Endive, Soul Place

00:01P.r

بِــسْمِ ﷲ الرَّحْمَـٰـنِ الرَّحِيمِ

لَا تَظُنِّي يَوْمًا أَنَّ القَدَرَ سَيَمْثُلُ رَفِيقَكِ...
لِكُلِّ أَمْرٍ بِدَايَة أَكِيد، وَنِهَايَة حَتْمِيَّة... أَجَلْ؛ لِذَا سَيَغْدُو تَسْلِيمِي قَلْبَكِ أَجْمَلَ نِهَايَة قَدْ يَحْصُلُ عَلَيْهَا الجُمْهُور!!

_ نَا جَايمِين.

•

انْتَهَت بِهَا الرِّحْال عِنْد مَحَطّْة هَذِهِ المَدِينَة الصَّغِيرَة، تُوَدِّعُ فِيهَا مَمْلَكتهَا، حَيْثٌ عَاشَت وتَرَعْرَعَت طِوَالَ طُفُولَتِهَا... حَقَائِبَها كَانَت تُجَر، وَنَظَرَات مُتَفَحِصَة هِي التِي وَزَّعَتْهَا حَوْلَ الطُّرُقَات، مُتَوَجِّهَة عَبْرَ السَّبِيل الرَّئِيسِي إِلَى حَيْثُ سَتَقْطُنُ هَذِه السَّنَوَات، رِفْقَةَ جَدَّيْهَا.

وَقَفَتْ فِي نِهَايَةِ المَطَاف، عِنْدَ بَيْتٍ صَغِيرٍ مِنْ طَابَقٍ أرْضِيٍّ وعِلِّيَة، بَيْتٌ مُلَونٌ بالأصْفَرِ الفَاتِح، مُزَينٌ فِناءُه بالأزَهَار الصّغِيرَة، زَاهِيَةِ الأَلْوان... عَبَرَت الأَمتَار حَيْثُ وَقَفَت أَمَام البَابِ، رفعت يَدَها نحو الجَرْسِ وضَغَطتْ زِرَّه فَإذَا بِصَوْتِ جَدَّتِها الدافِئ يَهْتِفُ فَرَحًا.

" مَرْحَبًا جَدّتِي " حَيَّتْهَا تَبْسُمُ مُتَوَتِّرَةً فِي مُحَاولَةٍ لتَخَطّي جُزءِ العِناقِ؛ كَارِهَةُ لَهُ هِي، لَكِن مَا لبِثَتِ الجدّةُ إِلّا وَغَمَرَتْهَا فِي حِضْنِها، شَوْقًا لَحَفِيدَتِهَا الكَبِيرَةِ هِي تَحْمِل.

جَرَّت حَقَائِبَهَا لِلداخِل إِذ بِروائحٍ ذَكِيّةٍ تلِجُ أَنْفَهَا، رَائِحَةٌ لِلفطَائِر المَالِحَة وأخرَى شَايُ بِالنَّعْنَاع، بَحَثَتْ بِعَيْنَيْهَا عَنْ جَدِّهَا، مُتَسائِلَةً عَنْ مَكَانِه.

" ذَهَبَ لِعِلَاجِ مَرِيضٍ مَا، سَيَعُود قَرِيبًا " جَدَّتُهَا قَدْ تَحَدثت وَكأنّها تقرأ أَفْكارَهَا سَلفًا.

" أَلن يَتَقَاعَدَ بَعْد؟ " تَسَاءَلتْ مَذْهُولَة ورَكَنَتْ أمْتِعَتها فِي الزاوِيَة، تَلْحَقُ بِجَدَّتِها إِلَى المَطْبخِ، فِي تَرَقُبٍ لشَيْءٍ يُؤكل بَعد رِحلَتِها الطَّوِيلَة.