الفصل العاشر

289 30 7
                                    


بعد أن اتصل مؤيد بأخيه ليطمئن عليه، وعندما علم بأن لديه شقة يمكث فيها ارتاح قلبه، ولكن انتابه القلق مجددًا حينما أمره والده بأن يذهب ويحضره معه للضرورة القصوى.
سأله عدي عن سبب ذلك ولكنه أخبره بأنه لا يعلم شيء، وما إن وصلا الشركة ودلفا إلى المكتب وجد فريد ويوسف الذي ينفخ بملل وخاصة عندما رأى عدي .

جلس بحذر بعد أن ألقى عليهم التحية، ليهتف فريد بصرامة :- طبعا سيادتك بتسأل ليه جبناك على ملا وشك كدة، أنت لازم تصلح اللي عملته حالا .

نظر له عدي بعدم فهم ليكمل والده بعصبية شديدة:- هنطلع دلوقتي على القصر وهتكتب كتابك من تاني على عهد، سامع ؟

اعترض برفض :- بس يا بابا ...

قاطعه فريد بحدة :- جاتك بو اللي بقوله هو اللي هيمشي، طالما أنت طايش وبتتصرف بعبط مفيش مشكلة لما نوجهك ونعلمك الصح من الغلط.

ضغط على كفه وهو يسمع سخرية والده منه، ولكنه يجب أن يصلح الوضع سيتزوجها، ليهرب من تأنيب ضميره ومن نظرات الآخرين له .

توجه معهم إلى القصر حيث تركه قرابة الأسبوع، ومن ثم دلف الصالة ليجد المأذون بالانتظار فوالده رتب كل شيء .
توجه ليجلس برفقة يوسف والذي عبس وجهه، يود الهرب فلا يتحمل رؤية عدي ولا حتى هي، ولكنه مجبر فهو وكيل العروس الوحيد، وللأسف سيضع يده بيد عدي لذا سيتنازل عن الكثير اليوم ويتحمل، حتى يتم كل شيء وبعدها يغادر .

نزلت عهد بصعوبة مع ندى، فلا تقل حالتها عن الجميع لا تود رؤيته من الأساس ولكنها مجبرة، بعد أن اقنعتها بسمة من أجل مصلحة الصغار .

رفع عدي بصره نحوها لتصيبه الصدمة، وهو يرى احتشامها والحجاب الذي ترتديه، لم تكن كذلك عندما تركها آخر مرة.
أما هي ما إن وقعت عيناها عليه، نظرت له بطريقة جعلته يرتبك بداخله، نظرات تحمل سهام الغضب والكره والوجع والقهر الذي جعلها تعيشه منذ تلك اللحظة المشؤومة .

تمت المراسم بحضور أقارب العائلة، وبعد أن تم كل شيء حاولوا التصرف بشكل طبيعي، وبعد أن بدأ المدعوون في الانصراف وغادروا جميعهم، ظل عدي ينظر لأطفاله بشيء من الذهول والدهشة، لقد أصبح أبا لثلاثة أطفال في عشية وضحاها، ووجد نفسه مسؤولا عن عائلة ظهرت له فجأة دون توقع .

نظرت له ندى قائلة بتشجيع :- تعال يا عدي شوف ولادك القمامير ما شاء الله عليهم .

تقدم منها وحمل أحد الصغار وهو يشعر بمشاعر جمة، مال ليقبل الصغير بحنو وضمه لصدره، وهو لا يود تركه بعد أن تذوق حلاوة هذا الشعور .

فعل المثل مع بقية أطفاله، ليتقدم منه مؤيد وهو يهتف بمرح :- تلاتة يا مفتري !

ضحك عدي ليقول بمرح :- قر يا أخويا الله أكبر.

ردد مؤيد بحب :- يا عم ما شاء الله ربنا يحفظهم بس أنا زعلان إزاي تسمي يوسف ومؤيد وجات عند مؤيد الغلبان ونسيته.

المتاهة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن