الفصل السابع

192 27 3
                                    


نظرت عهد له بذهول وشعور بالفرحة الداخلية يغمرها، أنها سترتبط بمن عشقه قلبها لتخرج كلماتها الضائعة كحالها :- ها أنت قولت إيه ؟

ضحك بخفوت عليها ليكرر بمكر :- بقولك تتجوزيني، إحنا هنتجوز وهنقعد  في شقتي لحد ما مامتك تيجي واكون أنا مهدت الموضوع لعيلتي، لإن لو قولتلهم عاوز اتجوزك هيقولولي نروح نتقدم لأهلك وأنا مش عاوز اسبب أي إحراج ليكي يا روحي .

هتفت بخوف وقد اختفت ابتسامتها :- يعني أنت عاوزنا نتجوز في السر ؟

ردد بمكر :- لا يا قلبي إحنا هنتجوز رسمي عند مأزون شرعي، وأظن أنتِ دلوقتي مش محتاجة واصي، معقول أتخلى عن حبيبتي واسيبها في الشارع .

ووسط حديثه المقنع وافقت، ووقعت الفريسة بيد الصياد دون أي جهد يذكر .
وبالفعل ذهبا لمأذون شرعي وكتبوا الكتاب وسط حضور قلة من الناس بالشارع المتواجد به المكتب، ليتوجها بعد ذلك إلى الشقة الخاصة بعدي، دلفت برفقته وغلق الباب انتفضت في مكانها، تحدث عدي بأريحية وهو يجلس على الأريكة :- إيه هتقعدي واقفة كدة كتير ادخلي حطي هدومك جوة .

هزت رأسها بموافقة وتوتر لتتوجه لإحدى الغرف وتختفي عن أنظاره، بينما ردد هو بعبث وحقد دفين :- مكنتش أتخيل إن الظروف هتخدمني كدة، بس أنا هكشفها وهوريها بنت جومانة .

قال ذلك ثم اتصل بأخيه يخبره بأنه سيمكث الليلة عند أحد أصدقائه، فهو لم يخبر أي أحد بهذه الشقة والتي اشتراها ليكمل مسلسل انتقامه، دلف للغرفة خلفها وجدها قد انتهت من وضع أشيائها، ليقترب منها بينما تراجعت للخلف بوجل حتى التصقت بالجدار، بينما همس هو إلى جوار أذنها:- متخافيش .

نظرت له بخجل قائلة :- عدي أبعد عيب .

أخذ يضحك بصوته كله عليها ليقول :- عيب ! هو أنتِ ناسية إننا اتجوزنا معقول هتخافي من عدي حبيبك .

هزت رأسها بنفي ليقترب منها حد الهلاك، ويقطف أولى ثمارها في طريق الحب، ليبتعد عنها بعد فترة ليجدها تخفي وجهها بصدره وهي تهمس بحياء :- قليل الأدب.

ردد بضحك:- وبعدين معاكي يا عهد .

تابعت بهروب من هذا الحصار الذي يفرضه عليها :- أنا جعانة .

ابتعد عنها ليقول :- بس كدة تعالي معايا وأنا هعشيكي أحلى عشوة .

توجهت  معه بحماس للمطبخ وبعد فترة أعد لها وجبة عشاء وتنولوه في جو سعيد ومرح، وبعد ذلك كانت الخطوة التالية للذئب هو أن يجعلها زوجته قولًا وفعلًا، وبالفعل نجح في ذلك فهذه البلهاء تحبه بجنون ولم تر نواياه الحقيقية بعد .
هكذا استمر يعاملها بلين وحب زائف حتى انقضت ثلاثة أشهر، ليقرر إلقاء القنبلة ويرى لذة الانتقام، ويحصد ما زرعه طوال هذه الأشهر المنصرفة .

*********************************

أشرق وجهها الصبوح ما إن علمت بوجوده بالاسفل، وضعت يدها على قلبها تهدئ من خفقانه، فهذه حالتها ما إن تعلم إنه بالقرب منها، ليته يعلم بمدى ما تكنه له من حب نقي، تنهدت بحيرة فهي لا تعلم إلى أي طريق ستنتهي هذه القصة، تخشى أن يُسحق فؤادها الصغير في نهاية المطاف هذا ما تحسب له ألف حساب، هي دومًا ما تأخذ الأمور على محمل المزاح ولكن بداخلها تتعذب يضنيها الشوق ويكويها، لم تشعر بهذه العبرات الساخنة التي هطلت على وجنتيها، لتنهض قائلة بطريقتها المعتادة وكأنها لم تكن في حالة مزاجية سيئة :- يوه إيه جو الغم دة ! أما أروح أكل بقى .

المتاهة Where stories live. Discover now