البيت كله صار بكاء وصرخات، كأنه الدنيا سدت بوجههم.

✦✦✦

الليل نزل ثقيل على بيت يزن، كلشي ساكت غير صوت نحيب متقطع يطلع من الغرف. ماكو واحد بيهم نام براحه… كل واحد غارق بأفكاره.

يزن ظل على الجرباية، عيونه متورمة من كثر البچي. سيف مدد يمه، مسوي روحه نايم، بس بالحقيقة عيونه مفتوحة، يفكر شلون ممكن ينقذ أخوه من هالقدر. كل شوي يشوف يزن يترجف، فيمد إيده ويحضنه:
"نام حبيبي… أني يمك."

وسام دخل يشوفهم، شاف المنظر، قلبه وجعه، بس ما حچي، رجع وسكر الباب بهدوء. وراه راح لغرفة سامي، شافه بعده صاحي، عيونه محمرة من كثر ما بجه. كعد يمه وقالله:
"كافي حبيبي، لو تظل تحرق بروحك، راح تضيع أكثر."

سامي مسك إيد وسام مثل طفل صغير:
"وسام… شلون أتحمل أشوف يزن يروح بسببي؟ شلون؟"

وسام ضمه:
"إحنا نتحمل سوا. لا تفكر وحدك."

بغرفة ثانية، أم يزن جالسة على الجرباية، سارة يمها، تهديها:
"خالة… الله كبير. بعد لا تعذبين روحچ بالبچي… يمكن يصير شي ويغيرون رأيهم."

الأم ما ردت، بس دموعها تنزل وهي تهمس:
"يزن… دلوعي… ليش هو؟"

سارة ضمتها، وأخذتها للسرير حتى ترتاح، رغم إن قلبها هي الثانية متقطع.

مروة، زوجة وسام، جانت واقفة بالشباك، ماسكة تلفونها، قلبها ضايع بين أهلها وبين اللي جاي يصير ببيتها. أخيراً ما تحملت، دگت على أمها، صوتها يرتعش:
"يمّه… شلونچ؟… سارة شلونها؟ وسام وداهه يمكم… إي… إي، والله هنا الوضع كله نار… يزن… يا يمّه يزن راح يصير فصليه…"

وصوتها اختنق بالدموع، حاولت تغطيه حتى لا يصحى غيم من نومها.

البيت كله عايش على أعصاب، الكل كأنهم ينتظرون حكم الإعدام يتنفذ بالغالي. الليل مر بطيء… والكل يدري إن باچر ما راح يكون مثل اليوم.

✦✦✦

الصبح، يزن صحى من نوم ما يشبه النوم، عيونه مورمة من كثر البچي، وجهه شاحب، كأنه شايب بعمره. سيف دخل عليه، شافه يبدل ملابسه بهدوء، سأل بقلق:
"حبيبي وين رايح؟"

يزن حاول يبتسم ابتسامة مشوهة:
"امتحان… لازم أروح."

سيف حط إيده على كتفه:
"أوصلك يمّه؟ خل أكون يمك."

يزن هز راسه:
"لا… أريد أبقه وحدي. لا تخاف، أرجع."

سيف تنهد، يعرف أخوه شكد عنيد، فتركه يطلع.

يزن وصل للمدرسة، كعد على الرحلة والدفاتر قدامه، بس عقله مو موجود. أول ما مسك القلم، إيده رجفت، ودموعه نزلت بلا إرادة. حاول يمسحها بسرعة حتى محد يشوفه، بس الأستاذ لاحظه.

دلوع الشيخ آلان ^♡^Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon