الفصل الثاني والعشرون

958 82 4
                                    


عودة لوقت سابق
دلف فريد إلى إحدى المخازن القديمة، وهو يرى رجاله يقومون بربط ذلك الحقير ويقفون لحراسته حتى لا يهرب .

تقدم منه وعلى حين غرة ضربه بلكمة قوية نزف على إثرها اكرم، ضربة تجمع بها كل غضبه وحقده عليه، هذا الخسيس الذي حول حياة بريئة إلى كابوس أسود مزعج، ظل يطاردها لسنوات دون أن يرأف لحالها، لن يتركه إلا بعد أن يأخذ ثأره ويطفيء لهيب حقده، لن يرحمه مثلما فعل معها ولن يرأف بمقدار ذرة، ولكن عليه معرفة شيء ما بمفرده ليقول لرجاله بأمر:- اطلعوا برة ولما أعوزكوا هنده ليكم.

أومأ الرجال له بطاعة ليتبقى هما الاثنين فقط بالداخل، ليقترب فريد منه وعلى حين غرة جذبه من ذراعه بعد أن فك قيده وقام بلويه حتى كاد أن يتهشهم ليصرخ أكرم بألم ليقول فريد بغضب عاصف :- أيوة صرخ أنا مستمتع جدا بصريخك على فكرة، واللي أنت شايفه دلوقتي مش هياجي شكة في اللي هعمله فيك .

قال ذلك ثم هجم عليه يكيل له اللكمات، ويفرغ فيه كل ما يحمل من ضغينة نحوه وكل ما يشعر به من شفقة نحوها .
وبعد وقت ليس بقليل تحولت معالم أكرم إلى أخرى تمامًا، ليهتف فريد بكمد وحرقة :- عملت فيها كدة ليه يا حقير يا ندل ؟ ها عملت كدة ليه ؟

قالها وهو يحاوط رقبة أكرم وكان على وشك أن يخنقه إلا أن الأخير شعر بأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولكي ينقذ نفسه هتف بصعوبة :- مقربتلهاش، مقربتلهاش صدقني .

وبالفعل نجح إذ ارتخت أيدي فريد التي كانت على وشك أن تنهي حياته، ليبتعد عنه وهو يسعل بقوة يحاول أن يلتقط أنفاسه بصعوبة، بينما نظر له فريد بعدم تصديق ليردد:- أنت بتقول إيه ؟

سعل عدة مرات ليستند بظهره على الحائط وهو يقول بتعب شديد:- أنا.... أنا مقربتلهاش صدقني، دي كانت مجرد لعبة علشان اكسرها وتجيني بعدين منغير ما تقولي لا .

ردد بجنون :- إزاي ؟ إزاي ؟ انطق أتكلم وإلا هدفنك مطرحك. بقلم زكية محمد

نظر له أكرم بخوف ليقول بسرعة :- هقولك كل حاجة بس استنى عليا عاوز مية، مية أشرب.

ألقى له زجاجة المياه وهو يقول :- خد اطفح وخلصني.

أخذ يشرب بشراهة وكأنه في صحراء ووجد نقطة مياه، ليردد بعدها بوهن :- دي كانت لعبة اتفقنا أنا وبنت خالتي عليها، هحيلك من الأول.

صمت قليلًا ثم راح يقص عليه كل ما حدث، وكيف لمخطط لعين هكذا يقضي على حياة فتاة بريئة ويجعلها تعيش في ظلمات الخوف والذعر طوال هذه المدة .
وما إن انتهى هتف فريد باحتدام:- بقى تخلوها في الحالة دي السنين دي كلها يا واطي أنت وهي، ترعبوها بالشكل دة وانتوا بتتفرجوا عليها، بس ملحوقة وعد مني لأعيشك كل لحظة خوف عاشتها بسببك.

قال ذلك ثم خرج وهو لا يرى أمامه ليقول لرجاله :- تصبحوه بعلقة وتمسوه بعلقة، ولما يتعب تجبوله الدكتور وتكملوا عاوزه يتعذب كل يوم كل لحظة .

المتاهة Where stories live. Discover now