الفصل السادس

845 75 2
                                    


لو أضرموا فيها النيران لكان أفضل من ما سمعته، توسعت حدقتا عينيها بذعر من اعترافه ذاك الذي زلزل كيانها، بينما ظل هو يراقبها دون أن يرمش له جفن من قوله، كيف لشخص أن يفعل ذلك ؟ ولكن ما إن مرر  لها اسمه وعلمت من يكون كان بمثابة الصاعقة التي اعادتها لأرض الواقع، لتنتبه هنا إلى نقطة هامة ألا وهي أنه نفس الشخص الذي أتى لمنزلهم آنذاك، وما علمته حينها عن والدها والأمر الذي صدمها بعنف .

هتف فريد بغضب :- أكيد عرفتي أنا مين مش كدة !
وأكيد والدك معرفك بكل حاجة.

رددت بثقل :- أنا... أنا مش ..

قاطعها ليقول بغلظة :- بلا أنتِ بلا نيلة أنا خلاص حققت هدفي خلاص، يلا تشاو واتمنالك إقامة سعيدة في السجن .

قال ذلك ثم نهض موليًا لها ظهره وكاد أن يفتح الباب إلا أنها فاجئته، حينما تشبثت بذراعه كما يفعل الغريق حينما يتمسك بحبل النجاة، وهي تقول بخوف من أن يتركها هنا تعاني الويلات في هذا السجن مع بقية المجرمين، عند هذه الفكرة لم تستطع التحمل :- أرجوك ما تسبنيش هنا أنا... أنا مليش دعوة معملتش حاجة .

ردد ببرود :- لا عملتي أنتِ بنته ودة كفاية .

أردفت ببكاء :- لا مش هسمحلك تدمرنا اكتر ما دمرتنا أنت بني آدم حقير، شليت بابا وأهو رميتني في السجن ربنا ينتقم منك يا شيخ .

لوى ذراعها بقوة لتصرخ من الألم وهو يقول بوجع دفين :- وأبوكي لما كان السبب في موت أبويا مكانش حرام ليه ليه ؟ وايوة أنا ظالم زي ما تفتكري تفتكري رأيك ما يهمنيش .

دفشها بعيدا عنه لتسرع هي قائلة بخوف :- أنت انتقمت كفاية مننا سيبنا في حالنا حرام عليك، رجع فلوس بابا أظن إن فلوسه مش هتيجي نقطة في بحر اللي عندك .

ردد بتهكم:- ومين إن قالك إن الفلوس دي مش بتاعتي، دي فلوس أبويا اللي أبوكي نهبها.

صرخت بدفاع عن أبيها:- ما تقوليش كدة على بابا، أنت فاهم ؟

أردف بسخرية لاذعة :- أومال أقول إيه يا نغة ؟ من الآخر كدة أنا مش هتراجع إلا لما أنفذ اللي بالي .

رددت برجاء من أجل أبيها ليس إلا:- لو سمحت أنت أخدت كل حاجة، سيبني اطلع من هنا علشان بابا .

أومأ بتهكم وقال ببرود :- مش بالسهولة دي أنا لسة ما خلصتش.

رددت بغضب :- وهتستفاد إيه بعد ما دمرتنا ؟ الفلوس اللي أنت أخدتها هترجع باباك تاني ؟ مرض بابا وكوني مرمية هنا في السجن هيرجعه يعني ؟  رد عليا .

جز على أسنانه بغضب وردد بانفعال وهو يضرب على قفصه الصدري موضع قلبه :- دة هيرتاح، هرتاح ولو فعلا علمت كدة يبقى أنت بني آدم معندكش ضمير .

رد بوقاحة :- خلينا الضمير لأبوكي.

استشاطت غضبا منه لتخبره بتهديد :- وأنا مش هسمحلك تأذيني ولا تأذي بابا، لو ما طلعتنيش حالا هبوظلك سيستم الشركة باللي فيه .

المتاهة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن