أقلعت الطائرة، وبدأ قلبي يخفق أسرع. حاولت الانشغال بكتاب صغير كنت احمله، لكن يداي ارتجفتا، والعرق الخفيف ظهر على جبيني

وفجأة…
اهتزت الطائرة بعنف، مطب هوائي جعلني اصرخ بخوف دون وعي وضعت الكتاب على فخذه
و يدي أمسكت بقوة يد الرجل الجالس بجانبي وأظافري الطويلة غاصت في بشرته حتى جرحتها.

نظر إليها جونغكوك بهدوء مذهل، كأن المطبات الهوائية مجرد نسيم عابر. لكن المفاجأة أنه… لم يسحب يده.
بل أمسك يدها هو الآخر، بإحكام غريب، يبعث على الطمأنينة أكثر من الخوف.

من المقعد المقابل، التفت كورفاني جيمين، ملامحه الممتعضة تتأمل المشهد. كان يعرف سيده، يعرف أنه لا يسمح لأحد بلمسه، لا يتحمل حتى فكرة القرب الجسدي من الآخرين.
لكن الآن؟ ها هو يمسك يد فتاة صغيرة، وكأن الأمر طبيعي… بل أكثر من ذلك: بدا وجهه وكأنه يستمتع باللحظة!

شعرت بالحرج بعد أن هدأ الاضطراب. فتحت عيناي الواسعتين ببطء، ثم أدركت ما فعلته. يداي لا تزال متشبثة بيده، و… قطرات دم صغيرة على بشرته بسبب أظافري

– "Oh my God…! أنا آسفة جدًا! لم أقصد!"
قلتها بعفوية، وصوتي ارتجف بالذنب.

فتحت حقيبتي بسرعة، وبحركات ارتباك أخرجت علبة إسعافات صغيرة مزخرفة بشخصيات Hello Kitty.
فتحتها بجدية طفولية، وأخذت لاصق جروح وردي صغير عليه وجه القطة الشهيرة.

– "من فضلك… دعني أصلحه…"
دون أن انتظر إذنه، أمسكت يده الكبيرة بين يدي، بلطف غريب يتناقض مع عالمه القاسي. وضعت اللاصق بعناية على الجرح، ونفخت عليه برقة كما لو كان طفلًا.
اي طفل يبدو مثل الغوريلا الضخمة

توقفت يداه عن الحركة للحظة، وعيناه السوداوان ركزتا على تفاصيلها… على وجنتيها الطفوليتين المتوردتين، ارتباكها اللطيف ، والجدية المضحكة في وجهها وهي تلصق ملصق  "Hello Kitty" على جلده الموشوم.

ثم…
لأول مرة منذ زمن طويل، ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي فالينزيو جيون جونغكوك.

ابتسامة خفيفة، لكنها كانت كافية لتثير دهشة جيمين، وارتباك أماروزا، وكأنها فجأة وجدت نفسها وسط سرّ خطير دون أن تدري.

ارتبكت حين رأيت ابتسامته. لم تكن ابتسامة ساخرة، ولا باردة كما توقعت من ملامحه الحادة، بل شيء غامض… ابتسامة نادرة، هادئة، أشبه بتسلل شعاع شمس خجول بين غيوم داكنة ابتسامته خطفت انفاسي
– "لقد… ابتسم؟" فكرت في سري وانا احاول إخفاء دهشتي.
لا اظن ان شخص مثله يستطيع أن يبتسم لا
اظن ان أحدا رأى أسنانه من قبل
لاحظت ان يدانا لا تزال متشابكتان
اخفضت رأسي سريعًا، ابعد يدي بحرج كأنني ارتكبت ذنبًا ما. أما هو، فقد أعاد يده بهدوء، ورجع ليستند إلى المقعد، عينيه السوداوين تراقبانها من جانب دون أن يتحدث.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 17 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

𝐒𝐚𝐥𝐯𝐚𝐭𝐨𝐫𝐞Where stories live. Discover now