PARANOID • 06 •

Start from the beginning
                                        

إستَنظرَتهُ بأعيُنٍ حاجِظة برعبٍ من اكفهرارٍ تعابيرِه المُميتَة وليسَت تقوى على الفِرار

مريضٌ هو!

قَد غرق وجهُ جولِي بصحنِها في صمتٍ مُهيبٍ لتنطلقَ الكُبرى مظهرَة معالمَ عدمِ الرضَى فصاحَت بإبنِها وهي لاتقوَى على جهدٍ الحديث

- بُني هذا يَكفي!

لَم يلتفَ لصاحِبة الصوتِ بل ظلَت صقراويتيهِ المتوسِعة مُعلقَة بشرودٍ على من يختنِقُها بلا رحمَة.

سارحًا في خيالهِ حيثُ هناكَ يزهقُ روحهَا القذِرة بأكثرِ الطُرق المُرضيَة له

ثوانٍ مرَت حتى خفَت قبضتهُ المُعرقَة من على رقبتِها إمتثالًا لأمرِ والِدته ثم يُفلتهَا كليًا.

وهي انحنَت للأمامِ تَسعلُ بشدَة بينما تتَلمسُ المكانَ السابقَ الذي طُبعت عليهِ علاماتُ اصابِعه

إستنشقَت اكبرَ قدرٍ من الهواءِ واناملُها ترتجفُ بِوضوح..

عمَل هو على ضبطِ اسلوبهِ وتعابيرهِ قبلَ أن يلتفَ بإتجاهِ والدتهِ فيُنبس في نبرَة خفيضَة

- اخبِريهَا ان تَصون لِسانها في وُجودي ايرين!

شددَ على حروفهِ ووالدتهُ اظهرت معالم التأسُف

لَم تحبِذ المقصودَة منظرَها امامَ اختهِ و تمنَت ان تختَفي عن انظَار الجَميع بهذهِ اللحظَة


حررَ ما بجوفهِ من زفيرٍ مُتمالكٍ ثم مرَ بِجانبِ والدتهِ فيُميلَ برأسهِ لمُستوىَ خاصتِها.

ليَحُط بشفتيهِ على رأسِها ملثمًا اياهُ في قُبلة وكأنهُ يكفرُ عن انفعالِه بهذا الشكلِ امامَها

اعتدلَ في انتِصابهِ فدحرجَ بعينيهِ تُجاه الصُغرى مخاطبًا اياهَا فجفلَت هي

- حبذَ ان تَمتثِلي لأمريَ انتِ الأُخرى..لَستُ ابتغي بأن ابدو بمَظهرِ الشِرير بينكُم!

هزَت جولِي رأسهَا بالإيماءِ مراتِ عديدَة حتى إختفى هو من امامِها

عمَ الصمتُ للحظاتٍ معدودَة حتى وقَفت تركضُ عندَ قدَميّ والِدتهَا بينمَا تتوسلُ بإنتِحاب مُصطنَع

- ارجوكِ اُمي ارجوكِ..اول واخرُ طلَب.. انتِ الوَحيدة التي يَستمع إليها اخي..انا بالكاد انسجِم مَع مَن حَولي هنا وكذلِك لُغتي الإنجلِيزية ليسَت جَيدة وانا..

PARANOID. Where stories live. Discover now