‏أنا دونك لو صار عمري ثلاث أرقام
‏شجاع ولا شاف عيونك يرخص رقبته !
-
وقفت للحظات بدون ما تنبس بحرف واحد ، كانت آبياته كافيه بإنه يتركها حائرة غافلة تمامًا عن مصيرهم ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : ما بتردين يا غليص ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق بسخرية : تحسب بنسى كل شيء وأنسى تخاذلي ورخامتي بآبيات زارفها من منتديات تعب قلبي ؟
شجاع : يعقب اللي يقول إنك رخمة ودام صاحب الشأن راضي ومسامح وش عليك ؟
تنحنحت تعدّل جلستها ، شّدت على كفوفه تنطق بصوت مهزوز : ما دام الفرصة أتيحت لي فأنا أسفه يا الشايب أسفه على كل شيء تسببت لك فيه من أذى ولو تبي تسمع الحقيقة فأنت والله تستحق أفضل مني..
شّد على كفوفها يوسع عيونه ، يطلبها توقف من قاطعها ينطق بهدوء نبرته : ما أبغى أسمع هالكلام الفاضي اللي تخبينه تحت أسم حقيقة ، الحقيقة يا غليص أنا وأنتي وباقي الجماعة نعرفها ونعرفها زين بعد
هزّت رأسها بالنفي وزفر ينطق بحدة : أنا مخطط لكل شيء ومقفل على الموضوع أسكتي لا تخربين علي !
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : أي موضوع ؟
زفر شجاع ينطق بنبرة أهدى عن اللي قبلها : بقول للربع إن عندي مواعيد ومراجعات خارج المملكة وبأخذك معي بعد ما أعقد عليك ومنها يصير شهر العسل هناك ها وش قولك ؟
توسعت عيونها بصدمة تخرج ضحكة من بين أسنانها ، أبتسم بوسع ثغره ينطق :

يا نجد مدّي الحسن وتمادي
‏وإشرحي لـ ليل مفهوم الوسامه

‏وإفتحي شبّاك تفكيري ونادي
‏كل نجم أخايله تارك علامه

‏إضحكي للغيم دام الجو هادي
‏مثلك أنتي له غلاه وله مقامه

‏رافقتك الشمس ياعذيّة فؤادي
‏لو تدور الارض عدّتك الملامه

‏القصايد مالها موقف حيادي
‏في عيونك يعلن الشعر انهزامه !
-
أبتسمت بوسع ثغرها من آبياته اللي طالما كانت بموضعها ومكانها الصحيح ، أختياره للحروف وتنقيته للكلمات عجيب يذهلها ويتركها عاجزة تمامًا عن الرد ، تقدمت لأجل تضّمه لكنها لمحت أحمد وفزّت تبعده عنها ، توسعت عيونه بصدمة وسرعان ما ضحك من نطقت : عمو حميد جاي وصح لسانك يا الشايب
حكّ طرف شاربه ينطق بهدوء نبرته : صح بدنك يا ملهمة آبيات القصيد بداخلي ونتعبرها موافقه ؟
شابكت كفوفها ببعضها تنطق بربكة : أي ؟
أبتسم شجاع ينطق بهمس : الحضن
زفرت تنطق بخجل قبل تقفل الباب : الموافقه تسمعها وأنت في المجلس تتقهوى مع أبوي !
قفلت الباب وضحك شجاع يلتفت على أحمد اللي نطق بذهول : الله أعلم وش اللي مخلي الضحكات من الإذن للثانية ؟
شجاع : أسكت تراك خربت علي أفضل لحظه
ألتفت أحمد يشوف نجد داخل الموتر وسرعان ما شهق يضرب صدر شجاع وينطق بحدة : وش تسوي عند محارمنا يا ولد !
ضحك شجاع بألم وينطق : الله يعجل باليوم اللي أقول فيه حَرمي أنا !
ضحك أحمد ينطق : بيجي بيجي لحد يصجنا
تقدم شجاع يركب بجانب نجم بينما تقدم أحمد بدور يركب بجانب نجد فالخلف بحكم إن شجاع ماهو محرم لها ، ألتفت عليها يشوفها نايمه بجانبه تتمسك ببطنها لشدة الألم اللي تشعر فيه أبتسم يصدّ عنها ويحاكي شجاع اللي قدامه ..
« أمام باب القصر »
خرجت مزنه تلتفت ليمين وشمال وسرعان ما أبتسمت من شافت نجم تتقدم له وتنطق : آمرك حضرة النسيب ؟
أبتسم يتقدم لها ويقبّل جبينها للمره الثانيه بهالليلة ينطق بهدوء نبرته : ما يأمر عليك ظالم وين الدكتورة ؟
أبتسمت تنطق بسخرية : للأسف تطلب المستحيل يا عقيد الحين بنتنا مبسوطه مع صاحباتها وأصلاً ما نسمح إلا بمره وحده
عقّد حجاجه ينطق : الموضوع بيدي وبنتكم زوجتي وحليلتي خليها تطلع لي بكلمها قبل أمشي يمكن ناقص عليها شيء ولا حاجه
هزّت مزنه رأسها بالنفي تنطق : عشنا وشفنا صرت الأمر الناهي بس أبشر بكلمها لك ولا تجلس بخاطرك
أبتسم بخفه ينطق : ما تقصرين يا أمي
دخلت مزنه لأجل تنادي وهج اللي بدورها كانت تودع الضيوف وتشكرهم على تلبية الدعوة ، وقفت خلفها تخبط كتفها بهدوء وتنطق : يبغاك برا
ألتفتت وهج على صوت جدتها تنطق بتساؤل : مين ؟
أبتسمت مزنه تنطق بسخرية : سيد القلب وأحلى الحلوين
ضحكت بصدمة تنطق : مزوني بشويش لا يسمعونك الناس ، وينه ؟
مزنه : عند الباب
تقدمت تتخطى جدتها تتوجه للباب ، قربت منه تنطق : نجم ؟
ألتفت على الباب ينطق : لبيه
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : لبيت في منى وش بغيت ؟
زفر نجم يتقدم للباب وينطق : به أحد ولا أجيك ؟
ألتفتت تتأكد من خلوة المكان وتنطق : لا تعال
دخل يوقف قدامها وينطق بإهتمام : تعشيتي ؟
أبتسمت وهج تنطق بسخرية : تبغى الصدق ولا ولد عمه
حاوط ظهرها بذراعه يسحبها له وينطق : أبغاك أنتي
توسعت عيونها تصدّ عن ملاقى عيونه ، زفرت بخجل وأبتسم من بان له طيف إحمرارها ، ينحني يقبّل أرنبية خشمها وينطق بهمس : أنا بسري تبين شيء توصين على شيء ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : أوصيك على نفسك أنتبه لها زين
رفع حاجبة بدهشة ينطق : المفروض اللي يوصي أنا ، روحي أكلي ولا تشغلين بالك معي
أبتسمت تأشر بإصبعها على خشمها تنطق : على خشمي شرايك ؟
ضحك من عذوبتها وكيف تهلكه بتصرفاتها ، قربّ منها يقبّل ثغرها وينطق من أبتعد : عليه الطيّب ودعتك الله يا عذب الطباع
خرج من عندها وأبتسمت تقفل الباب وراه ، تقدمت للصالة تجلس وهي تشوف باقي الضيوف يخرجون وكل ما تمر عليها وحده تلاقيها سرحانه بعالم غير عالمهم ..
« بيت هزاع آل جراح »
وصلوا جميع وتقفلت الأبواب وانطفت أنوار الحلّة ، تقدم يمشي بعصاته للمجلس ، صدره شرح وهموم كانت بحمل الجبال تبخرت وأنجلت ، دخل للمجلس يتأمل عياله على كبر سنهم نايمين على الأرض ، يوجعه حالهم لكن ما بيدينه حيله سلم كل أمور حلّته لنجم ويدري إنه قدها وإنها بيدين أمينه ، مدّ ذراعه يستند على المركى وينزل بهدوء لحّد ما استوى على فراشه ، سحب بطانيته يغطي نفسه ويلتفت لعياله بأخر لحظه قبل ينام ، يلاحظ فقدان شخص منهم ايه رماح ماهو بفيه ، زفر يرفع جواله لأجل يتصل عليه يشوف وينه هو أدرك الحين إن رماح ما كان متواجد طوال الليلة بس حضر كتب الكتاب وبعدها أختفى ، زفر بغضّب من ما لقى نظارته الطبية وبدأ يدورها حوله ، خلف وسادته وأعلى المركى لكن دون جدوى ، وبحكم إنه يشوف البعيد قدر يشوفها عند رأس أحمد النايم وسرعان ما تذكر بأيام العزاء والإتصالات اللي كانت تجيه من معارفه اللي يعزونه كان يلبسها ويسلمها لأحمد لأجل ينتبه لها لا تضيع ، تنحنح ينطق بهمس : بسم الله
وقف يستند على الجدار ويمشي بحذر بينهم ، مدّ ذراعه يأخذها وسرعان ما ألتفت راجع لفراشه ، جلس ولبس نظارته وبدأ يقلب بالأرقام يدور على رقم رماح لكم قاطعه إتصال وارد وزفر يفتحه وينطق : الو ؟
أبتسم كايد ينطق : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سهيل : عليكم السلام والرحمة من معي ؟
كايد : افا يا عمي أنا كايد آل حمد
زفر سهيل ينطق : ايه هلا هلا ، وش بغيت يا كايد آل حمد ؟
ضحك كايد ينطق بسخرية : عاد حنا أنساب..
قاطعه سهيل من نطق بحدة : كنا أعجل علي يا صبي وش عندك ؟!
تنحنح كايد يعدّل وقفته وينطق بجدية أكبر : ما دام تخطينا موضوع القرب والأنساب فأنا أعرف من اللي أحرق مزرعتك
توسعت عيونه بصدمة ينطق : لا تمزح معي بموضوع مثل كذا يا لواء !
زفر كايد ينطق : أمون عليك عشان أمزح معك أقولك أعرفه وأعرفه محله وأسمه وأنت ما أنت بعيد مني تعرفه حق المعرفة
أخذ به تفكيره لكل معارفه ، بدأ يتعرق الوقت ماهو بوقت طعنات من الظهر والطعنه اللي جاته في حلاله ومزرعته ماهي بهيّنه ، زفر ينطق بتعب وقلة حيله : من ؟
كايد : مترك بن مقرن آل ساير
ارتخت ملامحه يلعبّ بسبحته بدون ما يبدي أي ردة فعل مما أثار الفضول بكايد اللي نطق : معي ؟
زفر سهيل يرفع عينه على نور موتر رماح على الجدار ينطق : يصير خير
وقف يقفل المكالمة بوجه كايد ويمسك معكازه يتوجه للخارج ، مترك قام بالفعل بتبرئة نفسه من علم سهيل عن سبب إختفاءه وعدم حضوره للعزاء وإنه كان فالخارج يراجع مع زوجته ، قفل رماح الموتر ينزل منه وينطق : صبحك الله بالخير يا والدي وش عاد مسهرك ؟
زفر سهيل ينطق بحدة : وين أنت فيه من ليل هاه جاي للبيت الفجر !
أبتسم رماح يقبّل جبين أبوه وينطق : يا أبو رماح ماني ولد العشرين عشان تقلق علي طرى لي شغله ورحت أخلصها آمرني ؟
سهيل : وش الشغله ان شاءالله ؟
تقدم رماح يتمسك بذراع أبوه وينطق : إن كان ما حولك نوم شرايك نطلع للدكة ونسوي لنا براد شاهي ومنها ننتظر صلاة الفجر وأبشر بالعلم اللي يسر خاطرك ويونسه
سهيل : توكلنا على الله
جلسوا بالدكة ووقف رماح ينطق : بروح أركب بالبراد
هزّ سهيل رأسه بخفه ينطق : وين نجم ؟
رماح : وأنا راجع مريت على الحلّة وقابلته يقول بيخلص مع العمال وبيجي معهم يوصلونـ..
ألتفت على الددسن اللي وقفت على رأس الخط ونزل نجم من الصندوق يمشي بإتجاه الدكة ، آشر عليه ينطق : جابك الله
رفع يده بالسماء ينطق بعلّو صوته : سلام عليكم
أبتسم سهيل ينطق : عليك السلام يا عريس وعساك على القوة
تقدم ينزل زبيريته ويجلس بجانب جده ينطق : عسى عمرك طويل
رماح : أحسب لك معنا فالشاهي ؟
فزّ واقف وقبل ينطق سبقه رماح ينطق بحدة : والله ما تقوم أرحم عمرك أنا بسويه وأصلاً ما يعجبني شاهيك
ضحك بصدمة ينطق : أنت أبخص يا تاج رأسي
رماح : تعالموا وتشاوروا شوي وأجي
مشى رماح للبيت وألتفت نجم على سهيل ينطق : قد رقدت ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : جاني إتصال طير النوم من عيني
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : عسى ماشر ؟
سهيل : تعرف كايد آل حمد ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : الله الله أعرفه كنت تابع له قبل الترقية وش بلاه ؟
سهيل : دق علي يعلمني بحاجه وللحظة بسيطة كنت ناوي أحرق الدنيا وأحرق الكلب اللي سوى فينا كذا
رفع حاجبة بدهشة ينطق : سهيل والله ما فهمت عليك
سهيل : قالي إنه يعرف اللي حرق مزرعتي يا نجم سهيل
توسعت عيونه يفزّ من مكانه ينطق بحدة : ومن هو الكلب ؟!
أبتسم سهيل ينطق بهدوء نبرته : ما بتكون ردة فعلك مثل ماهي لو قلت لك الأسم يا ولدي
ضرب نجم المركى ينطق بغضّب وهو معقّد حجاجه : أنا رجال عند كلمتي وأنت أكثر من يعرفني يا سهيل أنا وعدتك أحرقه وأذوقه لهيّب وجمر !
سهيل : خلنا ما نستبق الأمور وننتظر خبر من أبوك
زفر يمسح وجهه وشنبه يستغفر بمحله ، ألتفت على رماح اللي جلس ينطق : ايوه ؟
تنحنح نجم ينطق بحدة : أترك الشاهي وعلمني وش خبرك ؟
ألتفت على ولده ينطق بتساؤل : أعوذ بالله علامك تنافخ ؟
سكت نجم يغمض عيونه بغضّب ، ألتفت على أبوه الساكن بمكانه ينطق : وش قلت له عشان يشتط ؟
رفع سهيل أكتافه بعدم معرفة ينطق : صبّ لي بياله
مدّ نجم يده على البراد يصبّ لهم ثلاثتهم ، أبتسم سهيل ينطق : وش كانت قصيدتكم أنت والشباب كنت أسمعكم مع شباك مجلسي ؟
أبتسم نجم بخفه ينطق ببداية البيت وسرعان ما كملوا سهيل ورماح معه ينطقون بصوت واحد :

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل Where stories live. Discover now