسل شي، بس الموية نفسها مو كافية لتنظيف الجو المتوتر بالبيت.

يزن كاعد على سريره، حضن مخدته، عيونه شاخصة للباب.
آلان كان بالغرفة المقابلة، من أول ما إجوا للبيت وهو ساكت، ما حچى ولا كلمه، بس كل حركة من عنده محسوبة، عيونه ثابتة، وصوته ما يطلع إلا إذا اضطر.

طرق الباب.
يزن انتفض.
صوت آلان من ورا الباب، هادي… غريب الهدوء اللي بيه:
– "يزن… أگدر أدخل؟"

يزن تردد، ثم رد بصوت خافت:
– "ادخل…"

الباب انفتح ببطء، وآلان دخل، لابس تيشيرت أسود وبنطلون رمادي، شعره مبعثر، واضح عليه ما نام من الصبح.
وقف مقابله، حط إيده بجيب البنطلون، سأل:
– "ليش متأخر بالنوم؟"

يزن رفع عيونه بخوف، حاول يبين طبيعي:
– "ما جاي أنام… تعب بس."

آلان تقدم، جلس على حافة السرير، المسافة بيناتهم صغيرة… أصغر من اللازم.
نبرة آلان صارت أهدى:
– "تتعب؟ من شنو؟ من المدرسة؟ لو منّي؟"

يزن ابتلع ريقه، صوت أنفاسه متقطع، قال بصعوبة:
– "آلان… لا تبدأ."

آلان رفع حاجبه، نظرة خفيفة من تحت، فيها شيء بين الغضب والتهكم:
– "ما أبدأ؟ أنا جاي بس أسأل، بس واضح إنك بعدك شايل شي مني."

يزن شد قبضته على الغطاء، حاول يخفي الارتجاف، بس ما قدر، وطلع من فمه الكلام بدون قصد:
– "شلون ما أشيل؟ شلون تريدني أنسى؟ أنت السبب بخوفي كل يوم!"

آلان سكت لحظة، ابتسم ابتسامة صغيرة، بس مو ابتسامة طيبة… ابتسامة مرّة، مجروحة:
– "أنا السبب بخوفك…؟ لو أنت السبب بخوفي أنا؟"

يزن انصدم، ما فهم قصده.
آلان قام واقف، دار وجهه عن يزن وقال:
– "كل الناس تشوفني وحش… بس محد سأل شنو خلاني أوصل لهالمرحلة. محد يعرف شنو صار بعد ما تيم مات."

يزن تمتم وهو يرجف:
– "تيم؟ شنو له علاقة؟"

آلان التفت له، عيونه حمراء من الغضب:
– "كلشي تغيّر من يوم تيم مات! ما تعرف شلون حسيت لما شفت جسده قدامي… انقتل، وانسحب من حضني! انجنّيت، صرت ما أعرف أحد، ما أقدر أثق بأحد… لا بأبوي، لا بأصدقائي، لا بنفسي!"

دلوع الشيخ آلان ^♡^Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon