﴿ الفصل 22 ﴾

Start from the beginning
                                    

" أنا من سيعِّد لك الأشياء الآن .. جئت للإعتناء بك "

" لكن أنت ضيف... " قالت معترضة فقاطعتها

" بدون لكن ، يجب أن ترتاحي و ستقومين بواجب الضيافة يوما آخر . "

قلتها و أنا أتركها و أتجه إلى المطبخ .فكرت فيما يجب أن أحضر لها ثم قررت أن أعد كوبا ساخنا من الشوكولا .
يقولون أن الشوكولا الساخنة مناسبة في أوقات كهذه ، كما أن الفتيات يحببنها .
بعد دقائق أخذت الكوب إلى مريم و ما إن رأتني حتى إنفجرت ضاحكة

" آه ما المضحك ؟ " سألت بتعجب

" شكلك و أنت تلبس ميدعة المطبخ "

و أشارت نحو الميدعة التي كنت ألبسها و هي لا تزال تضحك .

" أوه لا أريد أن ألوِّث ملابسي "

و شاركتها الضحك و أنا أقترب منها و أضع الكوب على الطاولة أمامها .

ولكن فجأة تحول ضحكها إلى نوبة سعال شديدة .

" هل أنت بخير ؟ "

قلت بخوف و أنا أجلس بجانبها و لا أدري ما الذي أفعله لأحاول التخفيف عنها .

أومأت برأسها بنعم و هي لازالت تسعل .
آه ! أشعر بالعجز .

بعد ثوان ، هدأت نوبة السعال و أعطيتها كوب الشوكولا فبدأت ترتشف منه ببطء .

" إذا كيف مرضت ؟ " سألت

" خرجت البارحة تحت المطر " أجابت بهمس

" أوه أنت مجرد طفلة كبيرة ، كان عليك توخي الحذر " قلت و أنا أضربها على جبينها بحركة خفيفة .

" آآي مؤلمة "

قالت بدلال الأطفال و هي تمط شفتها السفلى

" هيا لترتاحي يا مشاغبة "

و قبل أن تنطق بحرف واحد سحبتها من يدها و أخذتها إلى فراشها .

إستلقت على السرير و شربت دواء للزكام . جلست بجانبها أقرأ لها إلى أن غلبها النعاس و نامت . بقيت جامدا أحدق في ملامحها الملائكية . تبدو كطفلة صغيرة و هي نائمة .
لا شعوريا إمتدت يدي لتلمس جبينها ، حاجبها ، وجنتها ثم ... شفتيها !

كانت شفتاها ساخنتان جدا و كأن النار أضرمت فيهما و لم أستطع منع نفسي من الإقتراب لطبع قبلة صغيرة عليهما لكن في اللحظة الأخيرة نبهني إحساس بداخلي ألا أفعل .. شيء ما ، إحساس ما ، قوي للغاية يدفعني نحوها .. لكن شيء آخر .. ربما مجرد ضمير قد إستيقظ للتو يطالبني بالإبتعاد عنها .. رجل مثلي لن يقوم سوى بتلويث هذه البراءة فيها .. رجل مثلي لن يقوم سوى بإيلام هذا القلب البريء و جعله منكسرا حزينا .. مريم لا تستحق رجلا عديم الأخلاق مثلي .. تحتاج شخصا نقي القلب ، يشبهها تماما و يجعلها أسعد في كل ثانية تمر ..

ذهبت لأجلب الماء و منشفة و بدأت أضع المنشفة المبللة فوق جبينها لعل الحرارة تنخفض . و بعد ساعات قليلة كانت حرارتها قد إنخفضت فعلا .
سمعت جرس الباب فذهبت سريعا لأفتحه خشية أن تستيقظ مريم من صوته .

" ماذا تفعل أنت هنا ؟ " صرخ خطيبها بصدمة بعد أن رآني .

" مريم مريضة و جئت أطمئن عليها " أجبت بعداء حاولت إخفاءه.

" حسنا و أين هي الآن ؟ " سأل بعد أن إستعاد هدوءه

" نائمة بغرفتها "

" أنا هنا الآن. سأعتني بها يمكنك الرحيل . شكرا لك " قال بعد أن دخل إلى المنزل و رأيته يصعد السلالم و يتجه إلى غرفتها .

شعرت بالضيق لكنني أغلقت الباب ورائي و رحلت . أرجو أن يعتني بها جيدا .

#مريم

إستيقظت بكسل و أنا أشعر بحال أفضل قليلا .
لم أجد زين إلى جانبي لكنني سمعت صوت التلفاز في الأسفل فنزلت .

" زين ! "

قلت و أنا أنزل السلالم لكنني سمعت صوت سامي يقول

" لقد رحل صديقك "

" أوه سامي ! أنت هنا ! متى أتيت ؟ " سألت متعجبة من وجوده

" منذ ساعات ، كنت نائمة و لم أُرِدْ إزعاجك " قال ببرود

" أعدي شيئا أشربه ثم حضري الطعام أرجوك .. عصافير بطني تكاد تموت جوعا "  أضاف

" شتّان بين هذا وذاك " تمتمت بحزن و أنا أتجه متكاسلة إلى المطبخ و قمت بإعداد بعض شرائح اللحم .
وضعت الأكل أمامه فبدأ يأكل بشراهة و لم يقل حتى ( تفضلي ) أو ( الطعام لذيذ ) أو حتى ( شكرا ) ..
يا الله !

" قللي من الملح في المرة القادمة " قال بعد أن إنتهى من مضغ آخر لقمة .

تبا له ! عديم الإحساس .

" قال صديقك أنك مريضة هل أصبحت بخير ؟ "

أضاف بعد أن أنهى طعامه .

كان يعرف إذا أنني مريضة و مع ذلك كان يشاهد التلفاز و يلقي الأوامر . أوه تصرفاته تجعل الدم يغلي في عروقي .

" أجل ، سأعود إلى غرفتي لأرتاح . إن إحتجت إلى شيء ناديني " قلت ببرود و أنا أصعد إلى غرفتي .

لم آكل شيئا اليوم لكنني حقا لا أرغب بالأكل . أظنني فقدت شهيتي بسبب المرض أو ربما لأسباب أخرى ..

بقيت أطالع كتابا إلى أن سمعت سامي في الأسفل يقول بصوت عال

" سأرحل الآن . سأتصل لأطمئن عليك .أحبك . إلى اللقاء " ثم سمعت صوت الباب و هو يغلق .

كلماته الأخيرة​ جعلتني أنسى و لو قليلا ما قام به منذ لحظات .
" أحبكِ " همست و أنا أستعيد صوته في ذهني.

إبتسمت لا إراديا و إستلقيت على فراشي أفكر في علاقتنا .

الأحمق ليس رومنسيا و لا يعرف التصرف بلباقة مع الفتيات . لكنني متأكده من أنه يحبني .

علاقتي به أصبحت فاترة مؤخرا بسبب زين !

لا لا ليس بسبب زين بل بسببي أنا و تفكيري الأحمق في زين .لا يجب أن أقارن بينه و بين سامي بعد الآن . يجب أن أخصص وقت فراغي فقط للشخص الذي سيكون زوجي . صحيح أن زين أصبح لطيفا مؤخرا لكن خطيبي قبل الجميع .
إن بقيت أتصرف بذلك البرود معه لن أستطيع أن أحبه . سأفكر في شيء ما يصلح العلاقة بيننا .

ملاك الرحمة | Angel Of Mercy ( Under Editing( Where stories live. Discover now