« ١٦ »

31.9K 996 387
                                    

-
« بيت جابر »
قضت ليلتها كاملة تفكر فيه وكيف رفضها ، تفكر كيف سمحت لأمها تلعب عليها مثل الدمية وكيف قدرت تصدق كلام أمها المبني على كذبات مالها حد ولا نهاية ، عضّت شفايفها تفتح جوالها وتقلبّ بالملاحظات القديمة ، كانت تقرأ كتاباتها عن نجم وجميع صوره المرفقة بكل رسالة ، حنّت لشعور البدايات معه ، بدايات حُبها له بأيام المراهقة والطيش ، تتذكر كيف كان نجم يضحك بوجهها ويعطيها من الحلويات اللي يجيبها لأخته نجد ، فقدت كل شيء وفقدت قلب ما ظنت إنها كسبته من البداية ، رفعت عيونها من إشعار وصلها ودخلت الواتس على محادثة عمها شايع ، قرأت محتوى رسالته اللي كان يقول فيها : لبيه ، وش خاطرك فيه ؟
أبتسمت من سالت دموعها على وجنتيها ، مسحتها ووقفت تعدّل جلستها وتكتب : نسافر ؟
رد عليها علطول كاتب : تم على وين ؟
أبتسمت تكتب له : تتم أفراحك عمو ، بعطيك خبر أول ما أرسي لي على محل
شايع : أجهز عفشي يعني ؟ ولا ما بنطول
غرور : إلا بنجلس شهرين جهز نفسك يالعزابي
أرسل إيموجي ضحكات وأبتسمت تقفل الجوال ، سحبت الدعامة من رقبتها وأنسدحت تستسلم للنوم ..
« بمكان آخر ، قبل الفجر »
على أحد الطرق السريعة ، داخل موتره متوجه لمهمته بالشمال وعلى الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية ، أبتسم بخفه ينطق : هي كانت لابسه أحمر البارحة ؟
مصدوم كيف قدر يغادر الرياض ويتركها خلفه ، عضّ شفايفه ينطق بهدوء نبرته : تحمد ربها إن وراي مهمة ولا وش يفكها مني !
أستوعب من سمع صوت عُدي ورفع اللاسلكي ينطق : كرر يا الجارح ؟
سحب عُدي اللاسلكي ينطق : طال عمرك ودك نستريح فالبر ونكمل المشوار مع مشرق الشمس ؟
رفع نجم عيونه للصحراء اللي على مدّ ناظره ، مالها بداية ولا لها نهاية ، زفر من لمح مكان مناسب ونطق : ألحقوني
عُدي : آمرك سيدي !
رجع اللاسلكي بمكانه ولفّ الدركسون يدخل البر ، توجهت السيارات الحربية والمدرعات من بعده ، وقفوا بالمكان اللي وقف نجم موتره فيه وبدأوا يشيّدون الخيام لأجل تكون لهم ذرى من البرد القارس ، فتح درج سيارته وسحب ورقة قديمة منه ، أخذ قلمه من جيبه وكتّب أولى قصايده فيها ،
« يا كثرها تسليمة يوم ألاقيه
لي عين تكتب له وله عين تقرى

ولا حل طاريه تجاهلت طاريه
ما كني أدري عنه وأنا به أدرى

بسكات يغليني وأنا حيل مغليه
لا تيلفون ولا مواعيد غدرى

ليت الزمن يرجع وأنا أعلمه ليه
ولا الحظوظ من المقابيل تشرى

كل العذارى في الوفاء ما تساويه
كنه اليمين وباقي الغيد يسـرى

قولوا له إني مارتضي بالبدل فيه
كلا مال قارون ولاعرش كسرى

يرتاح ماغيره ملأ عين هاويه
غلاه نهر النيل والقلب مجرى

وأكبر دليل إني الى غاب أحاتيه
كم لليلة بفقده على كف مسرى

وإن قالوا إنه بالرياض وأزريت لا أجيه
وجهت وجهي كل ما نمت حدرى »
-
سفط الورقة ودخلها بجيبه يرفع رأسه لمجيء عُدي ، وقف يسكر موتره وينطق : حيّ الله الجارح
ضرب عُدي تحية ينطق : الله يبقيك سيدي ، المخيمات جاهزة
مشى قدامه ينطق : أستريح وأتبعني
أستراح عُدي وتقدم يتبعه ، مشى لأكبر الخيام الموجودة ونطق بهمس : به ربعٍ قريب يا الجارح
رفع عُدي حاجبة بدهشة ينطق : وين وأنا أتلهم لك الحين
جلس على الكنبه الموجودة بمُنتصف مكتبه ينطق : ما لنا نية بالهجوم ودنا نوصل للحدود بدون خساير
عُدي : آمرك سيدي ، غيره ؟
أنسدح نجم وغمض عيونه ينطق : خلوا عيونكم صقور وكلكم أذان صاغية إذا حصل خير ما هو بشر بلغني ، تقدر تتفضل
ضرب تحية ينطق بحدة صوته : حاضر سيدي !
مشى يغادر الخيمة ويقفل الباب خلفه ، وقف يحرسّها ويحرسّ نجم من الخارج ، أذانه مفتوحة وتركيزه وعيونه متوجهة على البر وحدود المعسكر كامل ..
« قصر مترك ، الفجر »
أول صباح لها والدبلة تحتضّن إصبعها ، هي ما نامت من البارح ومن التفكير في الشوفة وما حصل بينها وبين الضابط مثل ما تسميّه ، مسكت شعرها تلفّه وترفعه ، رفعت عيونها تتأمل نفسها فالمراية قدامها ، بدأت تمرر الدبلة على إصبعها وزفرت بغضّب تنطق : مستحيل ما مدحت الأحمر !
غمضت عيونها بغيض وغطت كامل وجهها بكفوفها ، هي متأكدة إنه بدأ يميّل لها بعد ما شافها في ملكته ، كيف قدر يمشي بدون ما يقول للأحمر القابع قدامه كلمة عذبة وحده من بحور كلامه العذب ، أبعدت كفوفها تنطق بربكة : أصلًا ما كنت طبيعي بالمره 
سكنت ثواني ورجعت تنطق بخفه : نسيت من الدبل وكنت بتمشي وتتركها لو ما ذكرتك
ضحكت بصدمة تنطق : معقولة كل الإهتمام يروح لمهماتك إذا كان عندك مهمة ؟ لا كذا بزعل منك وبتتعب تراضي فيني بالمستقبل !
وقفت تسحب جلالها وتستقبل القبلة ، كبّرت تصلي الفجر وقبل التسليم رفعت كفوفها للسماء تدعي لنفسها وما نست نصيبه وقسمت له من الدعاء ، تخاف المستقبل البعيد وتخاف من طيّات الزمن وقسوة الأيام ، سلمت من صلاتها ومشت لفراشها تنسدح وهي ما زالت بجلالها ، غمضت عيونها تستسلم للنوم بعد تفكير ليلة كاملة في الشوفة وفيه ..
« حلّة سهيل ، قبل الظهر »
بين الجدران وداخل بيت رماح ، جلست على الكنب بجانب أمها تنطق : الغداء لهم ؟ يعني جد بتعزمينهم
أبتسمت ريمان تنطق : ايه طبعًا حرام ما شفنا عروستنا ولا تهنينا فيها البارح كله من هالغرور الله يحرقها !
ضحكت نجد تقبّل رأس أمها وتنطق : عشتي يا أم العريس
ضحكت ريمان تنطق : تعيشين يا أخت العريس
رفعت جوالها لأذنها من ضغطت على رقم هنادي ، ألتفتت على نجد اللي سحبت الجوال تنطق : لا حبيبي تبين تسمعين لحالك ؟ وش الأنانية ذي حتى أنا أبغى أسمع بعد..
قاطعتها ريمان من سحبت الجوال ونطقت بحدة : يا كثر هرجك كان قلتي لي أفك سبيكر ورحمتيني !
ضغطت السبيكر وحطت الجوال قدامهم تنطق بهمس : قال أنانية قال !
ضحكت نجد تنطق بسخرية : يمه علامك شخصنتي الموضوع مزاح !
ضربتها على كفها من سمعت صوت هنادي تنطق بهمس : اصه اصه
أبتسمت ريمان تنطق : يا مرحبا
رفعت نجد حاجبها ومسكت كفها بألم توقف وتنطق بهمس مسموع : مرحبا وأنتي ضاربتني ترا بشكيك لحقوق الطفل
ضغطت ريمان كتم وسحبت السليبر حقها ترميه على نجد اللي صرخت ، صرخت ريمان تنطق بحدة : جحش وش كبرك وتقولين حقوق الطفل جيبي جزمتي و أنقلعي من وجهي للمطبخ !
صرخت نجد تنطق : والله ما أجيبها
توسعت عيونها بصدمة تنطق : تحلفين علي بعد !! هيّن يا نجوده هيّن
طلعت لغرفتها وزفرت ريمان بغضّب تنطق : حسبي عليك إلا نعم !
قفلت السبيكر ورفعت الجوال لأذنها تجيّب على هنادي اللي صار لها دقايق تنادي لها ..
« المــعسكر »
خرج من خيمته وألتفت عُدي عليه ، خبط كتفه ينطق بثقل صوته : سرحنا يا الجارح ؟
أرتكز عُدي ونطق بحدة : اللي ودك طال عمرك !
نجم : قلهم أجهزوا ورانا مشوار طويل للحدود ، ما بنوقف ولا بتكون فيه محطات إنتظار بلغّهم وأتبعني
مشى نجم وضرب عُدي تحية له ينطق : حاضر سيدي
ركب موتره وزفر يشوف الضباب اللي تشّكل قدامه أثر البرد الشديد ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : لا خوش عريس جد !
رفع عيونه للرمال وموجها الهادئ ، وجود الشمس لا يشكل فارق كبير وما زال البرد مكتسح المكان ، ألتفت يشوف الجنود ركبوا مركباتهم والدبابات والسيارات المدرعة ، شغل موتره ورفع اللاسلكي ينطق : توكلنا على المولى سبحانه !
مشى يغادر المكان وجميع القوات المسلحة خلفه وتحت آوامره حتى إشعار آخر ..
« قصر مترك ، الظهر »
تقدمت تفتح باب غرفة وهج ودخلت تنادي على أسمها ، أبتسمت من شافتها تغطي نفسها باللحاف ، تقدمت تسحبه منها وترميه على الأرض ، ظلت تنادي عليها وهي تفتح الستار وتفّك باب الشرفة ، رفعت رأسها بتعب تنطق : أمي ما نمت إلا الفجر وش بغيتي ؟
جلست هنادي على طرف السرير تنطق : حماتك عازمتنا
رفعت حاجبها تنطق بهدوء نبرتها : وش عندها مستعجلة
رفعت هنادي كتوفها بعدم معرفة تنطق : تقول ما تهنت بشوفتك
ضحكت بسخرية وقالت : ما ألومها صراحة من المجنونه ذيك
هنادي : منجد مجنونه ان شاءالله تتعاقب على فعلتها !
وهج : ما أظن صراحة كل أهلها عساكر أكيد بيسترون عليها
زفرت هنادي توقف وتنطق : ما علينا منهم والزواج على ورق بنخلص حاجتنا ونحرق أوراقهم ونطوي الصفحة اللي جمعتنا فيهم
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ايه طبعًا سهل عليكم القول لأن محد بيأكلها غيري لو يكشفوني بروح في ستين داهية !
هنادي : ما يصير لك شيء وأنتي حفيدة مترك..
قاطعتها وهج من ضحكت ونطقت : ماما لو تركزين جدو ترك منصبه وتقاعد بس يداوم عشان يشغل يومه !
هنادي : طيب يا ذكية جدك له أربعين سنة عسكري تتوقعين محد يوقف بصفه ؟
وقفت وهج تنطق بحدة : أنا ماني خايفه من شيء إلا أن زواجي ينتهي عشان حاجه مصدومة شلون رضيتوها فيني لكن تدرين ماما ؟
ميّلت هنادي رأسها وكملت وهج تنطق : بمشي على كلام مترك
هنادي : وش كلامه ؟
وهج : ما يحتاج أقول تعرفين الكلام ما يجلس ببطنك وقت طويل
زفرت هنادي تنطق : أنا ماني نادمه على شيء وأبوك كان من حقه يعرف !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : بس وعدتيني يظل بيننا
هنادي : ما وعدتك بحاجه قلتي لي أمانه وقلت لك عندي ولا يهمك
ضحكت بصدمة تنطق : لا بالله ؟ والأمانه وش أستاذة هنادي
هنادي : خلصيني بتروحين للغداء عند حماتك
مشت وهج تتخطاها وتنطق بسخرية : طبعًا وكل ما قالت حماتي تعالي لبيت وجيتها !
دخلت الحمام وقفلت الباب وراها ، خرجت هنادي متنرفزه من وهج اللي شغلت الدش وصوت ضحكاتها ملأ المكان ..
« حلّة سهيل ، بيت جابر »
نزلت من الطابق الثاني بعفشها وشناطها ، رفعت شاهرة عيونها لغرور ، خرجت نجلاء من المطبخ ونطقت بصدمة : أوف على وين !
صدّت غرور وألتفتت على أبوها اللي جالس بالصالة ، تقدمت له وأبتسمت تنطق : عمو شايع عطاك خبر ؟
أبتسم جابر ينطق : ايه يا أبوك عندي خبر
غرور : دق علي يقول أنا برا بسافر ويمكن أرسل لك اللوكيشن حقي تعال أنت وجدتي وأمي مقدر أكلمها لأني شايله عليها كثير وخايفه أزعلها
قبّل جبينها ينطق بهدوء نبرته : أنتبهي لنفسك وخليك قريبة من عمك
حضّنته وأبتسم يحاوطها ، شّدت عليه تهمس بـ : أبشر !
وقفت تشيل أغراضها وتخرج من البيت ، تقدمت للبوابات وزفرت تنطق : بركات ما فتحت له !؟
ألتفتت بصدمة على شجاع اللي نطق : وش مطلعك للعامل !
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : مضيع يا الأخ ولا تحسبني نجد ؟
تقدم شجاع لها ينطق بحدة : ما عندنا بنات يطلعون للعمال لا نجد ولا غيرها
غرور : وخير تراني لابسه برقع أذلف بس
ألتفتت لبركات وزفرت بغضّب تشيل شناطها وتفتح الباب الصغير ، خرجت لعمها متجاهله شجاع اللي نطق بصدمة : أخو مسعود !
خرج خلفها ووقف من شاف شايع ، زفر بقرف ينطق : وا كبدي كبداه ذا شويعه ؟؟
ألتفت بصدمة على عجلان اللي خرج من العدم ونطق : افييه أنت تشوف !
صرخ مذعور وأنفجع عجلان معه ينطق بصراخ : وجع وجع علامك !؟؟
دفعه شجاع ينطق بحدة : الله يعجل عليك يا عجيلان طار عقلي من وين طلعت أنت !!
زفر عجلان ينفض ثوبه وينطق : أكل تراب طيرت قلبي !
ركب شايع وألتفت عليهم وضغط الدواسه ، فزّ الموتر يقلع وخلّف وراه عجه ضخمة ، شهقوا أثنينهم وكح شجاع يدخل وينطق : الله يجعله المرض
دخل عجلان خلفه ينطق : سلال يسّله ان شاءالله !!
شجاع : قومه يومه رخمة لو إنه رجال كان وقف حرام إن اعبي جوفه تراب
تقدم أحمد لهم وكوب الشاهي بيده ينطق : أف أف منهو ؟
عجلان : الحمار شايع
رفع حاجبة بدهشة ينطق : شايع بن سرحان آل حمد ؟
شجاع : الله الله
أحمد : اخيه صدق وش جابه ؟!
شجاع : خذا بنت جابر وذلفوا جعلهم ما يعودون
أحمد : وش عندهم صدق ؟
رفع شجاع كتوفه بعدم إهتمام ومشى للمزرعة ، ألتفت على العمال اللي يشتغلون فيها وزفر ينطق : أشهد بالله أن أبو رماح فقيده !
أبتسم عجلان ينطق : اي والله
أحمد : الله يرده بالقريب العاجل وهو بخير وطيب
رددّوا بـ « آمين » وكملوا طريقهم لمكانهم المعتاد خلف البيوت وتحت عريش النخل ..
« سيارة شايع »
ألتفت عليها يشوفها تتأمل الخط بهدوء ، أبتسم ينطق : غرور وأنا عمك وين الوجهة ؟
ألتفتت غرور عليه تنطق : الشمال عندي حاجه أبغى أخلصها
شايع : ان شاءالله قصدك شمال العالم مو شمال السعودية ؟
ضحكت بسخرية تنطق : وش لي في شمال العالم ؟ ايه أقصد شمال السعودية
زفر شايع بضيق ينطق : وأنا من زين وجهي جايب ملابس صيفية والشمال بردها يذبح الأوادم
غرور : عادي نروح للسوق هناك وأجيب لك أحلى ملابس
شايع : طيب وش شغلتك ؟
غرور : سرية شوي بس شوي
ضحك شايع ينطق : يعني ما بتقولين لي ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : مو الحين بس وعد أقولك
شايع : على هواك يا بنت أخوي
أبتسمت تتأمل المسافة الطويلة اللي بيمشونها ، هي تأكدت من موقع نجم ظهر اليوم لمن توقف وأستقر بشمال المملكة ، هي ثبتت جهاز تعقب داخل شناطه بوقت سابق ، رايحة للشمال ولوحدها متوجهه له وجايبه معها خطة تراهن على نجاحها بكل ما تمّلك ، أبتسمت تنطق بداخلها : مين قال أنتهينا ؟ أنا وأنت باقي ما بدينا عشان ننتهي !
عضّت شفايفها بفرحة تدعي تعدّي المسافات وينقضي الوقت وتوصل للشمال بأسرع وقت ممكن ..
« حلّة سهيل ، بيت مسلط »
زفرت بغضّب تقفل الملزمة وتلتفت على شمايل اللي تسولف ، سكتت شمايل وألتفتت على نجد تنطق : وجع صدق علامك تناظريني كذا ؟
زفرت نجد بغضّب تنطق : قومني أنتي من جيتي وأنتي تهدرين فوق رأسي وما خليتيني أذاكر !!
زفرت أسيل تنطق : جد شوشو قومي انقلعي عننا ولا عشانك مرتاحة خلصتي دبلوم والحين متوظفه وتشتغلين اونلاين بعد !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : جعلكم الساحق وأنا من صباح ربي أهدر ومحد معي !
نجد : لا والله محد معك روحي لجمان مو صارت خويتك ؟
وقفت بصدمة تنطق : وجع لكم صدق معليه يا سلقه أنتي وهي
مشت تخرج وتقفل الباب وراها بقوة ، ضحكت نجد ورجعت تفك الملزمة وأسيل معها لأجل يذاكرون لأختبارات الميد تيرم ، ألتفتت على صوت البوابة وتقدمت لها ، فتحت باب غرفة بركات وما كان له أثر ، زفرت تشتمه وتتقدم للباب ، سحبت طرحتها على رأسها وفتحت الباب ، تقدم عزيز يدخل وشهقت تقفل الباب على رأسه وتنطق بصدمة : أخت منيف أخته !!!
صرخ عزيز بألم ينطق : رأسي يا أخت منيف رأسي !
تركت الباب ولفّت تعطيه ظهرها ، عدّلت طرحتها ووقفت من نطق عزيز : أخت منيف ؟
زفرت تلتفت عليه وتنطق : من أنت ووش بغيت هنيّا ؟
عزيز : أمسكي هذي باقي الأغراض وصليها لبيت العريس وقولي له كثر خيرك وجاد الله عليك لكن القصر امتلأ
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : بتردون الهدايا يا آل ساير ؟
بلل شفايفه ينطق بسخرية : خذينا الكثير وردينا القليل من التمر والهيل والمطابخ ما ناقصها شيء الله يكثر خيركم
شمايل : بالعافية أتركها عندك بيجيك بركات ويشيلها
رفع عيونه يلمّح طرف وجهها وأبتسم من صدّت بغضّب تمشي ، كان يتأمل ممشاها بالجلابية وصوت غوايش الذهب بيدينها ، عضّ شفايفه ينطق : حظك يا منيف
ألتفت وصرخ بصدمة من نطق منيف : وش حظي به ؟
توسعت عيونه من صدمة عزيز وأبتسم ينطق : اها أنت من أهل ساير صح ؟
عضّ عزيز إبهامه ينطق بصدمة : ايه الله يصلحك
ضحك منيف ينطق : معليش والله فجعتك
عزيز : لا يا أخوي ما حصل شيء
منيف : أجل دامني لحقت عليك والله ما تروح إلا وأنت شارب قهوة معي
عزيز : والله أني مستعجل لكن دامك حلفت أبشر
أبتسم منيف ينطق : كيف عرفت أسمي ؟
تقدم عزيز يتبعه ونطق بربكة : سمعته أمس
منيف : وأنت وش أسمك ؟
عزيز : أسمي عزيز
جلس منيف بالدكة الخارجية ينطق : يالله حيّ عزيز
أبتسم يجلس ونطق بهدوء نبرته : الله يبقيك ويسلم قلبك
منيف : وش تشتغل يا عزيز ؟
عزيز : طبيب جراحة
توسعت عيونه بصدمة ينطق : ماشاءالله تبارك الرحمن هذا المستقبل الصح ماهو العسكرية
أبتسم عزيز ينطق : كلها فيها البركة والله يوفقك
منيف : ايه وش حظي به ؟
زفر عزيز يصدّ بوجهه عن منيف ويتأمل بيوت الطين قدامه والنخل والأشجار تغطيها ، ما يدري شلون يصرف وينسيه ، أبتسم بفرحة من رنّ جواله معلن إتصال واصل ، رفعه ونزل الفنجال ينطق : وجب علي أمشي والله
لفّ الجوال وأبتسم منيف من قرأ أسم مترك ينطق : الله يستر عليك ما كملت فنجالك
خبط عزيز كتفه ينطق : أكمله وأنا أقهويك فالقصر
منيف : نعتبرها عزمّي ؟
عزيز : بكره وأنا صامل يا منيف
أبتسم منيف ينطق : دربك خضر
مشى عزيز يغادر ورفع ذراعه لمنيف ينطق قبل يمشي : لا تخالفني
ضحك منيف ينطق : أبشر أبشر
ألتفت عزيز قبل يخرج من البوابة وشافها جالسة عند عتبة الباب ترمي الحّب للدجاج قدامها ، أبتسم من رفعت عيونها له ينطق بهدوء نبرته : بحاسبك على جرحي قريب يا أخت منيف
رفعت حاجبها بعدم فهم وآشر بأصبعه للجرح بأعلى جبينه ، توسعت عيونها بصدمة وأبتسم يعطيها ظهره ويمشي ، فتح إتصال مترك ينطق : أرحب
زفر بغضّب ينطق بحدة : ما بغيت وينك من جوالك !
عزيز : الشبكة ماهيب زينه عندي
مترك : وصلت الأغراض ؟
ركب السيارة يثبت جواله ويشغلها ، شّبك الإتصال بالبلوتوث على الشاشة قدامه ينطق : ايه طال عمرك
مترك : لقيت نجم ؟
عزيز : لا ظنتي ما رجع هنا بعد الشوفة شكله مسك خط طوالي
هزّ مترك رأسه من فهم ونطق : الله يحفظه ويحفظك أنت راجع ؟
عزيز : ايه خاطرك في شيء ؟
مترك : مالك لوا أنتبه للخط
أبتسم عزيز ومدّ أصبعه ونطق قبل يقفل الخط : أبشر ودعناكم الله
مترك : في حفظ الله
قفل الإتصال ورفع عيونه يشوف الخط الترابي وأسوار الحلّة تحاوطه من يمينه وشماله ، النخل يتعدى السور بالطول مخلّف منظر جميل جدًا للمشاهد ، رفع عيونه على المراية يشوف الجرح اللي بجبينه ، أبتسم من مرّ طيفها قدامه ، عيونها السود وصفّة رمشها المهيبة ، نظراتها الحادة وصوتها المبحوح ، خوفها منه وردة فعلها السريعة جدًا ، ضحك بسخرية ينطق : بناتهم عجيبين أولها غليص والحين أخت منيف نشوف وش ينتظرنا بالجاي !
سكن يركز ناظره بالطريق وتاره على الشاشة يضغط على قائمة الأغاني لأجل يستمع لشيء في مشواره الطويل ، لفّ دركسون سيارته يطلع على الخط السريع بعد مسافة ربع ساعة على الخط الترابي وأسوار الحلّة الممتدة لمسافات طويلة فالصحراء ، أستوى على الخط وضغط البنزين يزيّد من سرعته متوجهة للرياض ..
« ميلبورن ، أستراليا »
خرجت من محطة الميترو وتقدمت بإتجاه ناطحات السحاب ، ألتفتت بسرعة من حسّت بشخص يتبعها ، زفرت بخوف وغيرت مسارها تمامًا ، لو كان إحساسها بمكانه وإنه فعلاً فيه شخص يتبعها بتكون في أمان تام إذا ما توجهت لشقتها الجديدة ، ألتفتت بهدوء ولمحت شخص لابس أسود من أعلى رأسه لأسفل قدميه ، أقشعر بدنها بالكامل وبدأت تعجّل من خطواتها لحّد ما صارت تركض وهو يركض خلفها ، وصلت لأماكن مهجورة ودخلت بين الأزقة لعل وعسى تضيعه ، وقفت من لمحت جدار بآخر الزقاق ، عضّت شفايفها وبدأت تدعي ما تلفّ وتلاقي الشخص المجهول خلفها ، ألتفتت وشهقت من كان خلفها تمامًا ومدّ ذراعه يسحبها لحضّنه ، سحب الماسك من على وجهه ينطق بصوت متقطع أثر ركضه خلفها لمسافات طويلة : ويـ..وين كنتي نـ..ناويه توصلين !؟
ارتخت عيونها من ميّزت نبرة صوته ، سالت دموعها تبلل وجنتيها وشهقت تنطق : نيار !
شّد عليها ينطق بهدوء نبرته : لبيه يا عروق الخافق ودنياي
عضّت شفايفها تمنع شهقاتها تخرج ، أبعد عنها يحاوط وجنتيها بكفوفه وينطق : أحرق روحي لأجل أسمع أسمي من منطوقك مره ثانيه
تمسكت بكفوفه تنطق : كيف قدرت تجيب مكاني ؟
تقدم لأجل يقبّل جبينها لكنها رجعت خطوة للخلف ، أبعدت كفوفه عنها تنطق : نيار أبعد أنا ماني حليلتك
رفع حاجبة ينطق بحدة : يخسى اللي يقول ما أنتي حليلتي إلا زوجتي وغصبًا عن اللي ما يرضى !
كانت تكلمه ودموعها تجري ، عضّت شفايفها تمسح دموعها وتنطق : الشيخ يقول ، أنا خلعتك
مسح وجهه وشنبه وزفر ينطق : أنا أبيك وشاري زعلك ومستعد أدفع دم قلبي بس ترضين وترجعين لي ولعزيز تعبت يا سمو تعبت من الشتات وتعبت أجمع بقايا سكنت داخلك تعبت أكذب على نفسي وأقول بنساك والله ما مر يوم واحد بدون ما تطرين على بالي والله تعبت
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، تقدم لها ومدّت ذراعها بينهم ، وقف من ذراعها اللي أستقرت ببطنه ونطق : خذي من عمري ياسمو العمر لين ترضين بس لا تبكين علي والله ما استاهلك ولا استاهل دموعك والله أني كلب ما أسوى وأن الخطأ يركبني كلي بس أنا في وجهك لا تبكين !
سحب ذراعها يرفعها لوجهه ويقبّلها بلهفة مشتاق ، خذلته دموعه وأخذت مجراها على وجنتيه ، سحبت ذراعها منه ومسحت دموعها تنطق : ما قلت لنفسك كذا لمن خنتني مع نجلاء قبل عشرين سنة
تقدمت تدفعه وتنطق بحدة : عشرين سنة وأنا غافله عنكم وما عرفت إلا بعد ما جابت بنت منك ولا البنت هاذي تصير سنيّنة وهج أختي والحين جاي بكل برود تدور لي وتعتذر بأي حق تجي هاه بأي وجه تحسب بتلعب علي بدموعك ؟!
زفر بضيق ينطق بحدة : يا سمو العمر أسمعي مني وافهميني تكفين لا تضيعنا على شيء ما يسوى تكفين لا ينتهي اللي بيننا وأنتي باقي ما فهمتي حقيقة الموضوع !
رفعت حاجبها تضحك بصدمة وتنطق : لا بالله ؟ وش باقي تبي تصدمني فيه وش !
سحب المنديل من جيبه بدون ماتحس فيه وتقدم يكتمها فيه ، صرخت لكن فات الأوان وقدر نيار يفقدها وعيّها ، شالها بين يدينه ونطق : ليلنا طويل يا سمو والمكان عيّا يصفى لي بنروح لمكان هادي وتسمعين كل شيء وأنتي هادية ورايقه
مشى فيها لسيارته اللي واقفه قرب المحطة ، ركبها بجانبه وقفل الباب يتوجه لباب السايق ويركب ، شغل سيارته ومشى يغادر المكان ..
« الحدود الشمالية ، المغرب »
جلس على الكرسي يتأمل بر الحدود بين السعودية والأردن ، سحب الورقة نفسها من جيبه وفتحها يقرأ قصيدته ، بلل شفايفه ينطق بهدوء نبرته : نسيت أكتب التاريخ
سحب القلم من جيبه يسّجل تاريخ ملكته عليها ويكتب بأسفل التاريخ « الموت الأحمر » قفل الورقة ووقف يسفط الكرسي ويشيله معه ، تقدم لسيارته وألتفت على زابن اللي تقدم له ينطق : زبن الأمور المهمة !
ضرب زابن تحية للواقف قدامه ينطق : آمرك سيدي ؟
نجم : أستريح ، جهز المعسكر لأن ودي أمر المدينة أخلص شغله وأرجع
أستراح زابن ينطق : ايه نعم طال عمرك كل شيء على أتم الاستعداد تقدر تمشي
خبط كتفه ينطق : خلك قريب ما بتطول شغلتي
زابن : خذ راحتك يا طويل العمر
ركب موتره يشغله ويحرك من المكان ، ألتفت زابن على الحدود ومشى راجع للمعسكر ، بالجهة الثانية داخل موتر نجم سحب شماغه من المقعد الخلفي وأسند الدركسون يثبته على فخذه ، فتح المراية أعلى رأسه وبدأ يضبط شماغه على وجهه يلفّه أثر البرد ، كانت عيونه تتنقل من الطريق للمراية ، قفلها من أنتهى وتلطم بشماغه ، مسك الدركسون بيده ورفع عيونه للطريق يشوف أنوار المدينة قدامه ، نزل عيونه على اللاسلكي من نطق عُدي : حضرة المقدم ؟
سحب اللاسلكي ينطق : معك يا الجارح
عُدي : وقف موترك جنب الخط الآن !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : عسى ماشر ؟
زفر عُدي بضيق ينطق : سيدي اللي ظاهر لي على الشاشة هو أن فيه جهاز تعقب في شنطة موترك
هدأ من سرعته ولفّ الموتر يوقفه جانب الخط ، نطق قبل ينزل من الموتر : بشوفه
قفل اللاسلكي وفتح الباب ينزل ويقفله ، تقدم للشنطة يفتحها ويسحب أغراضه وملابسه ، بدأ يقلب بينها ويبحث جاهد عن الجهاز ، رفع رأسه لسقف الموتر ورفع ذراعه يسحب الجهاز الملصق بإحكام على سقف السيارة ، رماه على الخط يدعسه برجله يدمره تمامًا ، قفل الباب ومشى يركب الموتر ويسحب اللاسلكي ينطق بهدوء نبرته : بشر ؟
أبتسم عُدي ينطق بسخرية : رجال دربك خضر
قفل اللاسلكي يرجع بمكانه ويكمل طريقه للمدينة ..
« قصر مترك »
زفرت بغضّب تنادي من أسفل الدرج على وهج ، نزلت تركض بعبايتها ونطقت : تأخرنا صح ؟
هنادي : ما يهمني صراحة أمشي
زفرت تنطق بسخرية : ماما عاد لا تشخصنين ترا الموضوع حبّي !
فتحت هنادي باب القصر على دخول عزيز اللي نطق : أوف على وين يا آنسات ؟
دفعته هنادي تنطق بعصبية : أبعد ما معي وقت
ضحكت وهج تمشي خلف أمها ويركبون مع السايق ، وقف عزيز ينطق : والله عيب عليكم !
خرجوا من أسوار القصر متوجهين للحلّة ، ألتفتت على هنادي اللي ساكنه وتتأمل الطريق ونطقت : ماما نجيب معنا شيء ؟
هنادي : زي ؟
وهج : ورد حلى ولا هدية رمزية أي شيء
ألتفتت هنادي عليها تنطق : ما يحتاج أنتي هدية وكبيره عليهم بعد
أبتسمت بخجل تنطق بربكة : والله أعشقك لا تزعلين علي
أبتسمت هنادي تنطق : طلعتي خفيفه مره
وهج : طالعه عليك حياتي !
ضحكت هنادي من الحقيقة وضحكت وهج معها ، ألتفتت تسّند رأسها على الشباك وتلعب بدبلتها ، زفرت بضيق من تذكرت برود نجم معها بليلة الشوفة ، غمضت عيونها تصفّي ذهنها وتتناسى منه ورجعت تفتح تناظر الطريق الطويل ..
« حلّة سهيل ، العشاء »
دخلت لصالة البيت وضحكت بسخرية تنطق : سحبت عليكم ؟
رفعت ريمان عيونها على نجلاء الواقفه على الباب ، وقفت تنطق بحدة : أطلعي برا محد سمح لك تدخلين
ضحكت نجلاء تنطق : بالله عليك ؟ بيت أخوي منتظره أطلب الأذن منك !
دفعتها ريمان للخارج وخرجت معها تقفل الباب وراها ، رفعت أصبعها بوجه نجلاء تنطق : بيتي ماهو بيت أخوك سامعه ؟ وضفي وجهك قبل يجون ضيفاني
ضحكت نجلاء تغادر المكان ، كادت تدخل للبيت لكن شافت مسعود يركض متوجه لها ، أبتسمت تنطق : وصلوا ؟
هزّ مسعود رأسه بالإيجاب وآشر على هنادي اللي تقدمت تمشي ووهج خلفها ، أبتسمت ترفع صوتها ترحّب وتهلي ، أبتسمت هنادي تنطق : الله يبقيكم ويسلمكم
ألتفتت ريمان ورفعت حاجبها من شافت مسعود واقف ، زفرت تنطق بهمس : وش تنتظر ؟
مسعود : أبغى أشوف زوجة نجم
ضحكت وهج من سمعته ونطقت : يعني بهالسرعة نسيتني ؟
ميّل رأسه ينطق بتردد : أنتي تعرفيني ؟
ضحكت ريمان تدفعه وتنطق : روح لأمك وخلها تجيني الضيوف وصلوا
هزّ رأسه ومشى يركض ونطق من بعيد : بجيك أصبري يا حلوه
ضحكت ريمان وضحكوا هنادي ووهج معها ، تقدمت تدخلهم وهي تنطق : الله يصلحه ، تفضلوا الله يحييّكم يا نجد تعالي !
ركضت نجد بالمبخرة والعودّه تحترق أعلاها ، أبتسمت من شافت وهج وتقدمت تسلم عليهم ، أبتسمت هنادي تنطق بهدوء نبرتها : طاب طيبك
مشت تدخل وعلقّت ريمان عباياتهم ، نزلت نجد المبخرة على الطاولة وتقدمت تحتضّن وهج ، ضحكت بخفه تحاوطها وتنطق : وحشتك صح !
عبّست بملامحها تنطق : بالحيل قسم ومقهورة أننا ما شفناك بالملكه
أبتسمت ريمان بوسع ثغرها من منظرهم ، زوجة ولدها اللي ما بتلاقي مثلها مثيل وبنتها الوحيدة ، صارت تدعي وتحصّنهم من غير شعور وتقدمت تسلم على وهج ، أبتسمت وهج تنطق بربكة : خالتي ؟
ضحكت ريمان تنطق : ريمان
توسعت عيونها بخفه تنطق : عاشت الاسامي يجنن أسمك مره خالتي ريمان
ضحكت نجد تنطق بهمس : لا يسمعك رماح تمدحين فيها !
ضحكت بصدمة تنطق : لا دام يزعله هالشيء ما أكرره
ضحكت ريمان تدفع نجد وتنطق : ما عليك منه تغزلي وأمدحي لين تشبعين والله محد يتكلم وأنا معك يا بنتي
ألتفتت ريمان على نجد ونطقت : وشفيك ؟
نجد : ما حبيت ليه تقولين لها بنتي !
ضحكت وهج تسحبها لحضّنها ، ضحكت نجد تنطق : ترا أمزح بس بشوف وش تقول أمي
ريمان : أقول بخريها وتعالي ساعديني
أبعدت عن وهج تنطق : صح نسيت تعالي
سحبت المبخرة تمدّها لوهج اللي سدلت شعرها فوق تصاعد دخان العودّه ، أبتسمت تبعد وتنطق : طاب طيبك وعاش حبيبك
أبتسمت نجد تنطق : آمين ومن يقول يعيش
مشوا يدخلون للصالة وتقدمت وهج تجلس بجانب أمها ، جلست نجد وسحبت الدلة والفناجيل وبدأ تصّب ، جلست ريمان تنطق : يالله حيّ أهلنا
أبتسمت هنادي تنطق : الله يسلمك يا ريمان
ريمان : وش أخباركم ؟
هنادي : بخير نحمد الله ونشكره
أبتسمت وهج تنطق : حمدلله كويسين
ألتفتوا على سهام وأسيل اللي دخلوا ، تقدمت سهام تنطق : يالله حيّ ضيفانا
وقفوا هنادي ووهج ونطقت هنادي : البقى يا حبيبتي
مشت تسلم عليهم وأبتسمت من شافت وهج تنطق : ماشاءالله يا سعد عينك يا نجم
بلعت ريقها بخجل تنطق بربكة : حياتي والله تسلمين
كانت وجنتيها تتوهج خجلاً من كلام سهام ، جلست هنادي وتقدمت أسيل تنطق : هلا بـ وهج هلا !
أبتسمت تسلم عليها وتنطق : هلا بك أسيل شخبارك ؟
جلست أسيل تنطق : بخير ماعلينا وأنتي ؟
وهج : حمدلله أموري ماشيه
أسيل : دوم يارب
أبتسمت لها ورفعت الفنجال تشرب القهوة ، بدأوا الأمهات بالسوالف المعتاده ، وقفت نجد تنطق : بنات تعالوا
وقفت أسيل تمسك يد وهج وتسحبها ، ألتفتت لهم بصدمة توقف معهم ، ألتفتت هنادي لها وأبتسمت تنطق : شوي وأجيك
همست هنادي لها تنطق : لا تبعدين
هزّت رأسها بالإيجاب ومشت تخرج مع أسيل ونجد ، زفرت بقرف من البرد تنطق : بنات برد مره وين بتأخذوني !
أبتسمت نجد تنطق : أعطيك فروتي ؟
وهج : إذا عـ..
قاطعتها أسيل اللي نطقت بضحكه : شدعوة تعطينها فروتك وبيت زوجها قدامنا ؟
ضحكت نجد تضرب كف أسيل وتنطق : أعشقك ياخي
ضحكت أسيل تنطق : أكثر عمري
صفقت لهم بصدمة تنطق : برافو والله
ضحكوا يسحبونها لبيته ، زفرت نجد من البرد ونطقت : ان شاءالله تارك المفتاح تحت السجاد
انحنت ترفع السجادة وضحكت ترفع المفتاح ، زفرت وهج تنطق : بنات عيب والله
أسيل : طبعًا عيب علينا لأن محد بيدخل غيرك حياتي
فتحت نجد الباب ودفعت وهج للداخل وسحبت المفتاح تعطيه لوهج ، أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : عقبال ما نشوفك قريب تفتحين الباب لنا ، بتلاقين جاكيتاته والفرى حقته فوق بغرفته بنروح نجيب شمايل ونويّر ونتقابل بالمزرعة يا حبيبة نجم
قفلت الباب بينها وبين وهج بدون ما تسمع صوتها ، زفرت وهج تلتفت للبيت المظلم ، سحبت جوالها من جيبها بذراعها الراجفة وشغلت الفلاش ، رفعته تضيء المكان وصرخت برعب من شافت انعكاسها بالمراية ، زفرت بغضّب تنطق : أعوذ بالله من الشيطان !
تقدمت تشغل الأنوار وضحكت بسخرية تنطق : قال حبيبة نجم قال ما تدري أن أخوها قطعة جليد تمشي بين الأوادم
طلعت الدرج تمشي للطابق الثاني ، شغلت النور بالممر وتقدمت تفتح باب غرفته ، شغلت النور بالزر اللي موجود على جنب الباب ، دخلت وسحبت الفروة السوداء قدامها تلبسها ، نزلت ناظرها لرجولها وسرعان ما توسعت عيونها بصدمة تنطق : أستر علينا يارب حتى بالكعب طويلة ؟!
ألتفتت على المراية الضخمة بغرفته وأبتسمت تضبط شكلها ، مسكتها ترفعها وقفلت النور ومشت تنزل مع الدرج ، قفلت أنوار الطابق السفلي وسحبت المفتاح من الداخل وخرجت تقفل الباب وراها بالمفتاح ، دخلته بجيب فروته ومشت تتوجه للمزرعة ، هي أصبحت تدّل الأماكن بعد شغلها هنا لفترة طويلة تحت خدمة سهيل ، أنحنت برأسها تشتم ريحة الفروة ، توردت ملامحها من وصلتها ريحته القوية وزفرت ترفع رأسها وتكمل ممشاها للمزرعة ..
« ملبورن ، بيت الغابة »
فتحت عيونها بتعب تمسك رأسها ، مررت بنظرها تفحص المكان وشهقت تجلس بصدمة من تذكرت حادثة جون واللي حصل لها قبل شهر تقريبًا ، مسك كتفها ينطق : بسم الله على روحك
زفرت تهدّي نفسها ورفعت عيونها له تنطق : أنا وين !
جلس بجانبها وسحبت البطانية تغطي نفسها وتبعد عنه ، زفر ينزل كاسة الحليب بالزنجبيل قدامها وينطق : الليلة بتسمعيني وبتفهمين مني كل شيء وبعدها القرار لك وأوعدك مهما كان قرارك ما أتدخل فيه وإذا كان رفض أوعدك ما تشوفين وجهي بحياتك مره ثانية !
بعد كلامه ووعوده حسّت إنها لازم تسمعه لأجل تكمل باقي الأحجية الناقصه بعقلها وتريح ضميرها من التفكير ، رفعت عيونها له تنطق : بتتحاسب على حركة المنديل
ضحك بخفه ينطق : كلي لك
سحبت كأس الحليب وقبل تشربه نطقت : وش يضمني..
سكنت من أندفع لها ومسك كفوفها يشرب منه ، أبعد ينطق : أضمني الحين
عضّت شفايفها ترفع شعرها عن وجهها وتنطق : أسمعك
زفر نيار بضيق ينطق بهدوء نبرته : بدأت الحكاية قبل أكثر من عشرين سنة لمن كان سن عزيز سنة وحدة أو أقل بوقتها تعرفت على نجلاء وما أحكي لك شلون أغوتني بفترة كنتي أنتي مشغولة مع عزيز ولاهيه عني وما أقول كذا دفاع عن نفسي لا والله
هزّت رأسها له وكمل نيار حكايته ينطق : تعرفت عليها عن طريق خويي ومدري إذا تتذكرين بس وقتها أنا نمت برا البيت مره ومن بعدها أنقلبت حياتي
زفر سمو تنطق بحزن : ليلة عشرة أوقست
عضّ شفايفه ينطق بهدوء نبرته : أنا دخيل عيونك يا سمو العمر لا توجعيني بنبرة صوتك وتهدمين داخلي
عضَت شفايفها تترشف من الحليب وتتجاهله ، بلع ريقه وزفر يكمل وينطق : كنت نايم بالإستراحة مع العيال وغفلت عن الحبوب اللي حطّوها لي بالشاهي ولمن تعاطيته بدون دراية فقدت وعييّ وبعدها بساعات طويلة صحيت على صوت صراخ حرمة مع إننا كلنا رجال وما عندنا أحد ، فزيت مفجوع ومن بديت أستوعب كانت تآشر علي وتبكي وقتها عرفتها علطول من صوتها وما كان فيه أحد غيرنا بالديوانية ، ركضت لها وصرت أنادي عليها وصرخت تبكي زيادة وكانت تترجاني أتركها وأنا مصدوم وما أدري وش سالفتها ، دخل علي خويي اللي يكون أخوها الكبير من أمها وبدون ما أدري وبدأ يضربني وأنا جاهل عن اللي حاصل وأترجاه يوقف ويعلمني
شهقت تغطي عيونها وتبكي ، هي تتذكر منظره لمن دخل عليها وقال لها إنه تشاجر مع أحد الباكستانيه اللي فالحي بدون سبب ، واليوم وبعد أعوام طويلة قدرت تعرف حقيقة منظره ، مسح على كتفها ينطق : بس يا ضلعٍ من ضلوعي إلا بالله ضلوعي كلها بس دخيلك لا تبكين عشاني !
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل زيادة ورفعت رأسها تنطق : تركت الكذبة تكبر بيننا لين خسرتك
زفر بضيق ينطق بحدة : لأني حيوان ما أسوى
رلعت عيونها له بتعب تنطق : أكرهك ضيعتني وضيعت ولدنا أكرهك ما أبغى أكمل ما أبغى
مسك كتوفها يقرب لها وينطق : أنا في وجهك تسمعيني
صدّت تغمض عيونها بحرقة وزفر نيار يكمل وينطق : عدا الأسبوع والثاني وخويي مختفي وبعد قرابة الشهر ضرب باب بيتنا وخرجت له علطول
ضحكت بسخرية وقالت : عصر الرابع من سبتمبر
عضّ شفايفه كيف ما نسّت التفاصيل والتواريخ وأبتسم ، أبتسم لأنها ما زالت تحب ولو ما حبّت ليه ما زالت تحتفظ بأدق التفاصيل لنفسها ، لو ما تحبّ أحرقت الذكريات وتجاهلت كل شيء حصل ، أبتسم يتأمل فيها ودّه يكتفي منها ويملأ ناظره بها ويشبع شوقه لها ، لأنه ما يضمن وجوده بعد نهاية الحكاية ، فرك كفوفه ببعضها وكمل ينطق : حكى لي عن كل شيء وحقيقة قرابته من نجلاء وإني متورط معها وبيننا جنين يسكن ببطنها ، بعدها جنّ جنوني وطحت عليه ضرب كيف يتهمني وكيف يورطني مع أخته بدون ما يخاف الله فيني وفيكم كيف تجرأ ينطق بكلامه ، وقتها داهموني عساكر وشلوني وفرقوا بيني وبينه وأخذوني للمستشفى ولمن وصلت لقيتها ومدّت لي ورقه وهي تبكي ، كنت أصارخ بوجهها وأقول لها ما بفتحها أنتي كذابه ولو جبتي مليون دليل بتظلين كذابة وشيطانه ووحده ما خافت ربها وأتهمت رجال متزوج وعنده ولد ، سحبها مني وفتحتها ومن شفت الكلام المكتوب وأن الجنين مني أنفجعت وهربت علطول ومن شدة خوفي نسيت إنه مستحيل تأخذ نوعية دم للكشف وفحص الأبوة من أول شهر وهي ما جلست حتى أسابيع وبحكم أني دكتور نساء وأطفال بدأت الصورة تتضح لي وجلست أدور وأبحث عن الشخص اللي سوا الفحص لها وبعد قرابة العشر سنوات كنت قاعد أمشي بحياتي معك ومع عزيز داخلي يحترق عشر سنين وأنا أولع على نار هادية تحرقني من كل إتجاه طبعًا كان عندي علم إنها جابت بنت لكن ما فكرت ولا جاتني الجرأة أروح وأشوف البنت لأني كنت شاك بالحقيقة في هذا كله ، وبعدها بعشر سنين وصلنا إتصال وتركتك تجاوبين عليه وبعدها أنتهى كل شيء خرجتي من البيت وأخذتي عزيز معك ومن وقتها ما شفتكم مره ثانية
زفرت تنزل الكأس من يدها وتنطق : تبي تدري وش سمعت بهذاك الإتصال ؟
ألتفت عليها يتأمل عيونها الحزينة وزفر ينطق : أتمنى مع إني أدري وش سمعتي
وقفت سمو ودفعت الطاولة برجلها ، طاح الكأس وتكسر ووقف نيار يمسك ذراعها وينطق : ما خلصت..
ضحكت تقاطعه ورفعت يدها تضربه كف على وجهه وتنطق بحدة : قالت لي أنا نجلاء وصلي لنيار أن بنته دخلت الجامعة تخصص أزياء بنتك دخلت الجامعة بشر باركت لها !!
سحبها مع خصرها يشّدها عليه ويثبت جبينه على جبينها ينطق : البنت طلعت بنت جابر سرحان آل حمد ما هي بنتي يا سمو العمر
سكنت تناظر بعيونه القريبة منها ونطقت بصدمة : إيش ؟
رفع رأسه يقبّل جبينها وينطق : الله يأخذني كيف فرطت فيك حتى لو مالي ذنب باللي حصل كله كيف قدرت أتركك تقفين بدون ما أركض وراك وأرمي عمري لك وأفنيه لأجل ترضين بس ما كان لي وجه وما كان بيديني دليل بس هالمره معي الدليل وإني مجرد ضحية لناس ما خافوا الله !
عضّت شفايفها من شّد على خصرها يحتضّنها وسكنت تسنّد رأسها على صدره ، زفر بضيق ينطق : بعد ما تركتي البيت بشهر ضرب باب البيت وفزيت مثل المجنون أركض للباب وأدعي بكل خطوة تكونين واقفه قدامه ، فكيت الباب ودخل رجل بالخمسين من عمره وسأل عني وجاوبته وسألني إذا يقدر يدخل وقلطته فالمجلس ، جلست معه وبدأ يسرد لي كل حاجه وكيف دفعته فلوس الدنيا لأجل تعيشني بكابوس أتمنى أموت لأجل أتحرر منه ، سلمني ورقة فحص الأبوة الحقيقي وأن جابر هو والد غرور ونجلاء تكون زوجته صعقت وفزيت فرحان ، تركته بالبيت وركضت للقصر ولمن وصلت كان أبوي مترك واقف عند الباب ورفض يدخلني ومن بعدها أيقنت إني خسرتك للأبد كنت فرحان أبيك تسمعيني وتعرفين كل القصة مني وحمدلله ولو طال الغياب وخذتك طيّات الزمن تلاقينا وسمعتي كل شيء مني والحين القرار بين يديك يا سمو العمر
مسحت دموعها وحاوطت ظهره بشّدة ، توسعت عيونه بصدمة من عرف ردها وبحركة بسيطة ، عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بهدوء نبرتها : الله يأخذ اللي ضيعنا وكان سبب في خراب بيتنا وشتاتنا سنين طويلة حسبي الله فيها والله يذوقها من نفس الكأس بأقرب الناس لها !
قبّل جبينها ينطق بفرحة تشابه قدوم العيد : آمين يا بعد من راح وقعد آمين
دفعته عنها ونطقت بإبتسامة عريضة : خلاص أنتهى كل شيء بس ما يغير حقيقة أني طليقتك
ضحك من شاف إبتسامتها ينطق : يا شيخه بعد الإبتسامات ذي بجيب الشيخ وأعقد عليك !
ضحكت تصدّ عنه وتنطق : تجلس معي لين أنتهي من دراستي ونرجع السعودية سوا ؟
آشر على عيونه ينطق : من عيوني بس كم يبي لك ؟
سمو : آخر شهر ان شاءالله
مسك رأسه ينطق بصدمة : أنا في وجهك يارب تبيني أقابل حسن وجهك شهر كامل بدون ما أقرب لك ؟
ضحكت سمو تنطق بحدة : عاد لا تصير دلوع
ضحك نيار ينطق : ما هي مسألة دلع يا سمو العمر أنتي محد يقاومك وما بقول محد بقول نيار بن عبدالعزيز آل صارم ما يقاومك !
ضحكت تغطي وجهها وتنطق : خلاص !
أبتسم يتقدم لها وفزّت ترمي البطانية عليه وتركض ، ضحك منها ونطق : خلاص في وجهي وشنبي ما أقرب لك
عضّت شفايفها لثواني ونطقت : بنام وبكره نسافر سوا للعاصمة وتعقد علي بقصر مترك آل ساير
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أحلفي ؟
ضحكت تقفل الباب وراها وتنطق : والله أرتاح الحين
ركض للباب يفتحه وكان مقفل بالمفتاح ، قرب منطوقه للباب ينطق : سمو تكفين أنتي صادقه ؟
ضحكت تنطق بحدة : أنقلع نام ولا بكنسل
أبعد عن الباب يرفع كفوفه مستسلم ونطق : أبشري
مشى للصالة وانسدح على الكنب يصرخ بحماس بفرحة بكل شعور فيه يصرخ ، هو بيسافر معها وبيعقد عليها وتصير حليلته مره ثانية وهالمره بيحرص ما يمر عليها نسمة زعل وما يكون هو أول سبايب ضحكاتها وفرحها من جديد ، بيعوضها عن كل شيء وهي وجودها بجانبه أكبر عوض له عن ما مضى ، نام بعد تعب السفر والليلة الطويلة هذي بس كانت أحن نومه وأجملها ..
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎
- وحشتوني والله

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن