الفصل الثالث والخمسون "صيد الأصهب"

ابدأ من البداية
                                    

أخرجتها كلماته من تشتتها لتنزلق نظراتها نحوه في صمت.. في الواقع، لقد ضاعت في شعورها بالذنب القاتل تجاه أخيها، شقيقها الذي لم ير شيئًا منذ أن رآها مرة أخرى بعد كل تلك السنوات سوى المصائب.. بدءًا ببعده عن أهله، نعم أهله، الذين نشأ معهم لِما يتجاوز الحادية والعشرين عامًا، ابتعد عنهم من أجلها، سافر إلى أبعد دول العالم تاركاً خلفه رجل مسن قد رباه، وعشيقة نشأت معه، ثم ورطته في مشاكلها مع زافير عندما ظنت أنها تحافظ على كبريائها كأنثى، لتجد نفسها تسحبه إلى قاع الجحيم مع رجل مجنون كزافير هددها مرارًا وتكرارًا بقتله.. والآن هو على وشك الانفصال عن المرأة الوحيدة التي سكنت قلبه بسبب كذبها بشأن علاقتها به.. حتى لو كانت ڤيرا تخفي شيئًا ما في جعبتها، فإن أفروديت لا تزال تشعر بالذنب تجاه شقيقها.

رمشت بعينيها في هدوء قبل أن تبتسم بخفة، ابتسامة زائفة لم تصل إلى عينيها وهي تجيبه بهدوء: أعني؛ حتى ولو لم أكن شقيقتك، ومن دون قصد الإساءة يا زيوس.. ولكنك لست النوع المفضل لدي من الرجال.. لذلك حقًا لا يجب أن تقلق حبيبتك مني.

زادت العقدة بين حاجبي زيوس وهو يعتدل في جلسته مبتعدًا عن ساقها، جالسًا بجانبها وهو يحمل على وجهه أغبى تعابير معلقًا بهدوء يسبق العاصفة: ماذا قلتي للتو؟

"لا تفهم ما قلته بشكل خاطئ.." بدأت أفروديت حديثها في دبلوماسية وهي ترفع كلتا يديها بجوار رأسها في استسلام قبل أن تتابع بهدوء، لكنه كان يتضمن بداخله الكثير من السخرية: أنا حقًا أحب الرجال ذوي الشعر الأسود والأجساد الضخمة، ولكن ما يفسد فرصتك هي تلك العيون الرمادي التي تشبه عيوني..

"لذلك" توقفت للحظة، وهي تحك ذقنها في تفكير مصطنع، قبل أن تتابع مفرقعة إبهامها وأصابعها الوسطى في الهواء كما لو أنها توصلت للتو إلى شيء مهم: ستكون بمثابة والدي أكثر من حبيبي.

ثم نظرت إليه وهي تميل رأسها قليلاً إلى اليسار وتسألت في براءة زائفة: هل تفهم ما أقصده؟

وها هي أفروديت تهرب مرة أخرى من مشاكلها بسلاحها السري: 

"السخرية من كل شيء وأي شيء!"

لكن ما لم تأخذه بعين الاعتبار هو الوسادة التي ضربها شقيقها بعنف على وجهها، والذي بدا واضحا كالشمس أن كلماتها الساخرة لم ترضيه.. تأوهت عاليا بتصنع للألم، ممسكة بالوسادة وهي ترفع يدها الأخرى تلوح في وجه أخيها بإصبعها السبابة في تحذير ساخر: ما هذه الهمجية زيوس؟ عليك حقًا أن تعمل على قبول الرفض!

"الرفض؟" صر على أسنانه وهو يكرر كلمتها، وفي ثانية مد يده بقوة ينتزع الوسادة من بين أصابعها قبل أن يتكئ على الأريكة على ركبتيه، مهيمنًا عليها بضخامته وتأهبه المخيف، لتنكمش أفروديت على نفسها بأعين متسعة في حالة من الذعر وهمية، ولوحت له مرة أخرى بإصبعها السبابة الذي أخذ يرتعش في الهواء قائلة بخوف مصطنع: ماذا ستفعل؟؟ هل ستضرب أختك الصغيرة؟ عارًا عليك!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خدعة الحقيقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن